|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رياض ابو طالب
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 26-Aug-2010 الساعة : 12:31 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم
نتابع معكم
لماذا تستولي علينا الغفلة
هنا أذكر بعض الفقرات من دعاء (أبو حمزة) للإمام السجاد (ع) بمناسبة النفس اللوامة:
"سيدي مالي كلما قلت قد صلحت سريرتي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك سيدي لعلك عن بابك طردتني ".
ما أجمل كلمات الإمام قبل هذا الكلام وبعده، يقول: عندما أنوي القيام لمناجاتك في أوقات السجر "ألقيت علي اً إذا أنا صليت وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت".
"سيدي لعلك عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني".
التفتوا إلى الجملة التي أقصدها وهي:
"أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني". فقد رأيتني أكذب ففي الصلاة أقول (إياك نعبد) [الفاتحة: 5] ولكني أرجع إلى عبودية النفس والهوى والشيطان.. أقول أنا عبد ولكن أدعي لنفسي الربوبية والاستقلال فأنا كذاب: أقول (إياك نستعين) [الفاتحة: 5] أما قلبي مشغوف بالأسباب المادية وليس بالله.
لا تكلنا إلى أنفسن
ولكن "فإن عفوت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم".
فأنا بهذه المفاسد إذا عفوت عني وسامحتني وطهرتني فذلك شأنك وعملك لأنك أرحم الراحمين، وإن عذبتني وتركتني إلى نفسي فلم تظلمني لأني مستحق لذلك بسبب أكاذيبي، إلهي بحق محمد وآل محمد أفهمنا عيوبنا. وارزقنا نفساً لوامة، واعطنا حالة التوبة والإنابة في كل وقت ولا تحرمنا من لطفك.
"لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً".
"سيدي إنك إن وكلتني إلى نفسي هلكت".
الرضا من آثار اطمئنان النفس
كان الحديث في شرح هذه المنزلة العظيمة من منازل الإيمان ودرجات أهل التوحيد والتي هي آخر المقامات والمراتب الإنسانية والغرض هو الوصول إلى هذه المنزلة حتى تتمكن من الوصول إلى مقام الرجوع إلى الرب (إرجعي إلى ربك) [الفجر: 28] وهذه هي مرتبة الاطمئنان التي من آثارها وخصوصياتها هو مرتبة الرضا والتسليم.
النفس المطمئنة يعني التي في مرتبة الإيمان لا تزال تستمر في صراط العبودية حتى تصل على حد الاطمئنان والاستقرار.. الاطمئنان الذي يقابل الاضطراب.. المضاد للقلق والخوف.
الاطمئنان بالله يزيل الاضطراب
النفس الإنسانية عندما تتخيل لنفسها وللماديات استقلالاً في البداية تتصور نفسها أنها هي المالكة. (وفي الحقيقة ليس لنفسه إلا القلق والاضطراب) حتى يصل إلى المرتبة التي يتيقن بأن المالك هو الله فقط، المستقل هو الله فقط، فهو وجميع مراتب الوجود مرتبطين به، فإذا استقر على هذا الرأي واطمأن إليه عندئذ لا خوف ولا حزن عليه لأنه قد اصبح من أولياء الله (الا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). [يونس: 62]
القرآن المجيد يقول: (الذين آمنوا وكانوا يتقون).. [يونس: 63]. أن يسير في طريق التقوى سنيناً.. أن يستمر ف يصراط التقوى وصراط العبودية.. أن يكون في طريق التفكر والتدبر في عالم التوحيد الإلهي حتى يصل إلى منزلة الاطمئنان حيث لا يوجد فيه أي خوف أو اضطراب.
قلق الناس يسبب الكفر الحقيقي
أنتم ترون في هذا الزمان أن جميع الناس من مسلمين ويهود ونصارى وماديين كلهم في قلق وخوف.. هذا الشيء يكتبونه في الجرائد ونحن أيضاً شاهدون على ذلك بأن حياتنا مليئة بالقلق والخوف..
لا يوجد هدوء نفسي، الاشخاص كلهم في قلق وخوف فمن رئيس الجمهورية وحتى أدنى شخص، ومن ذلك المليونير أو الملياردير حتى الإنسان المتسول، لأنهم ليسوا على صراط التوحيد وبالنتيجة فهو يرى الاستقلالية لنفسه وللماديات والخوف والحزن يرجع إلى الماديات، فإذا خسر أحد الأشياء المادية فسوف يكون محزوناً.
مثلاً لو افترضنا أنه يتصور أن الأموال والأولاد والجاه هي المؤثرة وهي التي ترفع احتياجاته. فلو أنها خرجت من يده فسوف يتأثر بشدة ويأخذه القلق والاضطراب لأنه يرى أن هذه الماديات هي المؤثرة بصورة مستقلة، وهي التي تقوم بالأعمال.. فهو يسير وراءها ولا يقنع منها بأي حد، حتى المليون لا يكفي لسد حاجته ومهما وصلت إليه أملاكه وجاهه وعنوانه ومئات محلاته التجارية فلا يزال مضطرباً، لأنه لا يأمل أن تكفي هذه أيضاً لسد احتياجاته، فالماديات هي كل همه، ما حصل عليه وما لم يحصل، أما المؤمن فهو خائف وحزين حتى يصل إلى مقام الولاية الإلهية ويضع قدمه في صراط التوحيد في ذلك الوقت (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [يونس: 62] فلا خوف ولا حزن عليه لأنه معتمد على المبدأ اللامتناهي.
اترك الـ "أنا" جانب
فلهذا على الإنسان أن يخاف من حالة العصيان هذه ويرتجف، عليه أن يتوب من هذا الكفر الذي ارتكبه ويرتكبه.. أن يفكر من أنا؟؟ أن يعرف نفسه أولاً، أترك "أنا" جانباً فأنت عبد مملوك (ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشورا) [الفرقان: 3] لا يملك لنفسه شيئاً.
فما دمت لم تدرك هذا المعنى فأنت غير تائب من الكفر، يجب أن تتوب من هذا الكفر والشرك وأعلم أن لك مالكاً وقيوما، فوجودك ليس منك بل مرتبط بغيبك، كل ذرات الوجود مرتبطة بالغيب، وأنت أيضاً أحد أجزاء الوجود.
الجميع مال الله وملكه
يجب أن تكون على يقين بأنك وكل شيء ملك لله وأنا متحير من نفسي أقول واأسفاه بأن الله تعالى قد أسمعنا هذه الحقيقة في القرآن المجيد عدة مرات ولكن أين كنت أنا المسكين لكي استمع لذلك (له ملك السموات والأرض) [الحديد: 2] (لله ما في السماوات وما في الأرض..). [الحشر: 1]
أنت وحياتك والآخرين من الفراش إلى العرش كل ذرات هذا العالم ملك لواحد.. ولا أحد يملك استقلالاً بنفسه، لا أحد يقف على قدميه، تنفسه ليس باختياره، لا أحد يتمكن أن يعمل عملاً بالاستقلال، ولا أثر لأي سبب من الأسباب قبل مشيئة الله.
الأموال لا تؤدي عمل
أيها المسكين.. يا من تتصور أن الملك والمال والجاه والمقام تسد الحاجة، ألا ترى كم من أصحاب المليارات لم تنفعهم أموالهم؟ وإنما تمرضوا وماتوا، ولم تتمكن أن تدفع عنهم الموت أو تدفع عنهم المرض؟ لكي يدرك الآخرون أن الأموال لا تعمل شيئاً إلا أن يشاء الله.
السلطان الذي مات من الجوع
يروى في كتاب المستطرف حكاية: انه عندما وجدوا صندوقاً أثناء الحفريات إلى جانب النيل، فتحوا ذلك الصندوق فوجدوا فيه جسداً محنطاً فعلموا أنه لملكة من الملوك وقد كان المصريون في السابق يحنطون أجساد الفراعنة والملوك ويحفظونها.
وكان في هذا الصندوق مجوهرات كثيرة مع لوح وقد كتبوا فيه قصة موت هذه الملكة بناءاً على وصيتها وقد كتب على اللوح بأنه كل من رأى جنازتي بعد موتي فليلعلم بأنه حدث قحط في مملكتي في أيام حكومتي وقد وصل الأمر إلى أني الملكة كنت مستعدة أن أعطي كل هذه المجوهرات مقابل رغيف خبز ولم أحصل على ذلك حتى مت جوعاً.
لكي يعتبر الآخرون بأن المال لا يرفع نقصاً ويسد حاجة لوحده وإنما بمشيئة لله. كذلك القدرة فلا تتصوروا أن أحداً يمكنه أن يعمل عملاً بصورة مستقلة، افتح عينك ولا تغرك هذه المظاهر.إذا لم يرد إلهك أمراً فلو جمعت كل الوسائل فإنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً.
الحجاج يموت وسط النيران من شدة البرد
قيل أن الحجاج اللعين أصابه الارتعاش قبل موته وقد وضعوا عليه أغطية متعددة وقربوا منه ناراً شديدة إلى حد أن جلده كان يتأثر بحرارة النار لكنه مع ذلك كان يرتجف ويقول (إنني في ضيق من شدة البرد وبقي هكذا حتى مات بهذا المرض).
حتى يكون ما أراد الله.. فإذا أراد الله أن يموت من شدة البرد، فلو أنهم جاءوا بالنار واللحاف والسجاد فسوف لا تؤثر أي أثر على أن يقرر خالق هذه الأسباب ما يريد.
التمرن على التوحيد حتى الوصول إلى اطمئنان النفس
قصدي أن عليه أن يتوب من الشرك والكفر ليأتي إلى صراط التوحيد، وطبيعي أن يكون كسلاناً وعليلاً لمدة من الزمن فعندما يكون موجوداً عند المنبر يستمع إلى الموعظة يقول استغفر الله، إلهي إن حالتي كانت سيئة فقد كنت أعتقد غيرك مؤثراً. ولكن عندما يرجع إلى البيت والسوق يتغير وضعه.. فالكفر إلى جانب الإيمان، فتارة هذا وتارة ذاك، حتى يصل إلى الاستقرار إذا أراد الله وأعانه على ذلك.
يجب أن يرى نفسه والأسباب المادية وكل ما سوى الله خاضعة لإرادة واحدة، كلهم يدورون ويتحركون بإرادة واحدة من الدودة إلى الفيل.. من الفراش إلى العرش كلها تتحرك بحياة واحدة وتديرها إرادة واحدة ويجب أن يحصل له اليقين بهذا المعنى "فاعلم أنه لا إله إلا الله ـ لا شريك له".
|
توقيع رياض ابو طالب |
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي
|
|
|
|
|