منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب النفس المطمئنة
عرض مشاركة واحدة

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 209
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Sep-2010 الساعة : 04:08 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم
نتابع معكم
من الجهل أن يرى نفسه مالك
كيف تجعل من نفسك شريكاً لله؟ خاطب نفسك.. أنت تقولين أردت كذا، فلماذا صار هكذا ولم يقع ذلك؟ كيف تدعين المالكية وما هي النسبة المالكية التي بينك وبين الأموال والأولاد؟
إنني تعبت كثيراً حتى جمعت هذه الأموال ـ فلماذا ذهبت من يدي؟ أنت كنت جاهلاً عندما كنت تتصور أنك مالكاً حقيقياً لهذه الأموال.. هذه الأموال أمانة بيدك من المالك الحقيقي فلا يمكن أن تنسبها إلى نفسك حقيقة.. طبعاً بالنسبة إلى حقّ المالكية الشرعي فهو محفوظ، وعلى الآخرين أن يحترموا هذه المالكية.. ولكن الحديث بالنسبة إلى المالكية الحقيقية والمنحصرة بالله تبارك وتعالى، فلا تخدع نفسك وتتوهم أنك المالك المستقل والحقيقي لها، المال في الحقيقة مال الله، أما أنها وصلت إليك بسبب التعب والكسب أو الإرث أو أي وجه شرعي آخر ونسبت إليك فلا تتصور لنفسك ملكاً حقيقياً ومستقلاً وتنسى المالك الحقيقي لها.
الوالدان.. لا يتصورا أنهما المالكان للولد
أو بالنسبة للأولاد.. على الأولاد بأن يراعوا حقّ الأب والأم.. وواجب الأب هو أن يتكفل لباس وغذاء الولد.. وظيفة الأم أن تقوم بإرضاعه الحليب فمع إيجاد هذه الأحكام لا تنخدع وترى نفسك رباً لهذا الولد.
تقول أنا الذي ربيته.. فأنت من الذي رباك؟ الله الذي رباه على يدك وأنت لم تكن إلا وسيلة لا أكثر!! الله الذي ألقى محبة الولد في قلب الأب والأم، وبتلك المحبة تحملت آلام السهر في الليالي والتعب من أجل هذا الولد.. هذا الحليب الذي تضعيه في فم هذا الولد من الذي صنعه؟ ومن الذي جعله جزءاً من جسم هذا الطفل في جوفه؟ من الذي جعلك تتحرك وتقوم من مقامك غير الله؟
فلا تدعي ما ليس لك.. عليك الا ترى نفسك مالكاً للطفل.. أيضاً لا تدعي لنفسك بأي حق.
من أنا حتى يكون لي حقّ الطاعة؟
طبعاً لا ينبغي الاشتباه فالحق الشرعي بمكانه. فعلى الولد أن يحب ويطيع ويحترم الوالدين.. ولكن من لوازم العبودية والمعرفة أن لا يدعي الأب والأم لأنفسهم حقاً، فمن أنا حتى يكون لي حقّ الطاعة.
ويؤمر الأولاد باحترام وإكرام وإطاعة الأب والأم، لا أن يتصور أنهما كل شيء بالنسبة له بل أنهما سبب من أسباب الله سبحانه.. وهكذا.
الدوام على التقوى لازم
أريد أن أبين مسألة الاطمئنان.. فالإنسان بحاجة إلى مدة طويلة لكي يصل إلى مقام الاطمئنان يعني يستقر على صراط التوحيد ويثبت على كلمة لا إله إلا الله، انتبهوا إلى الآية الكريمة التي قرأتها:
(ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون). [يونس: 62ـ63]
من هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟
أولئك الذين آمنوا وكانوا يتقون، فقد تمرنوا لذلك عمراً واجتازوا مراتب التقوى، يستغفر بمجرد أن تزل قدمه.. ويرجع عندما ينحرف عن صراط التوحيد، حتى يصل إلى الإيمان المستقر والمطمئن ويكون من أولياء الله فذلك الوقت لا خوف عليه ولا حزن.
الخوف والحزن ليس للنفس المطمئنة
لا يحزن لو انعدمت جميع الوسائل، لا يجزع على موت أولاده، ولا يحزن على ذهاب أمواله فلا ربط لي بالمسألة.. صاحبها الذي أعطى وأخذ.. والمحي هو المميت، فهو قانع بكلما يراه صلاحاً له فلا يحزن على فقد أي أمر من الأمور المنسوبة إليه.
فـ "أنا" غير موجودة في الوسط. لا استقلال في العمل "العبد وما في يده لمولاه". رزقي مع من؟ هل هو بهذا المال والمحل؟ فلو كنت أعتقد ذلك فإني كافر، فذلك الذي خلقني هو الذي تعهد برزقي، فمادمت في الدنيا فأنا على مائدته وبساطه وعندما أموت فأنا أبقى على مائدته فالرزق ليس محصوراً في الدنيا فبعد الموت أنا أيضاً محتاج إلى الرزق البرزخي والأخروي.
رزق كل عالم يتناسب وذلك العالم، ورازقك هو خالقك.
لا خوف من المستقبل أيضا
فهو لا يخاف مما سيأتي أيضاً، لا حزن على الماضي ولا خوف من المستقبل، لا أحد من أولياء الله يخاف من المستقبل، لأنه لا يرى لنفسه مستقبلاً، فحياته وموته غداً غير معلوم عنده حتى يهتم بما سيحدث له.
كم من الأشخاص المساكين الذي يتألمون لسنتهم القادمة في حين أن كفنهم موجود في السوق، ليس لهم أسبوع حتى يحزنوا على شهر، أما الذي صار من أولياء الله وله نفس مطمئنة فلا يخاف مما سيأتي، من جهة أنه لا يرى لنفسه مستقبلاً، وحقاً، (يا من بيده ناصيتي) يا إلهي الذي بيده ناصيتي وحياتي، أنا عبد كل ما تدبره لي، فإذا كان جزءاً من عمري فسوف يأتي مع لوازمه، فأنا لست وحدي، بل لي ولي ومرشد فالذي له ولي قوي ورئيس أكبر فمن أي شيء أخاف.. فهو لا يحزن على عدم وجود شيء ولا يخاف على مستقبله وانعدام الوسيلة، لأنه مستسلم وخاضع تماماً فليس هو المالك ولا الآخرين.
بكاء النبي على وفاة ابنه إبراهيم
لا يحزن مع فقدانه شيئاً.. فلو قال أحد: كيف أن رسول الله والأئمة كانوا يحزنون إذا فقدوا شيئاً.. فعندما مات إبراهيم ابن رسول الله فقد بكى النبي عليه أو أنه كان يحتضن عزيزه الحسين ويقبله ويبكي. وجواب هذا الحزن هو أولاً "لا قيام بين عدل الأولياء ونفسك". فبكاءنا أنا وأنت من أجل أمور نفسية.. لأن ابني وطفلي قد مات، فلماذا فارق الحياة؟ ومن شدة الحزن نغضب اعتراضاً على ذلك لا سمح الله، كما نرى حالة عدم الصبر من بعض الجهال لموت بعض أقربائهم والجزع الشديد بحيث لو استطاع أن يصل إلى عزرائيل لقطعه إرباً إرباً.
لماذا أخذت والدي؟ هناك نوع من الذاتية والشعور الاستقلال في البين!
يميت في أي وقت يراه صلاح
أما الإنسان الذي صار من أولياء الله ففي أي وقت أراد موته فسيقبله بصدر رحب.
روزي رخش بينم وتسليم وي كنم أين جان عاريت كه بحافظ سرده دوست
فهذه الروح التي أودعت عند حافظ كعارية سيأتي اليوم الذي أقوم بتسليمها إليه...
شعر جميل.. فالروح ليست ملكي فهو الذي أعطى وهو أيضاً يأخذ فكيف الأمر بالأولاد والأقرباء؟ الله هو الذي يحيي ويميت.
الترحم الروحي غير الأمور النفسية
كيف يمكن بيان بكاء النبي على ولده إبراهيم؟ بإمكان أن نتنزل بهذه الحقائق ونخرجها بصورة ألفاظ إلى حد قابل للفهم لدى الجميع وهو أن نقول أنه ترحم إلهي وليس من جهة النفس والهوى والاعتراض والسخص على القضاء والقدر.
الترحم الالهي مثل الترحم على شهيد عاشوراء الحسين (ع) المشهد الذي هو محل الترحم، فكل من يرى الحسين يوم عاشوراء أو يسمع به وكان له قلب فسيحصل في قلبه ترحم أصله من خالق العالم. فهو ترحم وليس نفس وهوى ولماذا وكيف؟ على كل حال فهو حزن إلهي وليس حزناً من طريق النفس والهوى.
آخر بكاء الحسين في الوداع الأخير
الشيخ الشوشتري يقول في الخصائص الحسينية، إن الحسين (ع) بكى يوم عاشوراء ستة مرات، بعد ذلك يذكر هذه المرات الستة، وواقعاً إذا تحقق الإنسان من ذلك يرى أن بكاء الحسين في جميع هذه المرات الستة كان من باب الترحم، مكان ظهور الرحمة... فهو يترحم وتجري دموعه.
آخر بكاء له عند وداعه الأخير عندما وضعت سكينة وجهها على ظاهر قدم والدها وأخذت تبكي، مشهد تتمزق له القلوب.. الحسين (ع) يجلس ويأخذ ابنته ويجلسها في حضنه ويمسح بيد الرحمة على رأسها ووجهها:
ما دام مني الروح في جثماني لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة


اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك..
الاتصال بالأرواح العالية
تشرح لنا هذه الآية المباركة أمراً وهو أن الغرض من دعوة الأنبياء وانزال الكتب السماوية وصول الإنسان إلى مرتبة الاطمئنان والرضا والتسليم الذي هو أعلا المراتب التي يمكن للإنسان أن يصلها خلال هذه الأيام المعدودة، وعندما يصل إلى هذه المرتبة يتصل بالأرواح العالية وعلى رأسها محمد وآل محمد.
ولأجل أن يتضح الموضوع أكثر نتوجه إلى عبارات من زيارة أمين الله لتتوضح النفس المطمئنة أكثر.
زيارة أمين الله، جامعة ومهمة
أول حاجة تطلب "اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك"... هذه الزيارة الشريفة "أمين الله" مع أنها مختصرة ولكنها واقعاً جامعة ومن أفضل الزيارات.
أحد الأشخاص المؤمنين يسأل: كيف تكون زيارة أمين الله أفضل من جميع الزيارات مع أنها لا تتجاوز صفحة واحدة لا أكثر.
فقلت له: إنها من حيث الكمية وإن كانت قليلة، ولكن أنظر إلى كيفيتها، هذه الزيارة الشريفة إذا قصد أحد التوجه بها وكان طالباً لهذه المقامات فإن جميع النعم المعنوية تطلب في ضمن هذه الزيارة.
خلاصة من الزيارات المطولة
إذا عرف الإنسان الإمام بصفة "أمين الله" يكفي ذلك أن يخاطب الإمام عن اعتقاد ويقين ويقول: أنت القيم على خزائن الله، كل ما يصل إلى العالمين إنما يصل بواسطتك.. أن يصدق بهذا المعنى.
"أشهد أنك جاهدت في الله حقّ جهاده.. وعملت بكتابه.. واتبعت سنن نبيه".
قصدي هو أهمية هذه الزيارة من ناحية الكيفية، فلو استطاع اظهار هذه الحقائق عن حضور القلب فهذه الأسطر القليلة تعادل عدة صفحات من الزيارة وهي خلاصة لتلك المطالب المفصلة.
اطمئنان النفس أول الحاجات
(اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك)
يطالب بأعلى درجة.. مقام سلمان وأبو ذر، حتى يصل مقامه إلى الاتصال بالنفس الكلية الإلهية، محمد وآله .
النفس في هذه الآية... هي الحقيقة الإنسانية التي يكون الجسد وسيلة لاجراء أوامرها، هي التي تشير إليها "أنا" وتقول أنا ذهبت، أنا قلت.. أنا فعلت.. إشارة إلى الذات والحقيقة.
المطمئنة أيضاً من الاطمئنان بمعنى القرار والسكون والذي هو ضد الاضطراب والتزلزل.. فالإنسان يبقى مضطرباً حتى يصل إلى الاطمئنان.. الاضطراب في أي شيء؟
شرح الموضوع
الاضطراب في الاعتماد على الأسباب المادية

الإنسان الذي لم يعرف الله لحد الآن ولم يصل إلى مقام اليقين، فقلبه مضطرب في أي مقام كان أو مرتبة. فهو يعتمد في أموره المعاشية على الأمور المادية.
فهو مثلاً يرى كيف أن بعض الشباب يدرسون ويتعبون حتى يحصلوا على درجات أكثر ويأخذوا ورقة باسم الدبلوم أو الدكتوراه فعندما يرى أن هذه الورقة هي السبب في استخدامه في الإدارة وحصوله على الأموال فهو مضطرب وقلق دائماً خوفاً من عدم حصوله على الدرجة اللازمة.
أو الكاسب الفلاني نجده قلقاً خوفاً من التضرر بهذه المعاملة.. الجميع قلقون بهذا الشكل، فاللسان يقول "لا إله إلا الله" ويقرأ القرآن ويقول بأن الأمور بيد الله ولكن قلبه لم يصدق بذلك بعد.
والسبب في ذلك أنه لحد الآن يرى للأسباب المادية استقلالا.. يقول أن الخالق هو الله.. المدير والمدبر هو الله.. ولكن حاله حال الكفر، يعني أن يعتقد بأنه يحمل ثقل المعيشة على كتفه. يتخيل أنه فقط بهذه الأسباب يمكن إدارة الأمور وتدبيرها.
يرى لنفسه وللآخرين استقلالاً ذاتياً لذلك نراه قلقاً عندما يرى مستقلاً لوحده بدون حماية أو استناد، لأن الأسباب لا تتفق مع مزاجه دائماً، فكم من الأحايين يبتلى الشخص بفراق هذه الأسباب أو الخوف من فقدانها فينهار ويتحطم نهائياً.


توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي



رد مع اقتباس