[علي كريم الربيعي]

مشكاةُ طلعتها مِن صفوةِ الخِيَرِ

أُشاطرُ القومَ بالأذكارِ والسِّيَرِ = وَأكْتُبُ الشعرَ للزهراءِ بالدُّرَرِ
وَأنثُرُ الوردَ ألواناً بمولِدها = وأنْشُرُ الطيبَ للأملاكِ والبشرِ
فَجئتُ ألقي بديعَ النظمِ مبتهجاً = كالمستهامِ حباهُ العشقُ بالسّهرِ
لقد صحبتُ ولائي والصلاةُ معاً = فأسْعَدُ الناسِ قلباً قائمُ السّحرِ
إني لأسْعَدُ إنْ أرقى لمنزلةٍ = يوماً بسيرة ِمَنْ واليتَ في الصّغرِ
وما ملَلتُ ولكنْ ملّ مُبغضُنا = وما مَدَحْتُكِ إلاّ كانَ كالسّدِرِ
ياليتني قدْ نظمتُ الشعرَ مبتدأً = شوقاً إلى أشرفِ الأجناسِ والطُهُرِ
نورٌ مِن النورِ والأنوارُ قادمةٌ = مِنْ كلّ مؤتمنٍ ديناً ومنتصرِ
ياذا الشفاعةِ قد خلّفتَ طاهرةً = تستنزلُ الخير للدنيا مع العِبرِ
سبحانَ بارىء الآياتِ والنَسِمِ = سبحانَ مَنْ فَطَمَ الزهراء بالقَدَرِ
عذراً فباعي مِن التنضيدِ في كَلَلٍ = حتى أصوغَ لكِ الأبيات ِ بالشّذرِ
كي لايقالُ بأنّ الشعرَ مُبتذلٌ = يوماً إذا الشاعرُ الصداحُ في ظفَرِ
الحمدُ للّه قبل القولِ والعملِ = حتى كتبتُ مِن الراقي على الكِبَرِ
أقسمتُ بالخالقِ الوهاب ِ ملتزماً = آلَ النبيِّ وآلَ اللهِ في الأثرِ
ليت َالكواكبَ ترسو عند أشرعتي = فأُعْلِمُها عظيمَ الأمرِ والخبرِ
فقد أتى الييتَ نورٌ لامثيلَ لهُ = فكلُّ ذي فلكٍ في الكونِ كالقمرِ
حيثُ السيادةُ مذخورٌ قداستُها = تمنّت النونُ منها نفحة ِ الذَّفَرِ
هي الزهراء ُ لاريبٌ ولا كَذبٌ = فاقتْ على الكلِّ بالتصنيفِ والصّور
لكلِّ ذي أملٍ في الكون مِن هممٍ = ومفزعي لحمى الزهراء في العُسُرِ
زهراءُ مقبلةٌ والحورُ نازلةٌ = مثلُ الملائكِ في صفٍّ وفي زمَر
فذاك منزلها في العرش آيتها = مشكاةُ طلعتها مِن صفوةِ الخِيَرِ
وما سَرَتْ فرقُ الأفلاكِ في يُسُرٍ = إلاّ وجدتُ يدَ الزهراء ِبالنَّظَرِ
ولستُ أعجبَ أنّ اللهََ أكرمها = في سالفِ العهدِ بالتنزيلِ والسّورِ
أصبحتُ في موكبٍ تنجو النفوسُ بهمْ = ويفرحُ القلبُ فيهمْ غيرَ مُنكسرِ
لاغلْوَ في منطقي مادامَ في شَرَفٍ = والحمدُ للهِ لمْ ألجأ إلى الحَجَرِ
هيهاتَ ينجو مِنْ النيران مُبغضُها = إنّ الحسودَ إلى النيرانِ في سَقرِ
قلْ للذي كفّرَ الأشياعَ في خُطبٍ = ذو الدِّين عند الغواني موضعَُ الشّرَرِ
كأن خادمَهم يوماً وتابعَهُم = في ركنِ ربٍّ عظيمِ الشأنِ مقتدرِ
دَعْ مايقولُ ذوي الأرجاسِ وانبذُهُمْ = واتركْ غوايتَهُم واقرأ مع الحَذَرِ
هذي عقيدتنا اللهُ أنزلها = وليس يعلمُ إلاّ الله ُ بالبشرِ
يابنتَ خيرِ أبٍ يازوجَ خيرِ ولي = فقد أطلتُ وما وفّيتُ في الفَخَرِ
ولو مضيتُ ملأتُ الكونَ من دُرَري = نظماً وأتبعََها نقشاً على الحجرِ
سأطلقنّ لساني في ولايتكم = وأُسمع الناسَ مِن بكرٍ ومِن مُضَر ِ
ومِن ربيعةِ والأعرابِ قاطبة ً = جواهرَ النظمِ بالياقوتِ والدُّررِ
أبو حسين الربيعي – دبي – الجمعه 4/6/2010