[علي كريم الربيعي]

متى يا أيها المولى .. هدم قبور البقيع

بحورٌ ليس تكفيها = بدمعٍ مِن مآقيها
نظمتُ الشعرَ ألوانا = بأبياتٍ أُواسيها
أصُبُّ الدمعَ أشجاناً = فأنعاها وأبكيها
وآنّى الذاكرُ البلوى = صروفُ الدَّهرِ يطويها
فهذا قدْ مضى سُمّاً = وتلكَ الضّلعُ يؤذيها
وتُخفي قبرَها السّامي = ليَحكي عنْ مآسيها
قبورٌ للثرى صارتْ = ستُبكي قلبَ رائيها
فمِن ْ ظُلمٍ إلى هدمٍ = ومِن ْ منعٍ لباكيها
فيالله حتى الوحـ = ي ُ يأتي عند أهليها
وآونةً يُفَدّيها = وفي الأخرى يُناجيها
أتتْ كي ترفعُ الشكوى = بأحزانٍ لباريها
فواحُزناهُ والهفي = على قُببٍ ومَن فيها
فكانتْ في الدُّجى نوراً = وكانَ السِّحرُ يحويها
وكانتْ آيةً كُبرى = فصارَ الناسُ يأتيها
ترى الشيطانَ في ذُعُرٍ = إذا لاحت ْ أعاليها
هي الأقمارُ للدُنيا = هي التقوى نواحيها
هي الجنّاتُ والمأوى = هي الزُّلفى معانيها
هي الآياتُ والنجوى = هي المولى يُزكيها
هي الأسرارُ للباري = فهل ترضى تعاديها ؟
غداً تأتي لجبارِ الـ = سّما تشكو أعاديها
تناديهمْ بيا تيمي = وياوحشي وباقيها
وأبناءٍ وأوغادٍ = وحادٍ بات يَحديها
فصبراً يامُنى عيني = فوعدُ اللهِ يأتيها
ولن ْ ترضى بأحجارٍ = فأنّ الحقَّ بانيها
ولا الطاغوتُ يرعاها = ولا الأعداء تُدنيها
فيا أعتابَ أورادي = ويا أغلى أمانيها
متى تُسْتَكْملُ النُعمى = متى تجري سواقيها
متى نحظى بأطيابٍ = متى نُحصي أقاحيها
متى نأتي لثاراتٍ = متى نبني ضواحيها
متى يا أيها المولى = ستأتي في نواحيها
كأنّ الثأرَ يسبقهُ = بأحداثٍ وماضيها
إذا ناديتها قامت ْ = وإنْ ماتت ْ ستُحْييها
فمَهما طالتْ الذكرى = فما غابت ْ مآسيها
إلى الأطهار أنظمها = ولنْ أنهي قوافيها
علي كريم الربيعي 8 شوال 1431 هـ 18/ 9/2010 السبت