منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سؤال جميل
الموضوع: سؤال جميل
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان المسابقات الدينية والثقافية
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-Sep-2010 الساعة : 03:10 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .

بسمه تعالى


إن آدم () هو ذلك الإنسان الإلهي، الذي خلقه الله تعالى من تراب والتراب فيه المزيد من الخير والعطاء والزيادة ـ وقد أراد تعالى لآدم () أن يكون ذلك الإنسان الكامل، الخالص في صفائه، الرضي في صفاته وحالاته. والعاقل المدرك، والحكيم، والمتوازن، والمدبر، الذي يستحق أن يكون أبا للبشر كلهم، ونموذجاً للكمال الإنساني، بحيث يرتفع إلى درجة نبي، له طموحات، وتطلعات الأنبياء، لا يعيش لنفسه، ولا تحركه شهواته ولا غرائزه بل يعيش لله تعالى، ولا يفكر إلا في نيل رضاه، والحصول على درجات القرب والزلفى منه.. والحلول في منازل الكرامة لديه..

وحين أسكن الله سبحانه آدم () الجنة، قال له: {إن لك ألاّ تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}.

ومن هذه الآية تتكون أربع نقاط :

إن هذه الأمور الأربعة هي أدنى ما يحتاج إليه الإنسان في استمرار حياته وبقائها.

إن هذه الأمور التي أشار الله تعالى إليها ليست هي من الأمور العارضة أو فقل الطارئة في حياة الإنسان، بحيث يمكن الاستغناء عنها في حين من الدهر. بل الحاجة إليها لا تتوقف. كما أن طبيعة وجودها تفرض دوام التعرض لتحصيلها وإستمرار الطلب لها ،والتعاطي معها، ولا يكفي لإنجازها بذل الجهد مرة واحدة ـ مثلاً ـ ثم ينتهي الأمر..


إنه تعالى حين أطمع آدم () بالجنة قد أعطاه ما ينسجم مع طموحاته، ويتلاءم مع طبيعة ما يفكر فيه. حيث طمأنه إلى أنه سيرتاح من عناء التفكير، والعمل على الحصول على ما يسد به الرمق، ويروي من الظمأ، ويستر العورة، ويقي من الحر والبرد، فلا يحتاج إلى التفكير في طرق الحصول عليه، ولا إلى بذل الجهد، بالعمل المناسب، ولا إلى الحفظ والحمل، والتصنيع والإعداد.. وما إلى ذلك.


ويلاحظ: أنه تعالى لم يذكر لآدم () أزيد من ذلك، لأنه لا يمثل طموحاً له، فهو لا يفكر في اقتناء الأموال، واختراق الجبال، وإنشاء الجسور وبناء القصور، واختراع الآلات التي تمكنه من التغلب على الموانع، وتمنحه الفرصة وتسهل له الوصول إلى مراداته. فضلاً عن أن يفكر في المناصب أو أن يسعى إلى امتلاك اسباب القوة والهيمنة والسلطان.. وما إلى ذلك.
إن ذلك كله زيادات لا يفكر فيها آدم () بل هو يرفضها لأنه يريد أن يفرغ نفسه لطاعة الله الذي ملأ قلبه، وأخذ حبه عليه سمعه وبصره، وملك مشاعره.. ولا يريد أن يشغله عنه شيء، حتى ولو مثل التفكير بلقمة عيش يتقوى بها جسده، أو شربة ماء تحفظ حياته، فضلاً عما هو ابعد من ذلك.

إذا كان بصدد حفظه حتى في مثل هذه الأمور، ولو بمثل أن يتضايق من حرارة الشمس في وقت الضحى، حيث تبدأ حرارتها بالتأثير، فضلاً عن معاناته من حرها وهي في أوج توقدها، فإنه دون شك سوف يهتم بحفظه وبرعايته، وبالدفع عنه حين يواجه ما هو أشد وأقسى، وأعظم وأدهى.
فإذا كان يهتم بحفظه من الحر والبرد فهل يتركه يعاني من آلام الأمراض، أو يدعه يواجه أذى أعدائه وكيدهم.. أو يعاني من الجهد والضنا في تحصيل مراداته، والوصول إلى غاياته؟!
وذلك كله يشير إلى أن قوله تعالى: {إن لك ألا تجوع فيها..}



إن شاء الله أكون قد أصبت هذه المرة
فأنا تلمذتكم





رد مع اقتباس