منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الحتميات من علائم الظهور
عرض مشاركة واحدة

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 208
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Sep-2010 الساعة : 01:45 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

الخراساني والرايات السُّود


الخراساني والرايات السُّود
«الشيخ الطوسي في غيبته، عن يوسف بن عميرة، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عيدالله () قال:
خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق، وعن بشارة المصطفى عن ميرة مثله»([1]).

بيان
قوله: «يدعو إلى الحق: أي إلى المهدي () لأنَّه هو الحق»([2]).
سبق لنا وأن بيّنا أنَّ السفياني من المحتوم، وأنَّ لا مهدي بلا سفياني، وأنَّ اليماني راية هدى، وأنَّه يدعو للحق، فالخراساني هو الآخر من المحتوم، ويدعو إلى المهدي، ويُسلِّم الراية في ظهر الكوفة بيد المهدي () والخراساني هو الذي يُمهد إلى دولة المهدي الكبرى.
والمحتوم كما أسلفنا: هو الذي لا يلحقه البداء.
«الخراساني الذي هو هاشمي أيضاً ولكنه حسيني، الذي يبايع المهدي بعد ذلك...».
وللسائل الحق في السؤال: أنّى له أن يكون خراسانياً وهاشمياً حسينياً، نقول: إنَّ المسلمين الأوائل كثيراً ما استقروا في بلدان نائية بعيداً عن جزيرة العرب، وهذا من أولئك، سكن آباؤه خراسان، ويومها خراسان كانت مقاطعة كبيرة وذات شأن تمتد كثيراً شرقاً وغرباً، ولا ننسى أنَّها كانت يوماً ما دار الحكم العباسي.
وأُنظر في هوية الخراساني:
«... وخروج رجل من وُلد الحسين بن علي...، وورد بلفظ: يخرج رجل من وُلد الحسين من المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها، واتّخذ فيها طريقاً»([3]).
فالخراساني رجل من وُلد الحسين بن علي () فهو حسيني، وخراسان من المشرق، من إيران الإسلامية اليوم، التي أعلنت النظام الإسلامي ولها ربع قرن تُصارع القوى الشيطانية بالإيمان، ومبادي الإسلام، وقد أيّدها الله تعالى، ودفع عنها شرور الأعداء من العرب والعجم، وقد حاولوا الكثير إلاّ أنَّهم باءوا بالفشل، لأنَّ ما أُقيم بالحق أحق بالبقاء.
نقول حرب الثمان سنين، والمؤامرات الداخلية والخارجية، وتوحد العرب للنيل منها فضلاً عن دول الكفر العالَم، ولكنَّ الله شاء لنا البقاء والثبات، ولأعدائها الخيبة والفشل.
نعم، الخراساني ومَن تبعه أقوياء بقوة الإيمان، إنَّها دولة إسلامية في أهدافها وفلسفة سياستها، لها دستور قائم على المبادي الإسلامية الحقة ولها ورد في الحديث: «لو استقبلته الجبال لهدمها، واتّخذ فيها طريقاً».
الخراساني يعتمد في سياسته على الله ومبادي الإسلام الحقة، وقوّة الشعب المؤمن الموالي لأهل بيت العصمة، وهو الذي يُمهّد لقيام دولة المهدي الكبرى، ويُسلِّم الراية بيده الشريفة في ظهر الكوفة فمن انضوى تحت لوائه نجى، ومَن خالفه هلك، وخاب في الدنيا والآخرة.
«إذا وقعت الملاحم، بعث الله رجلاً من الموالي، أكرم العرب فُرساناً، وأجودهم سلاحاً، يؤيّد الله بهم الدّين»([4]).
«والتنويه بأنَّه من الموالي ـ المسلمين من غير العرب ـ أوضحته عبارة: أكرم العرب فُرساناً، فهو عربي الأصل، هاشمي، أقام أجداده في إيران منذ أيّام الفتوحات الإسلامية، فتحدَّر منهم... وقد روي هذا الحديث بلفظه عن النّبي (): إنَّ أجود السلاح الإيمان».
وإنَّ السلاح اليوم السلاح التقليدي، من طائرة ومدفع، ودبابة وصاروخ، وجيش مُدرَّب، يحمل الإيمان.
أمّا الأعداء الذين يمتلكون الرؤوس النووية التي سيجعل الله تعالى بأسهم بينهم، بسبب الأطماع وحُب السيطرة وخُلو الإيمان والإنسانية، وأنَّ السلاح الفتاك هو كلّ شيء وبه يمكن الحصول على كلِّ شيء، سيكون سبباً في دمارهم وفنائهم وتشتت جمعهم.
فالخراساني، ومَن تبعه، اليوم هم مشاعل نور في درب الإنسانية بما فيه الخير والسلام والأمان، ينشرون مبادي أهل البيت ()، ويدعون الناس إلى اليقضة من هذا السُبات العميق الذي طال القرون، وهم الدُعاة الحق إلى دين الله الحق، يقومون مقام الحجّة في التبليغ والتوجيه، والخراساني وإن لم يشخص يقيناً إلاّ أنَّ هناك علامات تدلّ عليه، ولولم يبقَ إلاّ هذه الدولة، وهذا النظام لكفى قياساً إلى دول عميلة وقعت في أحضان العلمانية والكفر العالَمي، وتركت الأُمّة الإسلامية تُعاني من ويلات الجوع والفقر والجهل، وسيطرة العدو الكافر.

راية الخراساني
ظهر الخراساني على المسرح، قبل هذا، وهو «أبو مسلم الخراساني» وكان سبباً في زوال مُلك بني أُميّة، ولمّا استفحل أمره، وزادت أطماعه قُتل، وهذا مُنذ أوَّل الحكم العباسي، أمّا الخراساني الذي نحن بصدد بيان أمره وبعد هذه القرون الطويلة من الزمن ظهر ويُمهّد لدولة المهدي () الكبرى، وهو هاشمي حسيني ذو جاه ومقام، يُسلِّم الراية إلى صاحبها في ظهر الكوفة ويبايع هو ومَن معه من الجُند.
«يلقى أهل بيتي بلاءً حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء، مَن نصرها نصره الله، ومَن خذلها خذله الله، حتّى يأتوا رجلاً اسمه كإسمي فيولونه أمرهم فيويّده الله بنصره».
«إنَّها راية الخراساني التي يتقدَّمها شُعيب بن صالح زاحفاً من إيران على محور: العراق، سوريا، فلسطين، وقد بيّن لنا هذا الخبر اسمه ودلَّ أنَّه يُدعى محمّداً... ثمَّ».
إذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي، فإنَّه يقبل من جهة المشرق، وهو صاحب راية المهدي () «والتميمي هو شُعيب المذكور» كما ظهرت هويته في أحاديث أُخرى، وبيّنت أنَّ صرخته الأُولى تُدوي من جبال الطالقان بجوار قزوين»([5]).
قيل: إنَّ شُعيب بن صالح التميمي، حاضر الساعة، ولكنّه باسم آخر، ويمتاز عن غيره بالفطنة والعقل العسكري الراجح.
إذن: راية الخراساني سوداء، يتقدّم بها شُعيب بن صالح التميمي، وهو صاحب راية المهدي ().
وراية الخراساني مبدأها إيران، ومستقرّها القدس «إلياء».
«تخرج رايات من خراسان سود، فلا يردّها حتّى تُنصب في إلياء! (أي أنَّها تنتصر على مَن يعترضها حتّى تُرفرف على ربوع القدس التي تُسمّى إيلياء، وإيل معناها: الله، فهي: حرم الله تعالى)، ثمَّ قال () بلفظ آخر: الرايات السود التي خرجت قبلاً بقيادة .بي مسلم الخراساني، ما وصلت القدس، ولا كان لها دور في ذلك وإنَّما كان دورها في إسقاط الدولة الأُموية.
أمّا الرايات السود في آخر الزمان، فمسيرها: إيران، العراق، سوريا، فلسطين، القدس.
وهي راية إسلامية مؤيّدة تحت قيادة المهدي صاحب الزمان (عج)، منصور من نصرها، مخذول من خذلها، فلا عُنصرية، ولا طائفية، وإنَّما إسلامية مهدوية.
وهنا أمر، وواجب شرعي في نصرة هذه الراية، والإنضواء تحت ظلها.
«إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فإتوها، ولو حبواً على الثلج، فإنَّ فيها الخليفة المهدي (يعني أنَّ فيها دعوة الخليفة المهدي)، وقد حُذف المضاف هنا وأقيم المضاف إليه مكانه لأنَّ المهدي () يكون حينئذ في المدينة المنوّرة، والرايات السود مهدوية الهوى، وسينضوي أتباعها تحت راية المهدي بُعيد خروجهم بأشهر».
تجي الرايات السود من قبل المشرق، كأنَّ قلوبهم زُبر الحديد، فمَن سمع بهم فليأتِهم فليبايعهم»([6]).
الرايات السود، هي راية الخراساني، وبالتالي راية المهدي ()، فمَن سمع بها، فلا يخذلها، وليسرع إليها.
والرايات هذه سود صغار قد تُرفع على السيارات، والمدرعات والآليّات الثقيلة تُقاتل هذه الرايات السفياني، وتؤدّي الطاعة للمهدي ()، ويكون قائدهم شُعيب بن صالح التميمي، وبالتالي أحد قوّاد المهدي ().
«تخرج رايات سود صغار، تُقاتل رجلاً من آل أبي سفيان، يؤّدون الطاعة للمهدي ()، على مقدّمتهم رجل من بني تميم، يقتتل مع جيش السفياني، ثمَّ يهرب إلى بيت المقدس، ثمَّ يبايع المهدي ويكون من قوّاده»([7]).
والرايات تارة تنزل ساحة دجلة من جهة القرنة حيث إلتقاء دجلة بالفرات ثمَّ التوجّه إلى الكوفة فالنجف الأشرف، وإذا ظهر المهدي ()، بُعثت إليه بالبيعة.
قال رسول الله ():
«تخرج من المشرق رايات سود، تُقاتل رجلاً من وُلد أبي سفيان، ويؤدّون الطاعة للمهدي ().
ورود الرايات السود من خراسان، حتّى تنزل ساحل دجلة.
تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي () بُعثت إليه بالبيعة»([8]).

مدّة بقاء الخراساني في العراق
تبقى الرايات السود اثنين وسبعين شهراً في العراق:
«ويروى عن محمّد بن الحنفية أبي القاسم (رضي الله عنه) أنَّه قال: بين خروج السواد من خراسان، وشُعيب بن صالح، وخروج المهدي، وبين أن يُسلِّم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً»([9]).
فالفترة ليست طويلة وهي في عمر الزمن وقصيرة جدّاً.
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد عن أبي عبدالله عن عبد الكريم، عن ابن الحنفية، قال: بين خروج الراية السوداء من خراسان، وشُعيب بن صالح، وخروج المهدي وبين أن يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً»([10]).
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر () قال:
«يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليُمنى خال، من خراسان برايات سود بين يديه شُعيب بن صالح يُقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم»([11]).
هذا الحديث فيه أكثر من تساؤل:
«شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال»، نعم شاب في أوَّل عمره، وشاب على التقوى والورع.
والخال لغةً: العلامة، وقد جاء في لسان العرب أنَّه «لِواء الجيش».
يعني أنَّ هذا الهاشمي في يده اليمنى علامة:
«تخرج رايات سود يُقاتل السفياني فيهم شاب من بني هاشم في كفه الُسرى خال على مقدمته شُعيب بن صالح التميمي»([12]).
في الحديث السابق، في كفه اليمنى خال، وفي هذا الحديث في كفه اليُسرى خال، فأمّا أن تكون اليمنى هي الصحيح، واليُسرى جاءت خطأ، وإمّا العكس، أو أنَّها للتقية، أو خطأ النُّساخ، والمحتمل الأقوى أنَّ في كفه اليمنى خال، وهي العلامة أو الخلل والعطل، لأمر من الأُمور والله أعلم.
وإذا جاز لنا القول: إنَّ الساحة الآن فيها مثل هذا الحسيني الهاشمي الذي في يده اليمنى خال، أو خلل، أو عطل، أو علامة، يُستدل بها كما يُستدل «باللّواء في الجيش»، والسيِّد هذا ذو جاه ومقام ومنصب فقيه وعالم ومتصدي للتمهيد لدولة المهدي المنتظر () ومن الموالين المخلصين، وتحت إمرته ورايته عُشّاق الشهادة، الذين هم كزُبر الحديد، والذين يقعون على الموت ولا يجنبون، ومن الذين إذا شاءوا لأزالوا الجبال عن أماكنها، متسلحون بسلاح الإيمان والعقيدة المهدوية الحقة، لا تهزهم الهزاهز، ولا تُثنيهم الأهواء، وقد أثبتت الأيّام الماضية والسنون الخالية أنَّهم كذلك.
وللأسف الشديد أنَّ العدو، استطاع أن يزرع بذور الشقاق والتفرقة بين الشعبين العراقي والإيراني، حين أوعز إلى عميله صدام التكريتي بالهجوم على الأراضي الإيرانية واحتلال مساحات كبيرة وقتل مئآت الأُلوف من العراقيين والإيرانيين الآمنين، وتخريب دورهم على رؤوسهم، ما تمخضنته الحرب هذه من دمار وخراب يئن من وطأتها:
الشعبان العراقي والإيراني، وقد خلفت المعلولين والمعوقين وضحايا السلاح الكيماوي وكَم ترمّلت النساء؟ وكَم تيتمت الأطفال؟ وكَم تهدّمت دور وقُصور؟ واندحر الظلم، وخابت آمال العدو الغاشم، وترك الذل والعار يلحقه، من ضربات قاصمة، من رجال صيد أشاوس، وهؤلاء هم أهل الرايات السود.
«أمّا الرايات السود التي تأتي من خراسان، فهي التي تجي للدفاع عن أهل العراق، وتخرج ثائرة للحق الضائع في خضم تلك الفتن ثمَّ تنتهي إلى مبايعة القائم () بالتأكيد»([13]).
«إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج الرسول () وتداويتم من العمى، وكفيتم مؤنة الطلب (أي اتبعتم الفئة الموصولة للإمام المنتظر () الذي تطلبونه)، ونبذتم الثقل الفادح من الأعناق»([14]).
إذن: طالع المشرق يسلك بنا منهاج الرسول ().
وعلى ضوء هذه الأحداث، وتمزق الشعب العراقي، إلى أحزاب ومنظمات متناحرة يتربص بعضها البعض الدوائر، للنيل، والتربع على كراسي الحكم والمناصب، وما يُعانيه الشعب من جوع وأمراض وغسل للأدمغة وأفكار متضاربة تضر ولا تنفع، والأحسن والأحكم هو التأييد، لجيش مدرَّب عقائدي قوي مسلم موالي، وبالنتيجة يكون تحت إمرة المهدي ().
«إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم».

الرايات السُّود
1 ـ راية خرجت، فأطاحت بالنظام الأُموي البغيض، كانت تمتاز بالسواد والجُند كانوا يرتدون السواد أيضاً، وعلى مقدّمتهم أبو مسلم الخراساني، قبل أكثر من ألف سنة.
2 ـ راية تخرج لمحاربة السفياني «عثمان بن عنبسة» ورايات سود صغار والجُند هنا يرتدون الملابس البيض، وعلى مقدّمتهم رجل من بني تميم يُعرف بـ «شُعيب بن صالح التميمي»، وبعد أكثر من ألف سنة، من خروج الرايات الأُولى، وهي توطئ للمهدي سلطانه، وبين خروجها وبين أن يُسلِّم الناس للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً.
«وعن محمّد بن الحنفية قال: تخرج راية من خراسان، ثمَّ تخرج أُخرى ثيابهم بيض، على مقدّمتهم رجل من بني تميم، يُوطِّي للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يُسلِّم الناس للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً»، أخرجه الإمام أبو عمرو الدّاني، في سننه([15]).
نعم هذا الفرق بين الرايات الأُولى وبين الآخرة.
«وعن سعيد بن المسيّب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ():
تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس، ثمَّ يكون ما شاء الله، ثمَّ تخرج رايات سود صغار تُقاتل رجلاً من آل أبي سفيان، وأصحابه من المشرق يؤدون الطاعة للمهدي ()»، أخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حمّاد([16]).
وقبل خروج الرايات السود، هناك أُناس، يوطئون للمهدي ()، أولئك هم الذين يُديرون دفة الحكم في إيران: علماء وأساتذة وساسة وكُتّاب وعمّال وكسبة وطلاب ممن يتعشقون المهدي ()، وقد قدّموا القرابين والشهداء، والدماء، في سبب بقاء هذه الدولة الإسلامية، وهذا النظام الإسلامي، الذي لا مثيل له في العالَمين الإسلامي والعربي في زماننا.
إن قُدِّر للمهدي () الظهور، يجد له قاعدة عريضة من الشباب المؤمن المثقف، وجيشاً قوي للإيمان، سلاحه العشق المهدوي.
والحكومة اليوم تقوم مقام الحجّة في التوجيه، والتثقيف، والعلماء الأحرار والكُتّاب والفضلاء، كل أولئك، سخّروا أنفسهم لنشر مبادي أهل البيت () والرد على الأعداء، بالحكمة والموعظة الحسنة.
«وعن عبدالله بن الحارث بن جزء الزُبيدي، قال: قال رسول الله ():
يخرج أُناس من المشرق، فيوطئون للمهدي»، يعني سلطانه، أخرجه الحافظ أبو عبدالله محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني في (سننه)، والحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى([17]).
نعم، دولة قويّة، بدستورها، ومجالسها، وجيشها، والعقول المفكرة فيها.
«يظهر من الأخبار والروايات أنَّ أصحاب الرايات السود ومن مهّد الطريق لهم كان قلوبهم زُبر الحديد،يُعيد الله بهم من الإسلام كل خلق جديد([18]).
الخلق: الرّث، القديم الممزق، والمتتبع لمعارض الكتاب في إيران الإسلامية، يجد أنَّ آلاف العناوين، في مختلف الأبواب تصدُر ; كتاب، ومجلة، وعشرات الصحف المشهورة والنشرات، للداخل والخارج، والشارع كل يوم تجده يحفل بالجديد، والإقبال على الإسلام، والحركة الصناعية، والإبتكارية في تقدم وازدهار، والإكتفاء الذاتي يكاد يكون كاف، من أصغر حاجة إلى أكبرها بينما كانت سابقاً تستورد وبالعُملة الصعبة، أغلب الحاجات، إذن: مقومات الدولة، مُهيأة، بجميع متطلباتها.
قال أمير المؤمنين (): انظروا الفرج في ثلاث.
«وعن أمير المؤمنين علي () قال:
أُنظروا الفرج في ثلاث، قلنا: يا أمير المؤمنين وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان»([19]).
اختلاف أهل الشام، اختلاف أهل الشام على أشده، ففي لبنان: الإسلام والمارونية المسيحية، والشيعة والسُّنة، المعارضة، الفلسطينيون واليهود، واليهود والعرب في سوريا والأردن ولبنان، وكل أولئك في اختلاف الأحزاب والمنظمات، فالإختلاف في الشام على قدم وساق.
أمّا الرايات السود، الآن موجودة والحمد لله، وكل يوم يمضي هم من حسن إلى أحسن تدريباً وسلاحاً وقوّة، ورباطة جأش، ولم يبقَ إلاّ: الفزعة في شهر رمضان وهو النداء أو الصيحة.
إذا تحرّكت الرايات السود من خراسان، نزلت الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهدي ().
ولها مواقع مع السفياني، والأمر يوجب الطاعة والإنضواء تحت اللّواء:
«وتنزل الرايات السود الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهدي»([20]).
«وعن ثوبان (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ():
يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير إلى واحد منهم، ثمَّ تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقاتلونهم قتالاً لم يقاتله قوم، ثمَّ ذكر شيئاً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حَبواً على الثلج، فإنَّه خليفة الله المهدي»، أخرجه الإمام الحافظ أبو عبدالله الحاكم في «مستدركه» وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يُخرجاه، وأخرجه الحافظ أبو نعيم بمعناه وقال: موضع قوله «ثمَّ ذكر شيئاً»: «ثمَّ يجي خليفة الله المهدي»([21]).
تأكيد الإمام ():
«ابن عقده علي بن الحسن، عن يعقوب بن زياد العبدي، عن ابن أُذينة، عن معروف بن خربوذ قال: ما دخلنا على أبي جعفر () قط إلاّ قال:
«خراسان خراسان، سجستان سجستان، كأنَّه يشير بذلك».

بيان
قوله () خراسان خراسان إشارة إلى أنَّ خروج الرايات من خراسان، وسجستان سجستان فيها فرج آل محمّد ()([22]).
وسجستان اليوم هي سستان وما جاورها، وهم يُضرب بهم المثل في الإيمان والولاء لأهل البيت ().

كناية
«في مجيئه وراياته، وبإسناده عن ثوبان أنَّه قال: قال رسول الله ():
إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حَبواً على الثلج، فإنَّ فيها خليفة الله المهدي»([23]).
هنا المراد به الخراساني، لأنَّه أمير الرايات السود، وهو يبعث بالبيعة في ظهر الكوفة للمهدي ()، والخراساني سيّد هاشمي حسيني في كفه اليمنى خال ; أي علامة، ولما كان الخراساني يُحارب السفياني، ويبعث بالبيعة إلى المهدي ()وجب نصرته وتأييده.
«في قوله (): فأتوه فبايعوه، وبإسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله ():
تجي الرايات السود من قبل المشرق، فمَن سمع بهم فليأتِهم فيبايعهم ولو حَبواً على الثلج»([24]).
بمعنى مهما كلّف الأمر ولو حَبواً على الثلج لصعوبة ذلك، والواجب يقتضي، لأنَّها تدعو للمهدي ()، بعيداً عن العنصرية والتعصب، وهي فرصة لتوحيد القُوى الشيعية وخوض معركة المصير ضد السفياني الحاقد، والدَّجال اليائس، وتطبيق العدل الإلهي بعد أن عمَّ الدنيا الظلم والجور، وإنَّ أهل بيت النبوّة لاقوا صنوف العذاب والتشريد والتطريد والقتل والتنكيل والذين يوالونهم:
«في مجيئه من قبل المشرق، وبإسناده عن عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) قال: بينا نحن عند رسول الله ():
إذ أقبلت فتية من بني هاشم فلمّا رآهم النَّبي () إغرورقت عيناه وتغيّر لونه، فقالوا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ فقال: إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءاً وتشريداً وتطريداً.
حتّى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود، فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون وينصرون فيعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتّى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملؤوها جوراً، فمَن أدرك ذلك منكم فليأتِهم ولو حَبواً على الثلج»([25]).
وكفاهم فخراً أنَّهم يعطونها إلى مَن يملأها عدلاً كما مُلئت جوراً، ونحن جميعاً يجب أن نرى الأُمور بمنظار الإسلام ليس إلاّ، وما أصابنا من المآسي والآلام إلاّ بسبب بُعدنا عن الإسلام، لا بل لمحاربة الإسلام، والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، اللَّهم فعجِّل لوليّك الفرج والعافية والنصر.

أصحاب الرايات السُّود وفلسيطن
إنَّ أصحاب الرايات السود الذين هم كزُبر الحديد، يقعون على الموت ولا يجنبون، ينزلون فلسطين، وهم في خدمة المهدي ():
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد، عن روح ابن أبي العيزار، قال: حدَّثني عبد الرحمن بن آدم الأزدي قال: سمعت عبد الرحمن بن العازر بن ربيعة الجرشي، يقول: سمعت عمرو بن مُرّة الجُهني صاحب رسول الله () يقول:
لتخرجن من خراسان راية سوداء حتّى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين «بيت إلهيا» و«خرستا» قلنا: ما نرى بين هاتين زيتونة؟ قال: سيصير بينهما زيتون حتّى ينزلهما أهل تلك الراية فتربط خيولها بها»([26]).
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبدالله بن مروان بن العلاء بن عتبة، عن الحسن أنَّ رسول الله ()، ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء، مَن نصرها نصره الله، ومَن خذلها خذله الله، حتّى يأتوا رجلاً اسمه كإسمي فيولّوه أمرهم، فيؤيّده الله وينصره»([27]).
تأمّل جيّداً ما لهذه الراية من شأن ومقام، بحيث إنَّ رسول الله () يقول:
«مَن نصر هذه الراية، نصره الله، ومَن خذل هذه الراية، خذله الله».
أخي القاري العزيز:
بكلِّ ما أُتيت من حول وقوّة من الله فانصر هذه الراية حتّى ينصرك الله وإيّاك وأن تخذلها لأنَّ الله يخذلك.
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا محمّد بن عبدالله أبو عبدالله التاهرني، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، عن سعيد بن المُسيِّب، قال: قال رسول الله ():
«تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس، ثمَّ يمكثون ما شاء الله، ثمَّ تخرج رايات سود صغار تُقاتل رجلاً من وُلد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق ويؤدّون الطاعة للمهدي»([28]).
نعم، خرجت من خراسان رايات سود لبني العباس، كان هذا قبل قرون عبّر عنها الرسول الأكرم (): «ثمَّ يمكثون ما شاء الله».
ثمَّ تخرج رايات سود تُقاتل رجلاً من وُلد أبي سفيان «عثمان بن عنبسة من أولاد عُتبة بن أبي سفيان يُعرف بالسفياني» ويؤدّون الطاعة للمهدي ()، واليوم نحن بانتظار خروجها لأنَّها موجودة، وعلى أتمِّ الإستعداد، في دولة الإسلام في إيران، اللَّهم فعجّل لوليّك الفرج والعافية والنصر.
«ابن عُقدة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أحمد بن عمر، عن الحسين بن موسى، عن معمر بن يحيى بن سام، عن أبي خالد الكابُلي، عن أبي جعفر ()أنَّه قال:
كأنّي بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يُعطونه ثمَّ يطلبونه فلا يُعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا، فلا يقلبونه حتّى يقوموا، ولا يدفعونه إلاّ إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أمّا أنّي لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر»([29]).
القوم الذين خرجوا بالمشرق هم ; السيّد الخميني (قدس سره) وجماعته الذين استشهدوا، وقليل ما هم الذين بقوا، خرجوا بالمشرق «خرجوا في إيران» فلم يُوفقوا، وأبعد السيّد رحمه الله إلى تركيا، ثمَّ أُتيحت له الفرصة الثانية، فانتفض كالأسد الهصور، ولم يوفق، فنُفي إلى العراق ومكث أكثر من أربعة عشر عاماً، وانتفض فلم يوفق، فنُفي إلى باريس، ومنها انتفض فأقَضَّ عرش الطاغوت «الجهجاه» وأسس دولة الإسلام في إيران، «ولا يدفعونها إلاّ إلى صاحبكم».
بمعنى أنَّ هذه الجمهورية مسددة ومؤيّدة، ومهما جرت من محاولات، فلا يسلمون الراية إلى صاحب العصر والزمان (عج)، وأنَّ الذي يُقتل منهم شهيد اللَّهم عجِّل لوليّك الفرج والعافية والنصر.

صاحب الرايات وقدرته
يظهر أنَّ صاحب الرايات، قوي في نظرته، قوي في فكره قوي في أتباعه ; عدّة وعدداً، بحيث يصل الكوفة، وهناك قُوى كثيرة، وينتصر عليها، لا بل ويهزمها، ثمَّ يواصل طريقه إلى الأردن، ثمَّ سوريا، ثمَّ القدس الشريف:
«وفيها: عن ثوبان رفعه: يُقتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير إلى أحد، ثمَّ تجي الرايات السود فيقتلونهم قتلاً لم يقتله قوم مثله ثمَّ يجي خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنَّه خليفة الله المهدي، ومنها: عن ثوبان رفعه: تجي الرايات السود من قبل المشرق كأنَّ قلوبهم من حديد، فمَن سمع بهم فاليأتِهم ولو حَبواً على الثلج»([30]).
إذن: جيش الخراساني لهم قلوب كأنَّها من حديد، وفي مُواجهاتهم ينتصرون، والأمر يأتي بأن يُنصروا ولا يُخذلوا، ومهما كان الأمر، فخراسان التي فيها الخراساني القائد العام للرايات السود، وسجستان هي من ضمن خراسان، ولكن فيها رجال كزُبر الحديد، ينصر الله بهم الإسلام، على عدوهم السفياني، والدَّجال اليهودي، مع القوّة في العدة والعدد والسفياني يذبحه رجل منهم اسمه «صباح».

بيان
قوله () خراسان خراسان إشارة إلى أنَّ خروج الرايات من خراسان، وسجستان فيها فرج آل محمّد ().
وممّا يدل على قوّته: أنَّه لو استقبلته الجبال هدمها، واتّخذ فيها طُرقاً:
«وعن عبدالله بن عمرو، قال: يخرج رجل من وُلد الحسين ()، من قبل المشرق، ولو استقبلته الجبال هدمها، واتّخذ فيها طُرقاً، أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في «معجمه» والحافظ أبو نعيم الأصفهاني، والحافظ أبو عبدالله نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن وعن أبي جعفر محمّد بن علي () قال:
يخرج شاب من بني هاشم، بكفه اليمنى خال، من خراسان برايات سود، بين يديه شُعيب بن صالح، يُقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم»، أخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حمّاد([31]).
إنَّه شاب في إيمانه، شاب في قوّته، شاب في أتباعه، والخال الذي بكفه يعني العلامة، من عطل أو خلل، ينزل الكوفة، وإذا ظهر المهدي ()، بعث صاحب الرايات السود بالبيعة إلى المهدي ().
فهنيئاً لمَن يدركه، وهنيئاً لمَن يستظل بظل رايته، لأنَّه سيكون من جُند المهدي (عج)، هو وصاحب رايته التميمي.

صفة شُعيب بن صالح التميمي
«وعن الحسن قال: يخرج بالرَّي رجل ربعة، أشمُّ، موالي لبني تميم، كوسج، يُقال له: «شُعيب بن صالح» في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون على مقدّمة المهدي، لا يلقاه أحد إلاّ فلَّه»، أخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن»([32]).
فهو لا بالطويل الفارع، ولا بالقصير اللاّصق، خفيف اللّحية، له شُعيرات على العارضين، ثياب أصحابه بيض وراياتهم سود، هو من القوّة بمكان أنَّه لا يلقاه أحد إلاّ فلَّه، وإذا نزل الكوفة بالرايات السود بعث بالبيعة إلى المهدي () وأغلب الظن أنَّ شُعيب بن صالح، موجود، وله منصب، وتنطبق عليه هذه الأوصاف الجسمية والنسبية، واسمه هو نفس ما جاء في الحديث، والله أعلم.


رايات غير مُعلَّمة
«... وتقبل رايات من شرقي الأرض غير مُعلَّمة، ليست بقُطن ولا كتان، ولا حرير، مختوم في رأس القنا بخاتم السيّد الأكبر يسوقها رجل من آل محمّد ()تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر يسير الرُعب أمامها بشهر»([33]).
«شرقي الأرض» يُراد بها إيران الإسلام، ليس فيها علامة خاصة وقد تكون: علامات مثلاً: يا مهدي، يا حسين، يا أبا الفضل، يا زهراء، يا علي،...
وقد تكون مرسومة على دروع الدبابات والسيارات المصفحة، «ليست بقطن ولا كتان ولا حرير»، يا مهدي أدركني، يا بقيّة الله، قد ظهر الحق وزهق الباطل.
«رجل من آل محمّد ()» الخراساني، رجل هاشمي، حسيني، من آل محمّد ()، يدعو إلى المهدي، يُسمع بقُوّتها وكثرتها بالمغرب، مع وجود الإعلام، المرئية والمسموعة، عن طريق البثِّ المباشر والأقمار الصناعية، ولقوَّتها وشدّة وقعها في النفوس تتناولها الأخبار، ويحسب لها الحساب، وتنزل الكوفة، وظهر الكوفة، وتُسلِّم الراية إلى الإمام صاحب الزمان () وتبايعه.
وقد جعل الله تعالى لهذه الراية، ولهذا الرجل شأناً عظيماً، بحيث إنَّ الله تعالى ينصر مَن نصر هذه الرايات، ويخذل من خذل أصحاب هذه الرايات لأنَّها تنصر الدين وتؤيّد المؤمنين، وبالتالي تكون من جيش صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه، ليملأ الأرض بها عدلاً وقسطاً بعد الجور والظلم.

أحاديث
1 ـ «الأربعين بإسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله ():
تجي الرايات السود من قبل المشرق، كأنَّ قلوبهم من حديد، فمَن سمع بهم فليأتِهم فليبايعهم ولو حَبواً على الثلج»([34]).
2 ـ «الأربعين بإسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله ():
إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان، فأتوها ولو حَبواً على الثلج فإنَّ فيها خليفة الله المهدي».
3 ـ «وعنه، عن محمّد بن علي، عن عثمان بن أحمد السماك، عن إبراهيم بن عبدالله الهاشمي، عن إبراهيم بن هاني، عن نعيم بن حمّاد، عن سعيد أبي عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر ()، قال:
تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي () بعث إليه بالبيعة».
4 ـ «الأربعين بإسناده عن علقمة بن عبدالله قال: بينا نحن عند النَّبي (): إذ أقبلت فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النَّبي (): إغرورقت عيناه وتغيّر لونه، فقالوا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه قال:
إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود، فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون، ويُنصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلون حتّى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملؤوها جوراً، فمَن استطاع منكم فليأتِهم حَبواً على الثلج»([35]).
خرج ناس من المشرق وقاتلوا وقُتلوا، ومنهم لا زال: (مِنَ المؤمنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عَليهِ فَمِنهُم...)، وأسسوا دولة إسلامية قويّة متماسكة، فيها من ذوي العقول المفكرة، ولهم جيش جرار قوي مسلّح بسلاح الإيمان والعقيدة، وعلى أتمِّ الإستعداد لمواجهة العدوِّ، ودحرهِ والتمهيد للحجّة المهدي وتسليم الراية والبيعة.
5 ـ «وبإسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله ():
يُقتل عند كنزكم ثلاثة كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير إلى واحد منهم، ثمَّ تجي الرايات السود فيقتلونهم قتلاً لم يقتله قوم، ثمَّ يجي خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنَّه خليفة الله المهدي، قال: هذا حديث حسن المتن وقع إلينا عالياً من هذا الوجه بحمد الله وحُسن توفيقه، وفيه دليل على شرف المهدي بكونه خليفة الله في الأرض على لسان أصدق ولد آدم وقد قال الله تعالى: (يا أيُّها الرَّسول بَلِّغ ما أُنْزِلَ إليكَ مِنْ رَبِّكَ)»([36]).
نسأله تعالى بمحمّد وآل محمّد أن يُصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن يُعجِّل فرج وليه الحجّة المنتظر، وأن يوفّقنا لما يُحبُّ ويرضى.


--------------------------------------------------------------------------------
([1])، (2) بشارة الإسلام، ص: 121، الغيبة، للنعماني، ص: 255، تحويه الغيبة للشيخ الطوسي، ص: 446، 443، أعلام الورى، ص: 429، البحار، جـ 52، ص: 210، ح 52، إرشاد المفيد، جـ 2، ص: 375، ط 1.

([3]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 646، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى، قم المقدّسة، نقلاً عن: إلزام الناصب، ص: 64، 177، وبشارة الإسلام، ص: 5، 103، والملاحم والفتن، ص: 68، والإمام المهدي ()، ص: 217.
([4]) بشارة الإسلام، ص: 29.
([5]) يوم الخلاص، كامل سليمان، جـ 6، ص: 39 ـ 40، 641، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى، قم المقدّسة، نقلاً عن: الحاوي للفتاوي، جـ 2، ص: 127، 130، والإمام المهدي ()، ص: 162، والملاحم والفتن، ص: 43، 58، بلفظ آخر، وص: 75 آخره.
([6]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 639 ـ 640، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى، نقلاً عن: الحاوي للفتاوي، جـ 2، ص: 133.
([7]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 639، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى، قم المقدّسة، نقلاً عن: بشارة الإسلام، ص: 212، 184، والمهدي ()، ص: 190، الملاحم والفتن، ص: 44، وإلزام الناصب، ص: 188، والغيبة للطوسي، ص: 274، والبحار، جـ 52، ص: 267، والمحجّة البيضاء، جـ 4، ص: 343، والإمام المهدي ()، ص: 223، والحاوي للفتاوي، جـ 2، ص: 139، 141، 145 عن الباقر ().
([8]) نفس المصدر السابق.
([9]) الملاحم والفتن، ابن المنادي، ص: 207، رواه نعيم في الفتن، جـ 1، ص: 278، ح 804، بإسناده عن الوليد، وفي ص: 320، ح 893 بنفس الإسناد نحوه، وأورده في عقد الدرر، ص: 169 مثله.
([10])، (4) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، لابن طاووس، ص: 113، 120.

([12]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 184.
([13]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 621، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى، قم المقدّسة.
([14]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 649 ـ 650، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى، قم المقدّسة، نقلاً عن بشارة الإسلام، ص: 64.
([15])، (2) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر ()، للشيخ الشافعي السليلي، من علماء القرن السابع، ص: 116 ـ 118، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمّد الحلو.

([17]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر ()، للشافعي السليلي، من علماء القرن السابع، ص: 166 ـ 167.
([18]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر ()، للشافعي السليلي، من علماء القرن السابع، تحقيق الدكتور عبد الفتاح الحلو، ص: 158.
([19]) عقد الدرر، ص: 142، بحار الأنوار، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 406، غيبة الشيخ الطوسي، ص: 121.
([20])، (2) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر ()، الباب السابع عشر في شرفه وعظيم منزلته، تحقيق الدكتور عبد الفتاح الحلو، ص: 196، 86، بشارة الإسلام، ص: 98.

([22])، (2) كشف الغمة، الأربلي، جـ 3، ص: 272 ـ 273، دار الأضواء، بيروت ـ لبنان.

([24])
([25]) كشف الغمة، الأربلي، جـ 3، ص: 272، دار الأضواء، بيروت ـ لبنان.
([26]) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، لابن طاووس، ص: 121 ـ 122.
([27]) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، لابن طاووس، ص: 122 ـ 123، مؤسسة صاحب الأمر للطباعة والنشر.
([28]) نفس المصدر السابق.
([29]) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، لابن طاووس، ص: 122 ـ 123، مؤسسة صاحب الأمر للطباعة والنشر، بحار الأنوار، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 382، 116.
([30]) ينابيع المودّة، جـ 3، ص: 391، دار الأسوة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، سنة 1416 هـ.
([31]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر ()، للشيخ الشافعي السليلي، من علماء القرن السابع، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمّد الحلو، ص: 170 ـ 171، جمكران ـ قم المقدّسة.
([32]) عقد الدرر، ص: 174، 175.
([33]) إلزام الناصب، الشيخ علي اليزدي الحائري، جـ 2، ص: 121.
([34]) بحار الأنوار، جـ 47، ص: 84، ح 37، وينابيع المودّة، جـ 1، ص: 407.
([35])، (2) كشف الغمة، للأربلي (ره)، المتوفى سنة 693 هـ، جـ 3، ص: 290، 378، دار الأضواء، بيروت.


توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي



رد مع اقتباس