منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب النفس المطمئنة
عرض مشاركة واحدة

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 209
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-Sep-2010 الساعة : 01:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم

الاعتماد على المال والأولاد.. كفر حقيقي
فمثلاً كان لديه أموال ويتصور أنها هي التي تسير حياته، وقد فقدها الآن، فكأن الدنيا قد وصلت إلى نهايتها، يحتويه الهم والغم، ولو رأى أحد صورته الملكوتية لرأى الكفر الحقيقي وكأنما ليس له إيمان بالغيب. فالآن وقد فقد سبب من الأسباب فكأنما فقد كل شيء.
كان لديه أولاد، وكان يأمل أن يكبر ولده ويعينه في كبره، فعندما يموت سوف يفقد هدوءه ونرى عليه الفزع والجزع بهذا الشكل.
انتحار بسبب القلق
قد يصل انهياره من أجل فقدان السبب في بعض الأحيان بحيث لا يرى لنفسه أي أمل، وينتحر.
الشاب الفلاني ينتحر لأنه لم يقبل في امتحاك البكالوريا، لأنه يرى أن حياته معلقة في رقبته، فكانت عينه على هذا السبب فقط ولم يصل إليه الآن لذلك يقطع أمله بالحياة وينتحر.
وهذا هو الكفر الحقيقي (قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور). [الصف: 13]. فهو قلق ومضطرب لأنه يفتقد الاطمئنان بالله.
طلب الاطمئنان عند قبر ولي الله
على كل حال فالإنسان مادام لم يصل إلى حد الاطمئنان فهو في قلق في أية مرحلة كان.
أكبر نعم الله الإيمان الكامل "اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك" إلهي أنا جئت عند قبر وليك أطلب منك أن تمن عليّ بنعمة اطمئنان النفس... يا أمين الله، يا من بيده خزائن الله أنت كن وسيلتي إلى ذلك.
ما لم يصل إلى الاطمئنان فهو في كفر واقعي، إيمانه بالأسباب وليس بمسبب الأسباب، الشخص الذي يصل إلى حد الاطمئنان بخالقه يصير بحيث إذا فقد جميع الأسباب الظاهرية فسوف لا يفقد هدوءه لأنه لا يرى نفسه لوحده وإنما له مولى.
خزائن مولاي مليئة
ولأجل توضيح المطلب نضرب لذلك مثالاً:
يقول مالك الدينار أو شخص آخر بأن علة انتباهي هو حادثة وقعت في زمان، أصاب مدينتنا القحط وكان جميع الناس في قلق شديد وحالة مؤلمة (نستجير بالله من القحط، فأنتم تتذكرون أيام القحط قبل سنوات وفي أيام الحرب العالمية وما كان عليه حالنا).
يقول: انه في تلك الحالة والناس جميعاً في قلق وخوف رأيت غلاماً ضاحكاً مستبشراً وهو غارق في عمله:
فقلت له كيف أراك ضاحكاً وكأنك لا تعلم بأن الجميع في وضعية يرثى لها؟
فقال: إن خزائن مولاي مليئة بالطحين فأنا لست حزيناً، فخزينة سيدي مليئة!
فوراً تنبهت إلى أن حالة هذا الغلام مع مولاه الظاهري بهذه الصورة، فقلبه قوي بخزينة مولاه وهو غير مضطرب أو قلق فيا ليت كنت كذلك مع مولاي الحقيقي يوماً واحداً وأقول أن عندي إلهاً، فأنا أمتلك كل شيء فخزينة ربي مملوءة دائماً.
فلو ضاعت الأموال فسأقول بأن لي رباً، فالهي قوة لقلبي، وليس قدرتي.
الأولاد لهم رب أيضا
بعض الأحيان يقول ماذا أصنع وعندي عشرة أفواه تطلب الطعام.. أتعتقد أن مسؤولية المعاش ملقاة على عاتقك؟
الطفل مال الله، وأنت أيضاً مال الله "وكل من أعطى الأسنان فهو يعطي الخبز".
فهو حزين لأنه يفكر، كيف سيكون حال أولادي من بعدي؟
هو أيضاً له رب وبيده أمره، فلا حاجة لأن يعتصرك الألم من أجله، كل هذه المخاوف والآمال المادية واضطراب القلوب كفر وانقطاع عن الله.
المربي لنا جميعاً هو الله فقط
كم يؤكد ويثبت القرآن المجيد مسألة التوحيد الأفعالي، لعلنا نصل إلى درجة من الإيمان، وكم يشرح لنا هذه الحقيقة بأن الأمور كلها بيد الله ولا شيء منها بيد الغير.
أنت وأنا والآخرين كذلك كلنا لم نكن أكثر من قطرة ماء عفنة والله هو الذي أوصلنا إلى هذه المرتبة، كنت في المهد سابقاً ولم تصل إلى حد التمييز فمن الذي سخر لك الأب والأم يقوموا بخدمتك، في ذلك الوقت لم يكن باستطاعتك الوقوف على قدميك ولم تكن مستقلاً، فكيف أصبحت اليوم مستقلا؟
فالرزق بيد الله وليس بيدك، (وما من دابة إلا على الله رزقها) [هود: 6]
استمرار حياتك أيضاً معلق على إرادته ومادمت حياً فسيوصل إليك رزقك.
نعم... من أجل الحكم والمصالح فقد أمر بالسعي لتحصيل الرزق والتكسب، عليكم أن ترعوا وتزرعوا، وإلا فالمطر ليس بأيديكم، واستمرار حياتك مرتبط بالذي أعطاك أصل الحياة فلذلك لا ينبغي أن تقلق على قلة أو زيادة الأسباب.
إذا بقيت إلى الغد فسيصلني رزقه
سمعتم بالصحابي أبا ذر فقد أرسل إليه معاوية بمئتي دينار عسى أنا يرجع عن علي (ع) فأشار أبو ذر إلى جراب وقال:
مادام هذا الجراب موجوداً فإني غير محتاج.
فلما نظروا إليه رأوا فيه قرصان من الخبز. فقال:
أحدهما يكفيني للافطار والآخر للسحر، فإذا كان الغد من عمري فالله سوف يوصل إلي برزقه، فاليوم القادم مشكوك أنه من العمر فلماذا أحمل همه؟
فالذي رعاني ودبر أموري لحد الآن، فسيرعاني في بقية عمري.
يجب أن تكون على يقين بأنك غير محتاج إلى أي أحد وأي شيء سوى الله. فكل ما سوى الله مخلوق فحتى أصحاب المقامات العالية محتاجون إلى الله وإلى ما تكون عليه إرادة الله. هذا فيما إذا كانوا هم السبب في نجاتك بواسطة كأن ذلك أو بدون واسطة.
مؤمن أصابه البلاء في قعر بئر
هل سمعتم بقصة ذلك الرجل الالهي أم لا؟
بينما كان يسير في ليلة مظلمة وسط الصحراء إذ وقع في بئر، وبقي متورطاً في قعر البئر.. فجأة يمر بعض المارة فيضع صخرة كبيرة على فوهة البئر لكي لا يسقط أحد فيه ويسد فتحة ذلك البئر.
ولكن هذا الشخص كان أمله بالله وهو في قعر البئر وكان على يقين من أنه لو كان لعمره بقية ولم ينته أجله فسوف ينقذه الله.
فجأة رأى أن بعض الأتربة تسقط على رأسه فنظر فرأى ما يشبه ذيل الحيوان وقد تدلى إلى الأسفل فتمسك به وصعد إلى الأعلى.
يجب أن ينقذك الله بأي وسيلة أراد أن ينقذك بها من البئر.
ولو لم يرد ذلك فلا يمكن ذلك بأية وسيلة كانت.
الخوف والحزن بعيد عن أولياء الله
الله هو مدبر الأمور... وبيده تدبير جميع الأمور، وبالنسبة إلى أي شخص كذلك، فجميع ذرات عالم الوجود مدبرها هو الله.
غرضي أن يتضح بأنه مادام الإنسان خائفاً وحزيناً على فقد الأسباب فهو ليس من أولياء الله لا يخافون ضياع أحد الأسباب المادية ولا يصيبهم حزن على ما هو آت.
"راضية بقضائك" فلو رأى ربي الصلاح في أن أصاب بهذا البلاء فذلك خير لي، ولو لم يكن صلاحاً فسوف لا يقع ذلك، فلذلك فهو غير قلق لا من الماضي ولا من المستقبل.
الشيء الذي يتخوف الناس العاديين منه إذا أراد الله ان يقع فحتماً سيكون خيراً لي فلماذا أتألم؟ وإذا لم يرد الله فسوف لا يقع اطلاقاً.


توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي



رد مع اقتباس