أهم واجباتنا زمن غيبة الإمام المهدي (12)
عجل الله تعالى فرجه الشريف
(إعداد الأستاذ : أبو الزهراء الدمشقي )
35 ـ الاحتراز عن مجالس أهل الضلالة والبطالة
من تكاليف المؤمن في عصر الغَيبة وفي كلّ عصر الاحتراز والتجافي عن مجالس أهل الضلالة والبطالة . قال تعالى في كتابه الكريم : " إذا سمعتُم آياتِ اللهِ يُكفَرُ بها ويُستهزَأُ بها فلا تَقعُدُوا معهم حتّى يَخُوضوا في حديثٍ غيرهِ إنّكم إذاً مِثلُهُم " ، حيث روى عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره قال : آيات الله هم الأئمّة
.
r وروى الكُليني عن شُعيب العقرقوفي قال : سألت أبا عبدالله الصادق u عن قول الله عزّوجلّ : " وقد نَزَّل عليكم في الكتابِ أنْ إذا سمِعتُم آياتِ الله يُكفَرُ بها ويُستهزَأُ بها " إلى آخر الآية ، فقال u : إنّما عنى بهذا الرجل يَجحدُ الحقّ ويُكذِّب به ، ويقع في الأئمّة
، فقُم مِن عندِه ولا تُقاعِده كائناً مَن كان .
r وروى عن الإمام الصادق u ، قال : ثلاثة مجالس يمقُتها الله ويُرسل نقمتَه على أهلها ، فلا تُقاعِدوهم ولا تُجالسوهم : مجلساً فيه مَن يصف لسانه كذباً في فُتياه ، ومجلساً ذِكرُ أعدائِنا فيه جَديدٌ وذِكرنا فيه رَثٌ ، ومجلساً فيه مَن يصدّ عنّا وأنت تعلم .
وجاء في دعاء أبي حمزة الثُّمالي المرويّ عن الإمام زين العابدين u : « ... أو لَعلّكَ رأيتَني آلَفُ مجالسَ البطّالين فبَيني وبينَهم خَلَّيتَني ... » .
36 ـ الاحتراز عن الاشتهار
r روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن الإمام الباقر u، قال : يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامُهم ، فيا طُوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ...
قال جابر الجعفي : يا بنَ رسول الله ، فما أفضلُ ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : حِفظ اللسان ، ولُزوم البَيت.
r وروي عن أمير المؤمنين u في بعض خُطبه في نهج البلاغة تحدّث فيها عن آخر
الزمان فقال : " وذلك زمانٌ لا ينجو فيه إلاّ كلُّ مؤمنٍ نُوَمة ، إنْ شَهِد لم يُعرَف ، وإن غابَ لم يُفتقَد ، أولئك مصابيح الهُدى وأعلام السرى ..".
وقد ذكرنا سابقاً سمات أصحاب الإمام الحجّة u، في حديث عن الإمام الصادق u قال : أولئك الخفيضُ عَيشُهم ، المُنتقِلةُ دارُهم ، الذين إن شَهِدوا لم يُعرَفوا ، وإن غابُوا لم يُفتقَدوا ، وإن مَرِضوا لم يُعادُوا ، وإن خَطَبوا لم يُزَوَّجوا ، وإن ماتوا لم يُشهَدوا .
37 ـ المداومة على ذِكره u، والعمل بآدابه
r روى الكليني عن أمير المؤمنين عليّ u أنّه قال على منبر الكوفة : " اللهمّ إنّه لابُدّ لك من حُجج في أرضِك ، حجّةً على خلقك ، يَهدونهم إلى دِينك ، ويُعلِّمونهم عِلمك ، كي لا يتفرّقَ أتباع أوليائك : ظاهر غير مُطاع ، أو مُكتتم مترقّب ، إن غابَ عن الناس شخصُهم في حال هُدنتهم ، فلم يَغِبْ عنهم قديمُ مبثوث عِلمهم ، وآدابُهم في قلوب المؤمنين مُثبتة ، فهم بها عامِلون ".
وإذا كان الحجّة u قد غاب عن الناس شخصُه في عصر الغَيبة ، فلم يَغِب عنهم مبثوثُ عِلمه وعِلم آبائه الطاهرين ، وعلى المؤمنين المداومة على ذِكر إمامهم u والعمل بآدابه المثبتة في قلوبهم .
... يتبع ..