منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الطفلة والشيخ (في ذكرى رحيل المرجع المقدس الميرزا التبريزي) .
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 226
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي الطفلة والشيخ (في ذكرى رحيل المرجع المقدس الميرزا التبريزي) .
قديم بتاريخ : 30-Sep-2010 الساعة : 05:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

++++++++++++++++++++++++++++

دخل الشيخ الثمانيني مع جمهرة من أتباعه ومحبيه إلى الفضاء الطاهر ، يحمل منديله القماشي ، وتربع على الأرض ، يستمع إلى مجلس العزاء .
كان متعباً عوارض السقم بادية على وجهه ، وكذلك على مشيته البطيئة ، ورغم الازدحام وتهافت المحبين عليه ، كان وجهه ينم على شرود غريب ، يحسبه الناظر شروداً ، وكنت وأنا أتفرس في قسماته المتغضنة أتوقعه أنه إبحار وتحليق ، نأى بهذا الشيخ الجليل عن كل الضجيج والضوضاء المحيط بزيارته الفريدة .
وعندما بدأ مجلس العزاء انهمرت دموع الشيخ وكأن شيئاً أعاده إلينا ، أو ذهب به إلى مطرح آخر من مطارح الملكوت .
وكفكف الشيخ دموعه بمنديله ، لكن منديله لم يعد يقوى على ذلك فترك دموعه مرسلة .
كان يبكي بكاء الطفل الصغير الفاقد لأمه ، بكاء الغريب الباحث عن حنان أهله ، بكاء العليل المتحرق للشفاء .
وانتهى المجلس وقام الشيخ إلى الضريح وتمسك بالشباك ، وبكى وبكى وبكى .
ثم التفت إلى الحاضرين وهو يشير إلى الضريح ويتمتم كلمات أضعفها المرض والبكاء : لكننا فهمنا منها أن هذه الطفلة المتوسدة في هذا القبر عظيمة عظيمة جداً تحدث عنها كلمات عديدة لم تصلنا منها لخفوت صوته سوى : طفلة مظلومة ، طفلة شهيدة ، طفلة عظيمة ، كان يناجيها وكأنها أمه الحنون ، ويناديها وكأنها والدته الرؤوم ، لم يكن شيخاً يحادث طفلة لم تتم الأربعة من سني عمرها ، بل طفلاً صغيراً يناغي سيدة جليلة .
رحل الميرزا جواد التبريزي من أمام أعيننا وهو يودع سيدته الكبيرة ، السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) ، غادرنا في زيارته الوحيدة ، ثم غادر الكون إلى الباري عز وجلَّ ، ولم يزل في خاطري صورة الطفل الباكي وهو يستصرخ سيدته المبجلة .
علمنا الشيخ الجليل أن القدر ليس بالسنين فأين الثمانين من الأربعة ، لكن لدى أهل البيت كلنا أطفال صغار وعيال وايتام ، وكلهم صلوات الله عليهم وحتى صغارهم قامات شاهقة من الصعب علينا أن ندرك كنهها ، وما علينا إلا أن نستصغر أنفسنا أمامهم علنا نتنسم شيئاً من عبيرهم الطاهر ، وشذاهم السماوي الرباني .
فسلام الله على مولاتنا السيدة رقية (ع) .
وسلام الله على الشيخ الجليل الميرزا جواد التبريزي أعلى الله مقامه .

====================

صفوان لبيب بيضون

في الذكرى الرابعة لرحيل المرجع آية الله العظمى الميرزا التبريزي قدس سره .


آخر تعديل بواسطة صفوان بيضون ، 02-Oct-2010 الساعة 06:51 PM. سبب آخر: العنوان

رد مع اقتباس