منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - 25 شوال وفاة الإمام جعفر الصادق عليه السلام
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Oct-2010 الساعة : 03:41 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .




ملاحظات على نصوص إحضار المنصور للإمام (ع)



1- يظهر أن عدد المرات التي أحضر فيها المنصور الإمام الصادق ()أكثر من عشر ! وقد اهتموا بروايتها من أجل الدعاء الذي كان يقرؤه الإمام ()فتتغير حالة المنصور ويتراجع عن قتله! ففي الكافي:5/445:(عن صفوان الجمال قال : حملت أبا عبد الله ()الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها، فلما أشرف على الهاشمية) وفي مهج الدعوات/214: ( لما بعث المنصور إليه إلى المدينة ليقتله وهي المرة التاسعة ، رويناها من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن علي النطنزي ، وقد أثنى عليه محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب) .راجع الفصول المهمة:2/917 ، ودلائل الإمامة للطبري/119 ، الخرائج والجرائح/357) .

ورووا أن المنصور عندما حج سنة142،لم يدخل المدينة ونزل الربذة وحبس الحسنيين ، واستدعى الإمام الصادق ()ثلاث مرات !ففي البحار:91/282:(لما استدعاه المنصور مرة ثالثة بالربذة ). وعندما حج سنة147، ودخل المدينة استدعاه مرات: ( لما استدعاه المنصور مرة ثانية بعد عوده من مكة إلى المدينة).
وفي البحار:91/289:(دعاء الصادق ()لما استدعاه المنصور مرة رابعة إلى الكوفة).وفي/288:(دعاء لمولانا الصادق ()لما استدعاه المنصور مرة خامسة إلى بغداد قبل قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن).وفي مهج الدعوات/198:(دعاء مولانا الصادق ()...لما استدعاه المنصور مرة سادسة ، وهي ثاني مرة إلى بغداد) .
وبعض روايات هذه المرات متداخلة ، لكنها تبقى أكثر من عشر مرات ! وهي تدل على تحير المنصور وعناده وتجبره !


2- كان هدف المنصور من إحضار الإمام ()في أكثر المرات أن يقتله ! وفي بعضها كان له أغراض أخرى . ففي أول خلافته أحضره مع عبدالله بن الحسن ليبايعاه ، ثم أحضره ليسأله عن مهدي الحسنيين وأخيه ، ثم أحضره الى الحيرة ليمتحنه لعله يكشف نقص علمه ! قال أبو حنيفة: ( لما أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة ، إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهئ له من المسائل الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة). ولعله في تلك المرة أراد أن يمتحن الإمام () في علم الطب ، فأحضر له طبيباً هندياً: (حضر مجلس المنصور يوماً وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب فجعل أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ()ينصت لقراءته فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله: أتريد مما معي شيئاً؟ قال: لا ، فإن ما معي خير مما معك). ثم ذكر الراوي أنه جرى بينهما حديث في الطب يظهر أن الراوي لم يفهمه ! وفي آخره قال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟فقال: أخذته عن آبائي() عن رسول الله () عن جبرئيل () عن رب العالمين جل جلاله ، الذي خلق الأجساد والأرواح . فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وعبده ، وأنك أعلم أهل زمانك ).(الخصال/511).



3- مضافاً الى صحة سند إحضار المنصور للإمام ()لقتله ثم تراجعه عن ذلك فقد استفاضت روايته عند الشيعة والسنة ! وهذا يدل على أن الحجة كانت تامة على المنصور وأنه يعرف إمامة الصادق () ، ويدل على عناده وتجبره حيث أصرَّ على قتل الإمام ()رغم الآيات التي رآها ! والإصرار صفة بارزة في شخصية المنصور ، وقد صار تعامله مع ولي عهده وابن عمه عيسى بن موسى مضرب المثل ، فقد استعمل معه أنواع الحيل والضغوط والترغيب والترهيب حتى عزله ونصب مكانه ابنه الذي سماه بالمهدي ، مع أنه ضال مضل كأبيه !



4- تضمنت بعض روايات القضية سوء أدب المنصور مع الإمام الصادق () مع أنه يعرف إمامته ومقامه عند الله تعالى ، مضافاً الى أن الإمام بالمقياس الإجتماعي أكبر من المنصور سناً ببض عشرة سنه ، ثم هو ابن علي والحسين (عليهما السلام) اللذين تقدسهما الأمة ، ومنها بنو هاشم وبنو العباس !
لكن مع ذلك كان المنصور يتجرأ على الإمام ()ويقول له: (يا جعفر تحاول الفتنة وتريد سفك دماء المسلمين ، وتلحد في سلطاني وتبتغي الغوائل . فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين ما فعلت ذلك ولا أردته ، فقد علمت قديماً ما أنا عليه (من عدم قبول قيادة حركة للوصول الى السلطة) ، فلا تقبل عليَّ من كاذب إن كذب وساع إن سعى بي عندك). (شرح الأخبار:3/303 ). وقال له مرة: (أي عدو الله ! إتخذك أهل العراق إماماً يبعثون إليك زكاة أموالهم، وتلحد في سلطاني وتبغيه الغوائل! قتلني الله إن لم أقتلك... ما تدع حسدك وبغيك وإفسادك على أهل هذا البيت من بني العباس... أما تستحيي مع هذه الشيبة ). (مستدرك سفينة البحار:6/232).


بل أراد المنصور في المدينة أن يذل الإمام ()فأخرجه معه وهو يتوكأ على يده كما يفعل الكبير مع الصغير ! فرآه مولى خالد بن عبد الله فقال: (لوددت أن خدَّ أبي جعفر نعل لجعفر، وتقدم رزام حتى وقف بين يدي المنصور فقال له: أسألُ يا أمير المؤمنين؟ فقال له المنصور: سل هذا ، فقال: إني أريدك بالسؤال ! فقال له المنصور: سل هذا ، فالتفت رزام إلى الإمام () فقال له: أخبرني عن الصلاة وحدودها ، فقال له: للصلاة أربعة آلاف حد..).(مستدرك سفينة البحار:6/232).


ونلاحظ في المقابل لين الإمام الصادق ()ومداراته للجبار: (فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين ما فعلت ذلك ولا أردته) (شرح الأخبار:3/303). وهذا خط الأنبياء وأوصيائهم() أمرهم الله أن يسلكوه مع الجبابرة ويتحملوا منهم ، إلا في استثناءات . والإمام الصادق ()مؤيد من ربه، تحدثه الملائكة بشهادة المنصور ، وهو حجة الله على خلقه ، معصوم في قوله وفعله ، وما يفعله فبتوجيه ربه عز وجل ، إما بحكم شرعي أو بما يلقيه الله في قلبه من علم ويقين .


وقد اقتضت حكمته تعالى أن يمتحن الناس بجبروت المنصور ويمد في عمر الإمام ()اثنتي عشرة سنة في خلافة المنصور حتى أذن بشهادته بالسم سنة148.


وفي هذه المدة قام الإمام ()بأعمال ضخمة في ترسيخ الإسلام وبلورة خط أهل البيت() ، وكشف الخطوط المنحرفة ، فرسَّخَ بذلك ما شيَّده في زمن السفاح .
وقد تكون هذه السنوات الإثنتا عشرة مع الأربع سنوات في زمن السفاح أخصب سنوات عمر الإمام ()في بثه العلوم وتخريجه العلماء ، وتعميقه الإيمان في عقول الخاصة والعامة ، مما سمعت به الأمة وعاشته آنذاك ، ووصلت الينا بعض بركاته .

5- روت المصادر السنية نوعين من دعاء الإمام ()لدفع شر المنصور ، ففي سير الذهبي:6/266:(اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك علي ولا تهلكني وأنت رجائي . ربَِ كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، وياذا النعم التي لا تحصى أبداً ، وياذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ، أعني على ديني بدنيا ، وعلى آخرتي بتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما خطرت . يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة ، إغفر لي ما لا يضرك ، وأعطني ما لاينقصك ، يا وهاب أسألك فرجاً قريباً ، وصبراً جميلاً ، والعافية من جميع البلايا ، وشكر العافية). وتهذيب الكمال:5/95 .

وفي تاريخ دمشق:18/136: عن (رزام مولى خالد بن عبد الله القسري قال: بعث بي المنصور إلى جعفر بن محمد... فلما أقبلت به إليه والمنصور بالحيرة وعلونا النجف ، نزل جعفر بن محمد عن راحلته فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين ثم رفع يديه . قال رزام: فدنوت منه فإذا هو يقول:اللهم بك أستفتح وبك أستنجح ، وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل . اللهم سهِّل حزونته وذلل لي صعوبته وأعطني من الخير أكثر ما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف.ثم ركب راحلته فلما وقف بباب المنصور وأعلم بمكانه فُتحت الأبواب ورُفعت الستور ، فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه ، وأخذه بيده وماشاه حتى انتهى به إلى مجلسه فأجلسه فيه ، ثم أقبل عليه يسأله عن حاله وجعل جعفر يدعو له).
أما مصادرنا فروت ما تقدم ، وروت أدعية أخرى دعا بها الإمام ()في هذه المرة أو تلك فتغيرت حالة المنصور ، كما تقدم من مهج الدعوات .

وفي عدد من المصادر دعاء:(يا عدتي عند شدتي ، ويا غوثي عند كربتي ، فاحرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام..الخ.). كما في روضة الواعظين/209، والإرشاد:2/182 ، وهو من أدعية صحيفة الإمام زين العابدين (). وروى الصدوق دعاءً آخر:(حسبي الرب من المربوبين ، وحسبي الخالق من المخلوقين ، وحسبي الرازق من المرزوقين وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي ، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم). (العيون:1/273، والبحار:91/292، وذكر أنه دعاء النبي () لدفع مكر الأحزاب واليهود !

وبهذايظهر أن أدعية الإمام ()كانت متعددة ، وقد فهم الرواة أنها السبب في تغير حالة المنصور ، لكن العامل الأول في التأثير هو شخصية الداعي () ، فكم من كلام لو قاله غير الإمام لم يؤثر ، ولو قاله هو لأثَّر .

6- تفاوتت الرواية في وصف تغير حالة المنصور من غاضب حانق جبار ، قرَّر قتل الإمام ()وأحضر السياف أو السيف، الى هادئ متودد للإمام ()! ففي رواية تاريخ دمشق:18/86: (قال الربيع: فقلت له: يا أمير المؤمنين حلفت لتقتلنه ثم فعلت به ما فعلت ! قال: ويحك يا ربيع ! إنه لما دخل إلي فرأيت وجهه أجد شيئاً له رقة لم أقدر على غير ما رأيت ، وقد رأيته يحرك شفتيه فاسأله عما يقول) !
وفي تهذيب الكمال:5/95: (فقال إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ! قتلني الله إن لم أقتله... فلما نظر إليه مقبلاً قام من مجلسه فتلقاه وقال: مرحباً بالنقي الساحة البرئ من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي ! فأقعده على سريره معه وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله ، ثم قال: سلني حوائجك؟ فقال: أهل مكة والمدينة قد تخلف عليهم عطاؤهم فتأمر لهم به ، قال: أفعل . ثم قال: يا جارية إيتني بالمتحفة فأتته بمدهن زجاج فيه غالية). ونحوه الفرج بعد الشدة:1/70 . والغالية:عطرخاص .

وفي رواية الخرائج:2/641: (وكان يقول: عليَّ به ، سقى الله الأرض دمي إن لم أسقها دمه ، عجلوا عجلوا ! قال: فلما دخل عليه جعفر قال له: مرحباً يا ابن عم يا ابن رسول الله ! فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ، ثم دعا بالطعام وجعل يلقمه جيداً بارداً وقضى حوائجه).

وفي مهج الدعوات/185: (فلما أدخلته إليه رأيته وهو جالس على سريره وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به... فوقفت أنظر إليهما قال الربيع: فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور: أدن مني يا ابن عمي ، وتهلل وجهه وقربه منه حتى أجلسه معه على السرير )


وفي البحار:91/285:(فحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ، فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صُبَّ عليها ماء فخمدت، ثم جعل يسكن غضبه حتى دنا منه جعفر بن محمد وصار مع سريره ، فوثب المنصور فأخذ بيده ورفعه على سريره ، ثم قال له: يا أبا عبد الله يعز علي تعبك ، وإنما أحضرتك لأشكو إليك أهلك: قطعوا رحمي ، وطعنوا في ديني ، وألبوا الناس عليَّ ، ولو وليَ هذا الأمر غيري ممن هو أبعد رحماً مني لسمعوا له وأطاعوا ! فقال جعفر: يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصالح ، إن أيوب ()ابتلي فصبر ، وإن يوسف () ظلم فغفر ، وإن سليمان ()أعطي فشكر ، فقال المنصور: قد صبرت وغفرت وشكرت . ثم قال: يا أبا عبد الله حدثنا حديثاً كنت سمعته منك في صلة الأرحام...).

آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 03-Oct-2010 الساعة 03:53 AM.

رد مع اقتباس