منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - من سعة وحدود علم الإمام
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Oct-2010 الساعة : 04:12 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .

الإثارة الثالثة:

«حديث الثقلين» من الأحاديث الواهية



قال ابن الجوزي في كتابه «العلل المتناهية» ما نصّه: «حديث في الوصيّة لعترته. أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، قال أخبرنا محمّد بن المظفّر، قال أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، قال حدّثنا يوسف بن الدخيل، قال حدّثنا أبو جعفر العقيلي، قال حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال حدّثنا عبد الله بن داهر، قال حدّثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي، وإنّهما لن يفترقا جميعاً حتّى يراد عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما.
قال المصنّف: هذا حديث لا يصحّ، أمّا عطيّة فقد ضعّفه أحمد ويحيى وغيرهما، وأمّا عبد القدّوس فقال يحيى: ليس بشيء، رافضيّ خبيث. وأمّا عبد الله بن داهر فقال أحمد ويحيى: ليس بشيء، ما يكتب منه إنسان فيه خير».


المناقشة:

أوّلاً: إنّ هذا الحديث لم يرد بهذا السند فقط، بل هناك أسانيد صحيحة للحديث ذكرها أحمد في مسنده كما تقدّم.


ثانياً: لو سلّمنا أنّ أحمد أخرجه بهذا السند الضعيف، إلاّ أنّ هذا لا يستلزم ضعف الحديث، لوروده في مصادر أخرى كصحيح مسلم الذي يعدّ من المصادر الأساسيّة عند أتباع الخلفاء.
قال الحافظ السيوطي: «قال مسلم: ليس كلّ شيء عندي صحيح وضعته هنا، وإنّما وضعت ما أجمعوا عليه».


وقال أبو مهدي الثعالبي في «مقاليد الأسانيد» بترجمة مسلم: «وكان الحافظ أبو علي النيسابوري يقدّم صحيحه على سائر التصانيف، وقال: ما تحت أديم السماء أصحّ من كتاب مسلم».

وقال الدهلوي في «بستان المحدّثين»: «وبالجملة فإنّه قد انتخب صحيحه هذا من بين ثلاثين ألف حديث مسموع، محتاطاً متورّعاً فيه غاية الاحتياط والورع».

وعلى هذا فإدخال مسلم حديث الثقلين في صحيحه دليل واضح على إجماع العلماء على صحّته، فالقول بعدمها معارضة صريحة لرسول الله صلّى الله عليه وآله.


ثالثاً: إنّ ابن الجوزي نفسه صرّح بأنّ ما ورد في كتب القوم حجّة؛ قال ما نصّه في كتابه الموضوعات: «فمتى رأيت حديثاً خارجاً عن دواوين الإسلام كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود والترمذي ونحوها فانظر فيه، فإن كان له نظير في الصحاح والحسان قرب أمره، وإن ارتبت به فرأيته يباين الأصول فتأمّل رجال إسناده واعتبر أحوالهم من كتابنا المسمّى بالضعفاء والمتروكين، فإنّك تعرف وجه القدح فيه».

وهذا يعني أنّ الحديث الوارد في دواوين القوم يكون حجّة بحسب الميزان الذي ذكره، بناءً على ذلك تتبيّن مناقضة ابن الجوزي لنفسه، لأنّ حديث الثقلين وارد في دواوين القوم وصحاحهم.


رابعاً: إنّ قدح ابن الجوزي لحديث الثقلين يرفضه جماعة من أكابر محقّقيهم وأعاظم محدّثيهم، منهم:


• سبط ابن الجوزي، حيث قال في التذكرة، بعد أن نقل الحديث عن مسند أحمد: «فإن قيل: فقد قال جدّك في كتاب الواهية: عطيّة ضعيف، وابن عبد القدّوس رافضيّ، وابن داهر ليس بشيء. قلت: الحديث الذي رويناه أخرجه أحمد في الفضائل، وليس في إسناده أحد ممّن ضعّفه جدّي، وقد أخرجه أبو داود في سننه، والترمذي أيضاً، وعامّة المحدّثين، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح، والعجب كيف خفي عن جدّي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم».

• السخاوي، حيث قال بعد إيراد الحديث وتأييده: «وتعجّبت من إيراد ابن الجوزي له في العلل المتناهية، بل أعجب من ذلك قوله: إنّه حديث لا يصحّ».


• السمهودي، قال بعد إثبات الحديث وروايته عن الصحاح والمسانيد: «ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية، فإيّاك أن تغترّ به».


• ابن حجر، حيث قال بعد أن روى الحديث عن عدد من المصادر المعتبرة: «وذكْر ابن الجوزي لذلك في العلل المتناهية وهم أو غفلة عن استحضار بقيّة طرقه، بل في مسلم عن زيد بن أرقم قال ذلك يوم غدير خمّ، وهو ماء بالجحفة كما مرّ، وزاد: أذكّركم الله في أهل بيتي»، ثمّ قال: «والحاصل أنّ الحثّ وقع على التمسّك بالكتاب وبالسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة».



المصدر كتاب
علم الإمام بحوث في حقيقة ومراتب علم الأئمّة المعصومين
لسيد كمال الحيدري





رد مع اقتباس