منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - حديث الثقلين سنده ودلالته،
عرض مشاركة واحدة

ابو غسق
عضو
رقم العضوية : 9593
الإنتساب : Jul 2010
الدولة : العراق بغداد
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 181
المستوى : ابو غسق is on a distinguished road

ابو غسق غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابو غسق



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ابو غسق المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Oct-2010 الساعة : 01:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه أنا أتصور أننا قبل أن نصل إلى معرفة من الذين قصدهم رسول الله بقوله (وعترتي أهل بيتي) لابد أن نعرف ما هو المراد من الأهل وما هو المراد من البيت بحسب القواميس والمعاجم اللغوية، باعتبار أننا نعتقد، هذه قاعدة أساسية لابد أن يلتفت لها المشاهد الكريم، وهي أننا أي مفردة قرآنية وردت في القرآن الكريم لابد أن نرجع إلى اللغة لنعرف ما هو المراد من تلك المفردة، يعني عندما وردت كلمة الصلاة في القرآن أو لفظ الحج في القرآن أو لفظ الصوم في القرآن أو لفظ الزكاة في القرآن أو لفظ الخمس في القرآن وعشرات الاصطلاحات بل مئات المصطلحات القرآنية من الناحية المنهجية لابد أن نرجع إلى اللغة لنعرف، باعتبار أن القرآن كما قال في آيات متعددة (بلسان عربي مبين) فلابد أن نعرف المفردة القرآنية، (بلسان عربي مبين) (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) (إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) إذن القضية واضحة. ولكي نفهم المراد والمقصود بأهل البيت أولاً لابد أن نعرف ما هو المراد من الأهل لغة وما هو المراد من البيت لغة.
فيما يتعلق بالمفردة الأولى وهي (الأهل) وأنا أحاول أن أمر على هذه الأبحاث بسرعة، فيما يتعلق بلغة هذه المفردة الأولى وهي (الأهل) في الواقع يطلق الأهل ويراد به المنتسب إلى شيء، يعني إذا انتسب شيء إلى شيء يعبر عنه بالأهل، يعبر عنه بأهله، إذا انتسبت إلى مكان يقال عنك أهل بلد، إذا انتسبت إلى مدينة يقال لك أهل المدينة، إذا انتسبت إلى زمان يقال لك أهل هذا الزمان، إذا انتسبت إلى عمل تنسب إلى الخياطة، وهكذا، إذن أخواني الأعزاء اللغة تقول أن المنتسب إلى شيء أعم أن يكون ذلك المنتَسب إليه سواء كان زماناً أو مكاناً أو حرفة أو عملاً أو بيتاً فإنه يطلق عليه، ولكنه ليس مجرد الانتساب بل مع وجود اختصاص لذلك الشيء، يعني نحو اختصاص، يعني انتساب مع اختصاص، ولذا يقال أهل القرآن، ما معنى أهل القرآن، يعني الذين انتسبوا إلى القرآن واختصوا، إما بعلومه وإما بتفسيره وإما بحفظه، يقال أن فلان من أهل هذا البلد، ما معنى من أهل هذا البلد؟ هل المعنى أنه منتسب إلى هذا البلد، ولكنه مختص به، وإلا ليس كل منتسب إلى شيء يكون مختصاً بذلك الشيء، يقال أهل الزمان، يقال أهل الرجل، يقال أهل المرأة، حكم من أهلها وحكماً من أهلها، يقال أهل الأمانة، ويقال أهل المدينة، وأهل القرية، يقال أهل التقوى، يقال أهل المغفرة، هذه كلها آيات قرآنية، إذن ما معنى الأهل؟ هو الانتساب إلى شيء مع نحو من الاختصاص به.
قال تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق) في سورة التورة، الآية 101. وقال تعالى: (قل يا أهل الكتاب) وعشرات الآيات قال فيها أهل الكتاب، ما معنى أهل الكتاب؟ يعني أنتم المنتسبون إلى هذا الكتاب والمختصون به، (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) ما معنى أهل الأمانة؟ يعني أصحابها المختصون بها، أو قوله تعالى: (فأبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها) ما معناه؟ يعني المنتسبون إليها، لا حكماً من أهل الرجل يعني زوجة الرجل، لا ليس هكذا، من قبيلته أو من المنتسبين إليه والمختصين به، يعني أعم من أن يكون أباه أو أخاه أو قريبه أو صديقه فهو يعد من أهل الرجل، أو من أهل المرأة، الاستعمالات القرآنية التفتوا لها وأن القرآن يستعمل الأهل بمعنى المنتسب إلى شيء ومختص بذلك الشيء. أو قوله تعالى: (فانجيناه وأهله) وليس معناه أنجيناه وأهله زوجته فقط، بل كل من هو من أهله، لعله خادمه، لعله مرتبط به بنسب أو بسكن أو بغير ذلك. أو قوله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) ماذا يعني أن الله أهل التقوى؟ يعني المختص بأن يتقى منه وهو المختص بأن يغفر لعباده (لا يغفر الذنب إلا هو سبحانه وتعالى، أو قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى أمنوا) إذن نسب الأهل إلى القرى، أو قوله تعالى: (وما كنت ثاوياً في أهل مدين) هذه إشارة إلى مدينة.
إذن تحصل إلى هنا بحسب هذه الاستعمالات، ما معنى الأهل؟ ليس معنى الأهل الزوج، التفتوا إلى هذه النقطة لأننا سنبحث فيها وهو أن القرآن عندما يقول (أهل البيت) لا يأتي قائل ويقول أن المراد من أهل البيت يعني أزواج النبي، لا أبداً، إذا كان مراده المعنى اللغوي فهو هذا استعمل في الأعم وفي الأوسع، وكلمات اللغويين واضحة وصريحة في هذا المعنى. أنا أشير إلى بعضها.
من كلمات اللغويين ما ورد في كتاب (معجم المقاييس في اللغة، مادة أهل) لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، يقول: (أهل، الهمزة والهاء واللام اصلان متباعدان، أحدهما الأهل قال الخليل: أهل الرجل يعني زوجه والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به) إذن أولاً ذكر المصداق، إذن النساء من أهل الرجل، ولكن لا يختص أهل الرجل بنسائه، أهل الرجل يعني المنتسبون إليه، والمختصون به، أعم من أن يكون زوجه أو غيره.
(وأهل الرجل أخص الناس به) إذن كل من كان مختصاً برجل منتسب إليه سواء كان من أزواجه أو من أولاده أو من غيرهم فهو أهله (وأهل البيت سكان ذلك البيت) سكانه يعني فقط أزواجه! بل الأولاد سكانه، خدامه أيضاً سكانه، عبيده أيضاً سكانه، ولعله عنده من يعيلهم أيضاً من أهل البيت، ولذا من الناحية الفقهية عندما يطلق أهل البيت يطلق على هذا المعنى الواسع وهذا ما يشير إليه ابن فارس (وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به) يعني المنتسب إلى الإسلام المختص به. إذن أخواني الأعزاء هذا أحد كبار اللغويين يشير إلى هذا المعنى.
المورد الثاني الذي بودي أن يلتفت إليه ما ورد في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر، ص54) لابن الأثير الجزري، قال: (أهل، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) إذن ما معنى الأهل؟ يعني الخاصة. إذن ما معنى الأهل؟ الأهل ليس هو الأزواج، أقول هذا لأن البعض يحاول أن يوهم المشاهد الكريم ويوهم المستمع أنه عندما يقول أهل البيت يعني مراده أزواجه ونسائه، لا ليس الأمر كذلك من الناحية اللغوية (هم أهل الله وخاصته، أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله والمختصون به اختصاص أهل الإنسان) أهل الإنسان من هم؟ ليسوا أزواجه فقط، ولعل هذه النكتة التي أشرتم لها وهو أن أزواجه قد يطلقها فأولاده لا يمكن أن ينفصل عنهم، يمكن أن يخرجوا من البيت ولكن النسب باق، ولكنه لا يصدق الأهل إلا إذا كانوا منتسبين إليه ومختصين به.
وهكذا ما ذكره الراغب في (المفردات في غريب القرآن، مادة آل) المتوفى 502هـ، يقول: (والأهل يضاف إلى الكل) ما معنى إلى الكل؟ يعني إلى الزمان وإلى المكان وإلى البلد وإلى الحرفة وإلى العمل (والأهل يضاف إلى الكل يقال أهل الله وأهل الخياط كما يقال أهل زمن كذا وبلد كذا ...) من هنا يشير وهذه نكتة للإشارة فقط من هنا يميز جملة من اللغويين بين الأهل وبين الآل، يقولون أن الآل لا يطلق إلا إذا أضيف إلى ناطق وإلى أعلام الناطقين، يقال آل إبراهيم، يقال آل البلد الفلاني، آل الإسلام، لا يقال هذا، بل يقال آل محمد صلى الله عليهم، آل إبراهيم، ولذا يقال: (خص بالإضافة إلى أعلام الناطقين) لا مطلقاً (دون النكرات ودون الأزمنة ودون الامكنة، يقال: آل فلان ، ولا يقال آل رجل، ولا آل زمان كذا أو موضع كذا ولا يقال آل الخياط) ولكن يقولون أهل الخياط (بل يضاف إلى الأشرف الأفضل يقال آل الله وآل السلطان، أما بخلاف الأهل فأنه يضاف إلى الكل) يضاف إلى الزمان والمكان والبلد وغيرها.
إذن فتحصل إلى هنا أن هذه المفردة بحسب الاستعمال كما هو واضح الاستعمال القرآني وبحسب تصريح اللغويين، ما معنى الأهل؟ الأهل يعني المنتسب إلى شيء له نحو اختصاص به. هذا أولاً.

رد مع اقتباس