[شعاع المقامات]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك على محمد وآل محمد
ذكر آية الله العظمى السيد حسن البطحي دام ظله الوارف في كتابه
(الكمالات الروحية) هذه القصة الرائعة:
توجهت مرأة عجوز إلى مسجد جمكران (الواقع بين قم المقدسة وطهران)،ولما دخلت المسجد رأت كثيرا من المؤمنين يتعبدون ويتوسلون.
فقالت في نفسها: الحمد لله...سيدي ياصاحب الزمان الآن بدأ محبوك يكثرون ويأتون إليك هنا،بينما سابقا لم يكن في هذا المسجد إلا القليل.
وبعد مدة خرجت هذه المرأة العجوز من المسجد إلى الساحة المحيطة بالمسجد،وكان هناك أماكن مفتوحة كالحجر الصغيرة لمن يريد أن يرتاح أو يأكل أو ينام، فجلست في إحدى تلك الجلسات وغفت عيناها بالمنام.
إذ بها ترى ذلك الرجل الذي يسطع النور من غرة جبينه
صلوا على محمد وآل محمد
وألهمت أنه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه،وبعد أن تشرفت بالسلام عليه،التفت إليها وقال:
ليس كلهم جاء من أجلي!!
تعالي معي لأريك ذلك. فذهبت العجوز مع الإمام إلى داخل المسجد،فوقف الإمام عند رجل يتعبد ويتوسل،وسأله الإمام: لماذا أتيت إلى هنا ما حاجتك؟؟
فقال: أنا علي دين ثقيل ولا أستطيع أن أسدده فأتيت أتوسل بالإمام المهدي .
فقال الإمام للمرأة العجوز: أرأيت لقد جاء لأجل حاجة عنده!!
ثم سار الإمام مع العجوز إلى رجل آخر وسأله عن سبب مجيئه إلى المسجد؛فقال الرجل: إني مصاب بمرض عضال شديد وأتيت لأتوسل...
ثم ذهب الإمام إلى مرأة تتوسل وسألها أيضا فقالت: أنا جئت أشكو زوجي إلى الإمام لأنه ظلمني وأساء معاملتي.
فقال الإمام للعجوز: هؤلاء كلهم جاؤوا من أجل حوائجهم وليس من أجلي، وكلهم على خير لأنهم يعتقدون أنني الواسطة بين الله تعالى وبينهم.
ولكن تعالى معي الآن لنرى هذا السيد،فذهبت العجوز مع الإمام إلى سيد كان يتعبد ويتوسل في زاوية من المسجد؛فلما سأله الإمام: لماذا أتيت إلى هنا وما حاجتك؟؟
بكى ذلك السيد. فأعاد ه السؤال مرة أخرى فبكى أيضا ولم يجب!! ثم التفت السيد إلى الإمام وقال له:
سيدي أنت حاجتي...أنت وصالي وبغيتي يا نعيمي وجنتي
لو خيرت بين ما سوى الله وبين أن ألقاك لحظة واحدة لاخترت لقاءك!!
فالتفت الإمام الحجة صلوات الله عليه إلى العجوز وقال لها:
أسمعت ما قال هذا السيد؟! لديه حوائج لكنه لم يأت من أجلها.
مثل هذا ما جاءني إلا قليل!!
انتهت القصة.
كثير منا يريد أن ينصر الإمام أو يرى الإمام أو يخدم الإمام أو...
ولكن الأهم: ما هو هدفك من ذلك؟ لماذا تريد ذلك؟ ما هي نيتك؟؟
في هذه القصة أوضح الإمام أن الجميع إلى خير وعلى خير ولكن الأفضل أن يتوجه العبد إلى مولاه ليس لأجل حاجة عنده غير الإمام ولأجل الإمام وتقربا للإمام وحبا للإمام وهكذا.
هل قمنا بأعمال صالحة محبة للإمام فقط؟!
هل ساعدت مؤمنا فقط لأجل الإمام؟
هل صليت أو قرأت القرآن أو...فقط لكي يرضى عني الإمام؟!
هل دفعت صدقة ليحفظ الله الإمام من شري أنا وسوئي ومعاصي؟!
هل أنا إذا كنت في مصيبة ثم توسلت وفرج الله عني وسررت؛هل أذكر مولاي الحجة المنتظر أنه إلى الآن لم يفرج عنه.
فكيف يغمرني السرور وحبيبي حزين باكيا (ولأبكين عليك بدل الدموع دما)؟
يجب ألا أنساه في جميع حالاتي وأموري. سيدي وفقنا لذلك.
فمن المؤسف أنني لا أعرف الإمام ولا أتقرب إليه إلا إذا كانت لدي حاجة!!
صلى وصام لأمر كان يطلبه........فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما.