منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - عيون المعارف الالهية
عرض مشاركة واحدة

مسكين مستكين
الصورة الرمزية مسكين مستكين
عضو مميز
رقم العضوية : 7148
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : ارض عزيز الزهراء
المشاركات : 465
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 204
المستوى : مسكين مستكين is on a distinguished road

مسكين مستكين غير متواجد حالياً عرض البوم صور مسكين مستكين



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : مسكين مستكين المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-Oct-2010 الساعة : 05:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المحور الرابع
إعلان موقفها من النظام الحاكم

النص:
ثم قالت أيها الناس إعلموا أنِّي فاطمة، و أبي محمّد () أقول عوداً و بدأً و لا أقول غلطاً، و لا أفعل ما أفعل شططاً.
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيْه ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَليْكُم بالمُؤْمِنينَ رَءُوفٌ رَحيمٌ"0
فإن تعزوه و تعرفوه تجدوه أبي دون نساءكم، و أخا ابن عمِّي دون رجالكم، و لنعم المعزي إليه ().
فبلغ بالرسالة صادعاً بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم، آخذاً بأكظامهم داعياً إلى سبيل ربِّه بالحكمة و الموعظة الحسنة، يكسر الأصنام و ينكت الهام، حتى انهزم الجمع و ولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه، و أسفر الحقُّ عن محضه، و نطق زعيم الدين، و خرست شقاشق الشياطين، و طاح و شيظ النفاق، و انحلت عقد الكفر و الشقاق و فهتف بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص.
و كنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب و نهزة الطامع، و قبسة العجلان، و موطيء الأقدام. تشربون الطرق، و تقتاتون الورق، أذلةً خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم.
فأنقذكم الله تبارك و تعالى بمحمد () بعد اللتيا و التي، بعد أن مُنيَ ببهم الرجال، و ذؤبان العرب و مردة أهل الكتاب كلما أو قدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن للشيطان، أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفأ حتى يطأ صماخها بأخمصه، و يخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله، مجتهداً في أمر اللّه، قريبا من رسول اللّه، مشمرا ناصحاً، مجدا كادحا وأنتم في رفاهية من العيش، و ادعون فاكهون، آمنون تتربصون بنا الدوائر، و تتوكفون الأخبار، و تنكصون عند النزال، و تفرون عند القتال.



التفسير:
تضمن هذا القسم أيضاً حقائق كبيرة:
1 ـ بضعة النبي
تقوم بكشف هويتها للحاضرين قبل كلِّ شيء، و تفرغ ما بأيديهم من حجج و أعذار، حتى لا يدّعي أحد بإني لم أعرف بنت النبىّ ()، و إلا سارعت لنصرتها.
تركز بشكل خاص على نسبتها للنبىّ ()، و تتكلم عن ارتباطها بعلىٍّ()، ثم تؤكد على أن ما أنطق به هو عين الحقيقة، لا أتحدت جزافاً، و لا ينطق لساني بغير حساب ولو بكلمة، فاستمعوا جيداً لما أقول، و عوا مسؤوليتكم العظيمة تجاه هذه الحادثة!.


2 ـ الألم العميق
بعدها تذكر بعلاقة رسول الله () بهم و كيف كان يتألم لآلامهم و أنه كان شريكاً لهم في غمومهم، مستندةً على الصفات الخمسة التي وصف القرآن المجيد نبيه بها في إحدى آياته الشريفة:
"لَقد جاءَكُم رَسولٌ مِن أنفسِكُمْ عزيزٌ عليهِ ما عِنتُّمْ حَريصٌ عليْكُم بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم"0
تلك الصفات التي شاهدها و عرفها الأصحاب في رسول الله().


3 ـ الجهود الشاقة للنبي()
ثم تذكر بالمعاناة الجسمية التي مرت بالرسول () و كيف أنه قام منفرداً بإبلاغ رسالة ربه العظيمة، دون أن يجد الانحراف سبيلا إلى نفسه، مرغ أنوف المتعنتين بالتراب، و حطم أدمغة المتكبرين، و كان سلاحه المنطق و الدليل و الموعظة و الحكمة لمن طلب الحق و استقصى عنه، إلى أن كسر شوكة المشركين، و دمر معابد الأصنام، و تفرَّق أعداء الله، فانزالت الظلمات و شعَّ النور، و فرت الخفافيش، و تمكن جمع من الناس أن يرددوا نغمة التوحيد" لا إله إلاّ الله" علناً في ديار الكفر.


4 ـ الماضي المشين
تقوم فاطمة الزهراء() بتذكير هم بذلك اليوم الذي كانوا فيه مجموعةً
مؤمنةً صغيرةً تتصارع في وسط طوفان صعب و موحش، فمن ناحية تداعب وسوسات مراحل الشرك و عبادة الأصنام مخيلا تكم أحياناً، و تجركم إلى شفا جرف نار جهنم، و من ناحية أخرى فإن أعدائكم الأقوياء الظالمين قد أحاطوكم من كلِّ جانب، يتربصون بكم الدوائر ليسحقوكم بأيديهم و أرجلهم بطرفة عين، و كنتم تحت حصار رهيب، ليس لكم إلا الماء الآسن و الغذاء الرديء، تخافون مصيركم المجهول.
لكن، شاء الله أن يكسر أسنان هؤلاء الذئاب المصاصين للدماء، و يضرب رؤوس هذه الأفاعي بالحجر، و يسلط هذه الفئة القليلة المستضعفة عليها، و هو على ما يشاء قدير فعال لما يريد.
لم يمضِ وقت حتى خمدت نيران الفتن، و سكنت الأعاصير، و فرت العفاريت، و اختفى اللصوص و قطاع الطرق الذين كانوا يستفيدون من ظلمات ليالي الجاهلية بعد أن أشرق العالم بنور شمس الإسلام.
نعم، ذكرت فاطمة () الحاضرين بتلك اللحظات الحساسة التي أثقلت كاهل المؤمنين و جعلت يومهم كقرن من الزمان، حتى لا يتناسوا نِعَمَ الله الجزيلة، و لا ينكروا المواهب الإلهية، و يسعون في استمرارية و ديمومة هذا الخط الإلهىِّ و الرسالىِّ العظيم و لا يستسلموا لما يروجه و يحيكه الأعداء.


5 ـ خدمات علىّ ():
تذكر ابنة النبي () في وسط حديثها بما قدمه أمير المؤمنين علي() من خدمات لهذه الأمة، و كيف أن النبىَّ ()كان يرسله لمواجهة الحوادث الخطرة و التصدي لها، و هو يقوم لها مؤثراً بنفسه، مضحياً و فدائياً، فينقضُّ على الفتن فيخمدها و يعود منتصراً، أهوى برؤوس المتكبرين إلى الأرض بسيفه، و مرغ هامات الطواغيت بالتراب، و كان ناصراً و مساعداً للرسول () و حامياً و مدافعاً في كلِّ مكان.
نعم فمثل هذا الفرد العظيم يستطيع أن يُديم خطَّ هذه الثورة الكبيرة و يمنع عنه الانحراف.

رد مع اقتباس