منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الآداب المعنوية لقراءة القرءان الكريم
عرض مشاركة واحدة

يتيمة آل محمد
الصورة الرمزية يتيمة آل محمد
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 87
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 906
بمعدل : 0.14 يوميا
النقاط : 256
المستوى : يتيمة آل محمد is on a distinguished road

يتيمة آل محمد غير متواجد حالياً عرض البوم صور يتيمة آل محمد



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الأدعية والمناجات والأذكار
افتراضي الآداب المعنوية لقراءة القرءان الكريم
قديم بتاريخ : 26-Apr-2007 الساعة : 02:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك ياااااااالله

"...الله نزّل أحسن الحديثِ كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ..."

من أعظم ألطاف ونعم الباري علينا ، أن خصنا بكتابه المجيد دون الأمم السالفة ، وجعله في متناول أيدينا ، نقرأه كلما اشتقنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "ألا من اشتاق إلى الله ، فليستمع كلام الله "

أورد السيد المبارك ، روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف ، في كتابه "الآداب المعنوية " جملة من التوجيهات العرفانية في تعامل العبد الفقيرمع كتاب المولى الجليل ، يقول السيد قدس سره :

" من أحد الآداب المهمّة لقراءة الكتاب الإلهي الذي يشترك فيه العارف والعامي ، وتحصل منه النتائج الحسنة ويوجب نورانية القلب والحياة الباطنية هو : التعظيم

وهو موقوف على فهم عظمته ،ونبالتِه ، وجلالتِه ، وكبريائه ، وهذا المعنى وإن كان بحسب الحقيقة خارجا عن نطاق البيان ، وزائدا على طاقة البشر "لأن فهم عظمة كل شيء بفهم حقيقته "
إلا أن الإشارة وإن كانت إجمالية فهي موجبة لفوائد كثيرة.

إنّ عظمة كلِّ كلام وكل كتاب :
إما بعظمة متكلمه وكاتبه ، وإمّا بعظمة المرسل إليه وحامِله ، وإمّا بعظمة حافِظه وحارسه ، وإمّا بعظمة شارحه ومبيِّنه ، وإمّا بعظمة وقتِ إرسالِه وكيفية إرساله.

وبعض هذه الأمور دخيل في العظمة ذاتا وجوهرا ، وبعضها عرضا و بواسطة ،وبعضها كاشف عن العظمة ، وجميع هذه الأمور التي ذكرت موجودة في هذه الصحيفة النّورانيّة بالوجه الأعلى والأوفى ، بل هي من مختصّاته ، بحيث أن أي كتاب آخر إمّا ألاّ يشترك معه في شيء منها أصلا ، أو لا يشترك معه في جميع المراتب

عظمة متكلمه ومنشئه:

أمّا عظمة متكلمه ومنشئه وصاحبه فهو : العظيم المطلق الذي جمع أنواع العظمة المتصوّرة في الملكِ والملكوت ، وجميع أنواع القدرة النّازلة في الغيب والشهادة ، رشحة من تجليات فعل تلك الذات المقدّسة ، ولا يمكن أن يتجلى الحق تعالى بالعظمة لأي أحد ، وإنّما يتجلى بها من وراء آلاف الحجب والسرادقات، كما في الحديث :

"إنّ لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة ، ولو كشفت لأحرقت سبحات وجهه دونه".

وعند أهل المعرفة ، قد صدر هذا الكتاب الشريف من الحق تعالى بمبدئيّة جميع الشؤون الذاتية والصفاتية والفعلية ، وبجميع التجليات الجمالية والجلالية ، وليس لسلئر الكتب السماويّة هذه المرتبة والمنزلة.

عظمة رسول الوحي والواسطة:

وأمّا عظمة رسول الوحي وواسطة الإيصال فهو : "جبرائيل الأمين والروح الأعظم " الذي يتصل بذلك الروح الأعظم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد خروجه عن الجلباب البشري ، وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت ، وهو أحد أركان دار التحقق الأربعة بل هو أعظم أركانها ، وأشرف أنواعها ، لأنّ تلك الذات النّورانية مَلَك موكّل للعلم والحكمة ، وصاحب الأرزاق المعنوية ، والأطعمة الروحانيّة ، ويستفاد من كتاب الله والأحاديث الشريفة تعظيم جبرائيل ، وتقديمه على سائر الملائكة.

عظمة المرسَل إليهِ ومتحمِّله :

وأمّا عظمة المرسَل إليه ومتحمِّله ، فهو "القلب التقي النقي ، الأحمدي ،الأحدي الجمعي المحمّدي ".
الذي تجلى له الحق تعالى بجميع الشؤون الذاتية والصفاتية والأسمائية والأفعالية ، وهو صاحب النبوّة الختمية ، والولاية المطلقة ،وهو أكرم البريّة ،و أعظم الخليقة ، وخلاصة الكون ، وجوهرة الوجود ، وعصارة دار التحقق ، واللبنة الأخيرة ، وصاحب البرزخية الكبرى والخلافة العظيمة.

عظمة حافظه وحارسه :

وأمّا حافظه وحارسه فهو ذات الحق جلّ جلاله ، كما قال في الآية الكريمة المباركة :"...إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا نحن له لحافظون ...".

عظمة شارحه ومبيِّنِه :

وأمّا شارحه ومبيّنه ، فالذوات المطهَّرة المعصومون من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حجّة العصر عجل الله تعالى فرجه ، الذين هم مفاتيح الوجود ، ومخازن الكبرياء ، ومعادن الحكمة والوحي ، وأصول المعارف والعوارف وأصحاب مقام الجمع والتفصيل صلوات الله عليهم أجمعين.

عظمة زمان النّزول :

وأمّا وقت الوحي ، فليلة القدر ، أعظم الليالي وخير من ألف شهر ، وأنور الأزمنة ، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليِّ المطلق ، والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله.

هذه جوانب ووجوه من عظمة كتاب الله الكريم وجب على العبد استحضارها والتأدب بآدابها في حضرة صاحبها ، ملِك الملوك ذي العزة والجبروت.
يتبع


آخر تعديل بواسطة يتيمة آل محمد ، 03-May-2007 الساعة 11:59 AM.

رد مع اقتباس