منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب النفس المطمئنة
عرض مشاركة واحدة

رياض ابو طالب
الصورة الرمزية رياض ابو طالب
مشرف سابق
رقم العضوية : 7302
الإنتساب : Dec 2009
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا
النقاط : 209
المستوى : رياض ابو طالب is on a distinguished road

رياض ابو طالب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رياض ابو طالب



  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : رياض ابو طالب المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Oct-2010 الساعة : 12:36 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم
اعتذر عن التاخير نتابع معكم

الحسين (ع) وزينب (ع) نماذج الاطمئنان الكامل
الحسين (ع) يعلم منذ أن تحرك من مكة بأن المشاق والصعوبات في انتظاره ولكن بما أن لله فيها رضا وصلاح، وارتقاء درجة الحسين (ع) متوقفة على تحمله هذه المشقات، فقد قبلها الحسين (ع). الحسين (ع) له نفس مطمئنة، له استسلام لإرادة الله. وراضي بقضاء الله. وما أكثر ما حفظت زينب (ع) هدوءها وثباتها في هذا السفر أيضاً.
بل أنها كانت تهديء العيال والأطفال أيضاً..
ما هذا الذي يفعله الإيمان والنفس المطمئنة؟
يروون عن حالات زينب (ع) أنها عندما كانت في مجلس إبن زياد ويزيد وسوق الكوفة كان حالها بشكل كأن لم يصبها ما أصابها.
الشيعة راسخون كالجبال
نعم.. فالمؤمن كالجبل في الثبات ولا تحركه رياح الحوادث.. إلهي أيمكن أن نستفيد نحن أيضاً من النفس المطمئنة.. أن نحصل على مرتبة من الرضا والتسليم ويكون لنا شبه بشيعة أهل البيت (ع).
أنا أتصور أن بيننا وبينهم فاصلة كبيرة، وعند الامتحان يكون معلوماً مقدار تعلقنا بالأسباب المادية والاتكال على ما سوى الله.
يجب أن يمتحن أولياء الله بفقدان الأسباب.. يمتحن إبراهيم (ع) ليصل إلى مقام الخليل.. أنت تريد أن تصل إلى منزلة سلمان وحبيب بن مظاهر. فهل حصل لك الاطمئنان بربك، أو انك قلق وتتصور نفسك مستقلاً، وقد جعلت لك أسياداً؟ تتساءل باستمرار لماذا كان كذلك وكيف ومتى؟ لأنك لا ترى نفسك عبداً، وتعين المصلحة بنفسك وعندما يقع خلاف ما تتوقع وتريد فسوف تعترض.
التسليم لما أراد الله.. رضا
لذلك قالوا في معنى الرضا أنه ترك الاعتراض.. أن يكون حالة بشكل لا يحس بأي إعتراض على ما سيحدث له، راضٍ بكل ما أراد الله، ففيه صلاحي وخيري.
عندما نقرأ زيارة أمين الله يجب أن نطلب من كل واحد من الأئمة () أن يتوسط لكي يوصلنا إلى مرتبة النفس المطمئنة والرضا بقضاء الله "اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك".
عندما تتوسلون بأهل البيت أيضاً اطلبوا هذه النعمة الباقية، وعندما تريد أن تموت ينبغي أن لا يختلف وضعك عن حالك الطبيعي أبداً، فلا تحزن على ذهابك من هنا، فرازقك في الدنيا هو الله وفي البرزخ الله كذلك، ويوم القيامة أيضاً كذلك.
ويقرأون على جثماننا أنه "إلهي عبدك وابن عبدك قد نزل بك" فلو كان حالك عند الموت كذلك فإن أثره سيكون كبيراً حتماً وتصدق حقاً بأنك قد وردت على بساط اللطف الإلهي.

بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
صدق الله العلي العظيم
[الفجر: 27ـ28]

تحرك وفق إرادة الله واترك ميولك
إن المستفاد من الأدلة العقلية وآيات القرآن هو أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر للعبودية، والبشر مستعد أيضاً للعبودية بفطرته، فالله قد جعله على رأس طريقين، فبإمكانه أن يكون عبداً للأهواء والشهوات ويمكنه أن يكون عبداً لخالقه أيضاً.
الحيوانات مجبورة على إطاعة الهوى والشهوة، لكن البشر خلق مختاراً وهذا هو إمتياز الإنسان عن الحيوان. فالحيوان لا عمل له سوى اتباع الشهوات وميوله النفسية، أما الإنسان الذي يمكن أن يصرف نظره عن ميوله ويتحرك بإرادة مولاه كما يمكنه أن يكون عبداً للهوى كذلك يمكنه أن يكون عبداً لله.
بعض الناس يسلكون الطريق الأول طريق اتباع الميول النفسية والأهواء والبعض الآخر نجده يتخذ الطريق الثاني وهو اطاعة الله.
أكثر الناس أصحاب نفوس أمارة
في كل دورة من الزمان نجد أن أكثر الناس من اتباع الهوى، جعلوا سلاسل عبودية الشيطان في أعناقهم، ولا هدف لهم سوى الملذات والشهوات.
هؤلاء يقال عنهم أنهم أصحاب نفوس أمارة، والأمارة مبالغة في كونه أميراً.
فالأمير الموجود في باطنه هو هوى النفس.. فبمجرد أن تقع عينه على امرأة أجنبية يميل إليها ويتبعها.. بمجرد أن يعلم بوجود أموال يتجه نحوها ولا يلتفت أبداً بأنها حرام أو حلال، وحتى عندما يقال له بأنها حرام نجده يسخر من ذلك فهذه هي النفس الطاغية المعاندة.
عبادة وشهوات في نفس الوقت
ولا يختص ذلك بالكفار.. كثير من المسلمين أصحاب نفوس أمارة وحتى عندما يؤدي العبادة فذلك بأمر النفس كأن يكون رياءاً مثلاً، يعبد من أجل الشهرة والظهور أو ميول نفسية أخرى.
يطلق عنوان العبادة على المعاملة والسياحة أو التجارة ويجعلها باسم الحج.. العبادة التي تؤديها النفس الأمارة نابعة من حكومة النفس، ولو صدر منه عمل صالح نراه يكبر ويعظم هذا العمل. فهو في الحقيقة لم يعمل سوى الشر لأنه أطاع النفس والهوى بهذه العبادة.
خيره شر فكيف بشره
مادامت نفسك أمارة، فخيرك قبيح وشر، فالويل من شرك.. فلو قمت بأحسن الأعمال بدافع من شهواتك النفسية فهي شر ويكون هو الطاغية الذي يكون مكانه في جهنم فليس لديه سوى حكومة النفس وكبرياءها.
لكن علي أن أبين المرتبة الثانية حتى تتضح المرتبة الأولى أكثر.
النفس اللوامة تنفر من الذنب
المرتبة الثانية يقال لها النفس اللوامة، وقد أقسم القرآن المجيد بها، فالإنسان في حكومة هذه النفس يكون بحيث إذا صدر منه اطاعة للنفس والهوى نجده يتألم.. النفس الأمارة ترتكب الذنب ولا تهتم لذلك ولا تمتنع منه، ولكن عندما يريد الإنسان أن يسير في طريق الله فسوف ينفر ويتألم عندما يصدر منه اطاعة للهوى في البداية. لماذا تركت هذا الجواب فيلوم نفسه لذلك.
ويعلم بأن الإيمان موجود
حاصل الرواية الشريفة في بيان الفرق بين المؤمن والكافر هو أن الكافر إذا صدر منه ذنب فكأنما استقرت على أنفه بعوضة ثم طارت ولا يهمه أن أكل مال الناس وكأنه لم يفعل شيئاً.
أما المؤمن فإذا صدر منه ذنب فمثله مثل الذي كان إلى جانب الجبل وقد سقط عليه من ذلك الجبل صخرة عظيمة فكم يكون حاله وخيماً وشاقاً؟ فالمؤمن كذلك.. إذا صدر منه ذنب فسيبقى يئن إلى الليل: أنا الذي وجهت إلى أمي كلاماً فظاً.. فلأنه مؤمن فقد أصبح صاحب نفس لوامة وأخذ يلوم نفسه بنفسه.

توقيع رياض ابو طالب

وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي



رد مع اقتباس