منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - آخر ذو قعدة استشهاد الإمام الجواد عليه السلام
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Nov-2010 الساعة : 03:37 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .



وحان موعد الرحيل



كما تضاربت الآراء واختلفت في تعيين تاريخ مولده ، كذلك وقع الاختلاف في تعيين يوم شهادته . ولا يمكن الترجيح على نحو الجزم بأحد تلك الاَقوال سواء في المولد أو الوفاة ، لكننا نستطيع أن نستقرب أحد التواريخ المنقولة في المصادر من خلال الاستئناس ببعض القرائن أو الدلائل التي تساعد على ذلك .


وبناءً على كون عمر الاِمام الجواد عند وفاته قد ضبط في بعض المصادر بخمس وعشرين سنة ، وشهرين ، وثمانية عشر يوماً ، ولو رجّح تاريخ مولده في 17 رمضان سنة ( 195 هـ ) ، فإنّ وفاته ستكون وفق ذلك البناء يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة ( 220 هـ ) .

ومما يعضد هذا الرأي وجود رواية في الكافي في باب الاِشارة والنصّ على أبي الحسن الثالث : « شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أشهده أنه أوصى إلى عليّ ابنه بنفسه وأخواته . . إلى أن ينتهي من بعض وصاياه ويؤرخ الوصية بقوله : وذلك يوم الاَحد لثلاث ليالٍ خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومئتين . . » .


من هذا يتبيّن أن الاِمام حي يرزق في يوم الاَحد ، حيث كتب وصيته وأشهد عليها ثلاثة من أصحابه المقربين إليه : خادمه ، ومولاه ، وأحد أبناء عمومته ، ثم كانت بعد ذلك شهادته يوم الثلاثاء .
وقيل : يوم الثلاثاء لست ليالٍ خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين .


أما كيفية وفاته فإنّه اختُلف فيها أيضاً ، فمن قائل بشهادته مسموماً بعنب رازقي ، ومن قائل بمسموميته في منديل ، وهناك من قال إنّه سُمَّ بشراب ، أو من قال إنّ المعتصم أشار إلى أعوانه بدعوته إلى مأدبة فقُدِّم له طعام مسموم فأكل منه ، ومنهم من صرّح بعدم ثبوت خبر موته بالسم ، وسكت البعض الآخر عن كيفية موته واكتفى بكلمة ( قُبض ) .
ولعلَّ أقدم نصٍّ توفّرنا عليه الخبر الذي أورده العياشي المتوفّى سنة « 320 هـ » في تفسيره .


قال العياشي : ( . . . قال زرقان : إنّ ابن أبي دؤاد قال : صرت إلى المعتصم بعد ثلاثة ، فقلت : إنّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة ، وأنا أكلّمه بما أعلم أنّي أدخل به النار .
قال : وما هو ؟
قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلماءهم لاَمر واقع من اُمور الدين ، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر المجلس أهل بيته وقوّاده ووزراؤه وكتّابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثم يترك أقاويلهم كلّهم لقول رجل يقول شطر هذه الاُمّة بإمامته ، ويدّعون أنّه أولى منه بمقامه ، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء !!
قال : فتغير لونه وانتبه لما نبّهته له ، وقال : جزاك الله عن نصيحتك خيراً ، قال : فأمر ( المعتصم ) يوم الرابع فلاناً من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله ، فدعاه .


فأبى أن يجيبه وقال : « قد علمت أني لا أحضر مجالسكم » . فقال : إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام ، وأحب أن تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرك بذلك ، فقد أحب فلان بن فلان ( من وزراء الخليفة ) لقاءك .
فصار إليه ، فلما أُطعم منها أحسَّ السم ، فدعا بدابته ، فسأله ربّ المنزل أن يُقيم ، قال : « خروجي من دارك خير لك » .
فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفة حتى قُبض ) .


أما الشيخ المفيد رحمه الله فقد نقل في إرشاده بأنّه : ( قُبض ببغداد ، وكان سبب وروده إليها إشخاص المعتصم له من المدينة ، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم من سنة عشرين ومئتين ، وتوفي بها في ذي القعدة من هذه السنة .
وقيل : إنّه مضى مسموماً ، ولم يثبت بذلك عندي خبر فأشهد به ) .



في حين نجد أن المؤرخ علي بن الحسين المسعودي المتوفّى سنة « 436 هـ » يقول : ( وقيل : إنّ أُم الفضل بنت المأمون لمّا قدمت معه من المدينة إلى المعتصم سمّته ) .

وفي موضع آخر ذكر أن مثلث الاغتيال ( المعتصم ـ جعفر ـ أم الفضل ) كانوا قد تشاوروا وتعاونوا على قتل الاِمام والتخلّص منه بعد قدومه إلى بغداد ، بل ما استدعي إلاّ للغرض ذاته . فقال : ( . . وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي . فقال لها : « ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر » ، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت . فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتى احتاجت إلى رفد الناس . وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً ، وكان سكراناً . .

ولما حضرت الاِمام الوفاة نصّ على أبي الحسن وأوصى إليه ، وكان قد سلّم المواريث والسلاح إليه بالمدينة ) .

وأضاف ابن شهرآشوب السروي المازندراني ( ت | 588 هـ ) ، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري الاِمامي ( من أعلام القرن الخامس الهجري ) ، « إنّ امرأته أم الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل ، فلمّا أحس بذلك قال لها : « أبلاك الله بداء لا دواء له » ، فوقعت الاَكلة في فرجها ، وكانت تنصب للطبيب فينظرون إليها ويسرون ـ أو يشيرون ـ بالدواء عليها فلا ينفع ذلك حتى ماتت من علّتها )

.
وقال ابن شهرآشوب قبل ذلك أن الاِمام لمّا تجهّز ( وخرج إلى بغداد فأكرمه ـ أي المعتصم ـ وعظّمه ، وأنفذ أشناس بالتحف إليه وإلى أم

الفضل ، ثم أنفذ إليه شراب حُمّاض الاَُترُجّ تحت ختمه على يدي أشناس ، وقال : إنّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد ، وسعد بن الخضيب وجماعة من المعروفين ، ويأمرك أن تشرب منها بماء الثلج ، وصُنع في الحال . فقال ـ أي الاِمام ـ : « أشربها بالليل » . قال : إنّها تنفع بارداً ، وقد ذاب الثلج ، وأصر على ذلك ، فشربها عالماً بفعلهم ) .


وبعد ، فهذا إجمال لما ورد في شأن وفاته وكيفيتها ، والذي يبدو راجحاً هو أن الاِمام قُضي عليه بالسم ، وأن المشاركين في عملية الاغتيال قد عرفتهم ، وعرفت تدبيرهم . مع العلم أن محاولات سبقت كانت تدّبر لاغتيال الاِمام؛ لكنّه كان يعلم بها ، وكان حذراً وقد أخذ بالاحتياط في التعامل سواء مع زوجته أو مع أعوان السلطان في مأكله ومشربه . ولقد كان متوقعاً هذا الاَمر قبل وقت غير قليل ، فيوم دخل عليه محمد بن علي الهاشمي صبيحة عرسه في بغداد كان يتوقع هذا أن يأتوا للاِمام بماء مسموم حين طلب ماءً للشرب .


كما أفلت من محاولة استهدفت سمّه في طعام قدّم له ، فقد نقل أبو جعفر المشهدي باسناده : ( عن محمد بن القاسم ، عن أبيه ، وعن غير واحد من أصحابنا أنّه قد سمع عمر بن الفرج أنّه قال : سمعتُ من أبي جعفر شيئاً لو رآه محمداً أخي لكفر .
فقلت : وما هو أصلحك الله ؟
قال : إني كنت معه يوماً بالمدينة إذ قرب الطعام ، فقال : « أمسكوا » .
فقلت : فداك أبي ، قد جاءكم الغيب !
فقال : « عليَّ بالخباز » . فجيء به ، فعاتبه وقال : « من أمرك أن تسمّني في هذا الطعام ؟ » . فقال له : جُعلت فداك ( فلان ) ، ثم أمر بالطعام فرُفع وأُتي بغيره ) .
وعلى أي حال فقد نجح مثلث الاغتيال في تدبيرهم الاَخير ، وأطفأوا نور الاِمام ، وحرموا أنفسهم والاُمّة من بركاته ، وما أطفأوا إلاّ نوراً من أنوار النبوّة ، لو كانوا رعوه حق رعايته لسُقوا ماءً غدقاً ، ولاَكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنّهم:


عجبتُ لقوم أضلّوا السبيـل * ولـم يبتغـوا اتّبـاع الهـدى
فما عرفوا الحق حين استنار * ولا أبصـروا الفجـر لمّا بدا


وسرعان ما يلتحق الاِمام إلى بارئه فينال هناك كأسه الاَوفى ، وهو لم يخسر الدنيا؛ لاَنّه لم يكن يملك منها شيئاً ، ولا رجا وأمّل يوماً من حطامها شيئاً ، لكنّ الاُمّة خسرته ابناً من أبناء الرسالة ، وعلماً من أعلام النبوّة ، وطوداً شامخاً كان يفيض على هذا الوجود كلّ أسباب العلم والمعرفة ، والتقى والصلاح ، ولو قدروه حقّ قدره؛ لاَكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ، ولوجدوا به خيراً كثيراً .



وروي أن ابنه علي الهادي قام في جهازه وغسله وتحنيطه وتكفينه كما أمره وأوصاه ، فغسّله وحنّطه وأدرجه في أكفانه وصلّى عليه في جماعة من شيعته ومواليه .

وجاء في الاَخبار أن الواثق صلّى عليه بحضور جماهير غفيرة من الناس ، ثم حُمل جثمانه في موكب مهيب تشيعه عشرات الآلاف من الناس إلى مقابر قريش حيث مثوى جدّه الاِمام الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام ، فأُقبر إلى جواره في ملحودة أصبحت اليوم عمارة شامخة تناطح السماء بمآذنها الذهبية ، وقبلة يؤمها آلاف المسلمين يومياً للتبرك بأعتابها ، وطلب الحوائج من ساكنيها . ولطالما انقلب الملمّون والمستغيثون إلى أهلهم فرحين بما وجدوا من إنجاز طلباتهم التي تعسّر حلّ مشكلها ، بل وإن البعض منها كان في حكم المحال حلّ معضله .



عظم الله لكم الأجر يا شيعة أمير المؤمنين


رد مع اقتباس