[ياعلي مدد]

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية معطرة بالصلاة على محمد وآل محمد.

للدموع لغات وأسرار .. لا يعلمها إلا صاحبها أي القلــب الذي يُجبر العين على إنزال الدمعة.. فالدموع لسان القلــب ولا يفهم معناها إلا صاحبها القلــب

فالقلـب عندما يتحدث لا تفهم كلامه لأنه يتحدث بصمت..

ومن يملك هذا الصمت يستطيع أن يفهم هذه اللغة..

فإذا كنت لا تعلم عن هذه اللغة فليس لك سبيل أن تعلم حتى تتعلم ولكن هذه اللغات لا تحتاج إلى معلم فالزمن يعلمك هذه اللغات....

الدمعة المشتاقة

وهذه الدمعة تنهمل عند فقد عزيز أو غربة حبيب..

فالقلــب عندما يتذكر الحبيب فسرعان ما يغص ويتألم ويجبر الدمعة على النزول ليخفف عن ألمه قليلاً..

الدمعة الخاشعة

هذه الدمعة تنهمل عندما نتفكر بالله تعالى وعظمته..

فالقلــب يستحي من ربه بمجرد أن يعلم أن شره إلى خالقه صاعد ورغم ذلك خالقه عز وجل لم يبخل عليه بالخير والنعم الكثير..فيخشع القلــب فيجبر الدمعة على النزول لشدة حياءه..

الدمعة المحرومة

هذه الدمعة تنهمل عندما تحتاج ولا تجد من يلتفت إليك..

إن كنت تحتاج إلى:

قلــبٌ يحنُ إليك

حبيبٌ يمسح دمعتك

عزيز يسكّن أنّتك

فالقلــب عندما يحتاج ولا يجد من يلتفت إليه فيشعر أنه يتيم فيجبر الدمعة على النزول..

الدمعة المسرورة

ما أجمل هذه الدمعة عند نزولها..

فالقلــب عندما يجد الماء وهو عطشان

عندما يرى النور بعد الظلام

عندما يصل إلى ما يريد وكل ذلك بعد صبر وتحمّل ومشقة وألم

عندها الفرحة ستملك القلــب و ستغمره ومن شدة الفرح يجبر الدمعة على النزول.. فما أجملها من دمعة

أسأل الله أن لا يحرمكم من هذه الدمعة..

الدمعة المظلومة

يا لهذه الدمعة.. ما أصعبها عندما تذرف..

فعندما يأتي من يطعن القلــب بسيفه فالجرح لم ولن يزول.. لأن طعنة الظالم التي لا زالت في القلــب تركت أثراً عميقاً.. وبما ان الجرح لا يزال في القلــب فيأتي من يلمس جرحك فيؤلمك "حتى بعد مدة طويلة " فيجبر الدمعة على النزول..

الدمعة الظالمة

هذه الدمعة عندما تنزل فهي جيدة ومحمودة..

عندما يظلم القلــب نفسه أو شخص، ويعلم أنه قد ظَلَمَ، ويشـعر بذلك وينتبه لنفسه.. عندها تنزل هذه الدمعة معلنة أن القلــب يريد التوبة وهو نادم على ما فعل..
ومستعد أن يكفّر عن ظلمه كما يريد المظلوم..

الدمعة المنتظرة

هذه الدمعة لا تنهمل إلا بعد صبرٌ طويل..

ما أصعب الانتظار فعندما ينتظر فالقلــب بصبر حتى يملّ الصبر عندها يجبر هذه الدمعة على النزول وهو لا يزال ينتظر بصبر..

ختاماً..

قد تكون في مكان يتوجه به العباد إلى الله تعالى وترى كل إنسان من هذه الناس يبكي ويبكي

والقــلوب تتحدث بلغتها الخاصة لا يعلمها إلا الله ..

في هذه اللحظة اتجه إلى ربك وخالقك وتكلم معه بقلبــك بلغتك الخاصة

واعلم أن الذي تتحدث إليه هو خالقك الذي يهتم لكَ..

ولأنه يحبك

لن يخيبك

لن يخيبك


من ؟؟ ايميلي