منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الآداب المعنوية لقراءة القرءان الكريم
عرض مشاركة واحدة

يتيمة آل محمد
الصورة الرمزية يتيمة آل محمد
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 87
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 906
بمعدل : 0.14 يوميا
النقاط : 256
المستوى : يتيمة آل محمد is on a distinguished road

يتيمة آل محمد غير متواجد حالياً عرض البوم صور يتيمة آل محمد



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : يتيمة آل محمد المنتدى : ميزان الأدعية والمناجات والأذكار
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Apr-2007 الساعة : 06:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك يااااالله


*التفكر*

قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عيه السلام :
" أفكِر تستبصِر "

ومن جملة آداب قراءة القرءان الكريم : التفكر ، والمقصود منه هو : أن يتجسَّس القارئ من الآيات الشريفة : المَقصِد والمقصود.

وحيث أن مقصد القرءان كما تقوله نفس الصحيفة النورانية هو :

"الهداية إلى سبل السلام ، والخروج من جميع مراتب الظلمات إلى عالم النّور ، والهداية إلى طريق مستقيم "
فلا بد أن يحصِّل الإنسان بالتفكر في الآيات الشريفة :

مراتب السلامة ، من المرتبة الدانية والراجعة إلى القِوى الملكيًّة إلى منتهى النهاية فيها ، وهي حقيقة القلب السليم على ما ورد تفسيره عن أهل البيت ، وهو :
أن يلاقي الحق وليس فيه غيره.
وتكون القوى الملكية والملكوتية ضالّة قارئ القرءان ، فهي موجودة في هذا الكتاب السماوي ولا بد أن يستخرجها بالتفكر.

وإذا صارت القوى الإنسانية سالمة عن التصرف الشيطاني ، وحصَّل طرق السلامة ، وعمل بها ، فمع كل مرتبة يحصِّلها من السلامة ، ينجو من ظلمة ويتجلى فيه النّور السّاطع الإلهي قهرا ، حتى إذا خلص عن جميع أنواع الظلمات التي أوّلها عالم الطبيعة بجميع شؤونها ، وآخرها ظلمة التوجّه إلى الكثرة بتمام شؤونها ، يتجلى النّور المطلق في قلبه ويهديه إلى طريق الإنسانية المستقيم ، وهو في هذا المقام طريق الربّ : "...إنّ ربّي على صِراط مستقيم ..."*1

وقد كثرت الدعوة إلى التفكر وتمجيده وتحسينه ، في القرآن الشريف قال تعالى : "...وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للنّاس ما نزِّل إليهم ولعلهم يتفكَّرون..." *2
وفي هذه الآية مدح عظيم للتفكّر ، لأنّ غاية إنزال الكتاب العظيم السماوي ، والصحيفة العظيمة النّورانية قد جعلت لاحتمال التفكر، وهذا من شدة الإعتناء به ، حيث أن مجرد احتماله ، صار موجبا لهذه الكرامة العظيمة، وقال تعالى في الآية الكريمة : "...فاقصصِ القصصَ لعلهم يتفكّرون ..."*3

والآيات من هذا القبيل كثيرة ، والروايات أيضا في التفكر كثيرة ، فقد نقل عن رسول الله أنّه لما نزلت الآية الشريفة : "...إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات ..." *4 قال "ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها "

والعمدة هنا ، أن يفهم الإنسان ما هو التفكّر الممدوح ، وإلا لا شك في أنّ التّفكر ممدوح في القرآن والحديث ، فأحسن التعبير فيه ، ما عبَّر به الخواجة عبد الله الأنصاري قال :
"اعلم أنّ التّفكر تَلَمّس البصيرة لاِستدراك البغية"

يعني أنّ التفكّر هو تجسس البصيرة ، وهي بصر القلب ، للوصول إلى المقصود ، والمقصود هو : السعادة المطلقة التي تحصل بالكمال العلمي ، أو العملي.

فلا بد للإنسان أن يتحصَّل على المقصود والنّتيجة الإنسانية ، وهي السعادة في الآيات الشريفة للكتاب الإلهي وفي قصصه وحكاياته.

وحيث أنّ السّعادة هي الوصول إلى السّلامة المطلقة ، وعالم النّور ، والطريق المستقيم ، فلا بد للإنسان أن يطلب من القرآن المجيد الشريف : سبل السلامة ومعدن النّور المطلق ، والطريق المستقيمة ، كما أشير إليها في الآية الشريفة السابقة.

فإذا وجد القارئ المقصِد ، وتبصَّر في تحصيله ،وانفتح له طريق الإستفادة من القرآن الشريف ، وفتِحت له أبواب رحمة الحق ، فإنّه يصرف عمره القصير العزيز ورأس مال تحصيل سعادته عن أمور ليست مقصودة لرسالة الرسول ، ويكفّ عن فضول البحث وفضول الكلام في مثل هذا الأمر المهم.

فإذا أشخص بصيرته مدّة إلى هذا المقصود وصرف نظره عن سائر الأمور ، تتبصّر عين قلبه ، ويكون بصره حديدا ، ويكون التفكّر في القرآن للنفس أمرا عاديا ، وتنفتح طرق الإستفادة ، وتفتح له أبواب ليست مفتوحة له إلى الآن بوجه.

فحين ذاك ، يفهم كون القرآن شفاء للأمراض القلبية ، ويدرك مفاد الآية الشريفة :"...وننزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خسارا..."*5
ومعنى قول أمير المؤمنين صلوات الله تعالى عليه : "وتعلّموا القرآن فإنّه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور".

ولا يطلب من القرآن شفاء الأمراض الجسمانية فقط ، بل يجعل عمدة المقصد : شفاء الأمراض الروحانية الذي هو مقصد القرآن ، بل القرآن ما نزل لشفاء الأمراض الجسمانية وإن كان يحصل به ، كما أنّ الأنبياء لم يبعثوا للشفاء الجسماني وإن كانوا يشفون فهم أطبّاء النّفوس والشّافين للقلوب والأرواح.

وصلى الله على محمد وآل محمد

*1هود : 56
*2النحل:44
*3الأعرف:176
يتبع
*4آل عمران 190
*5الإسراء82

رد مع اقتباس