|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
موالية صاحب البيعة
المنتدى :
ميزان الغدير في ولاية الأمير ( صلوات الله عليه )
الانحراف عن سيرة النبي والأئمة عليهم السلام في السير والسلوك
بتاريخ : 25-Nov-2010 الساعة : 04:03 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم السلام عليكم ورحمة الله
الأخت يا علي مدد أشكر وضع بصمتك المفعمة بعطر الولاء لمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم .
نتابع خطبة السيد الخميني رضوان الله تعالى عليه
الانحراف عن سيرة النبي والأئمة في السير والسلوك
لقد تصورت طائفة كبيرة أنّ معنى العرفان امتلاك الإنسان لمنـزلة معينة وقوله لذكر خاص وأدائه لمجموعة من الحركات وما شابه ذلك. هذا معنى العرفان؟!
حاز الإمام علي أعلى مراتب العرفان ولم يقم بأي مما ذكر. كانوا يتصورون أنّ من أصبح عارفاً يجب عليه أن يتنحى جانباً ويتخلى عن كل شيء، ويؤدي مقداراً من الأذكار ويفعل كذا وكذا.
برغم أنّ أمير المؤمنين كان أعرف خلق الله بعد رسول الله في هذه الأمة، وأعرفهم بالله تعالى لم يتنح جانباً ويدع كل شيء، ولم يشكل حلقة للأذكار أبداً، كان منهمكاً بأعماله ويقوم ببعض ما ذكر أيضاً. أو يتصور أنّ السالك إلى الله عليه أن يترك التعامل مع الناس ومعاشرتهم، فليحدث ما يحدث في المدينة، إنّني سالك، عليّ أن أنـزوي عن الناس وأقرأ الأوراد، وأصل إلى مرحلة السلوك - كما يدعي-.
كان الأنبياء سالكين إلى الله أكثر من غيرهم، والأولياء كذلك، لكنّهم لم يتنحوا جانباً ويقولوا: نحن سالكون، لا نتدخل بما يحدث للأمة، فليفعل كل واحد منهم ما يشاء.
إذا كان من المقرر أن يتنحى السالك جانباً فكان على الأنبياء أن يفعلوا ذلك ولم يفعلوه. كان موسى بن عمران سالكاً إلى الله ومع ذلك تحدى فرعون وفعل به ما فعل، كذلك قام إبراهيم بما قام به على غرار موسى، كذلك فعل رسولنا الكريم كما نعلم جميعاً.
قضى رسول الله مدة مديدة بتهذيب النفس والسلوك وسبر أغوار المعارف الإلهية، وعندما سنحت له الفرصة انتهزها لتشكيل حكومة سياسة من أجل إيجاد واستقرار العدالة. حينئذ يتمكن كل شخص من تقديم ما لديه.
عندما يكون الإنسان مشوشاً ومضطرباً لا يستطيع تقديم شيء، لن يتمكن أهل العرفان مثلًا من تقديم عرفانهم في جوّ يسوده القلق والفوضى، ولا الفلاسفة ولا الفقهاء ولا غيرهم، لكن لو أمست الحكومة حكومة العدل الإلهي، وطبقت العدالة بحذافيرها، وردعت الانتهازيين عن نيل أهدافهم المشؤومة، لأصبح الجو هادئاً ومستقراً، عندئذ يمكن تقديم المزيد في هذا الجو المناسب.
بناءاً على هذا قيل «ما نُوديَ بشيء مثلَ ما نُوديَ بالولاية» لأنّها عبارة عن الحكومة. لم يُدع إلى أي شيء مثلما دعي إلى هذا الأمر السياسي، نعم إنّه أمر سياسي كان في زمن النبي وزمن أمير المؤمنين ، ولو توفرت الفرصة المناسبة فيما بعد لاغتنمت.
لقد ازدادت الانحرافات. يتفوه بعض رجال الدين بكلمات عجيبة فيقولون على سبيل المثال: «ملابس الجندي محرمة لأنّها لباس شهرة وتقدح بالعدالة». ألم يكن أمير المؤمنين عادلاً؟!
ألم يكن سيد الشهداء عادلاً؟! أما كان الإمام الحسن عادلاً؟! أما كان النبي الكريم عادلاً؟! فإنّهم جميعاً لبسوا ملابس الجندي! لقد ألقت الأيادي المتآمرة ذلك إلينا بطريقة صدقنا معها به.
ما شأنك بما يحصل؟ إنهمك في دروسك! وأنت انكب على فقهك! وأنت انشغل بفلسفتك! وأنت زاول عرفانك! دع عنك ما يجري حولك! عندما حدثت بعض القضايا سابقاً وتكلمت عنها في وقتها وقلت: يجب التحقيق في ذلك، أجابني أحد الأصدقاء الطيبين جداً والرجل الصالح والمثابر: ما لنا وذلك؟ إنّه شأن سياسي! لقد زرعوا ذلك بيننا بهذه الكيفية حتى يرد عالم ومفكر مطلع على الأمور بهذا الشكل.
كان على النبي أن يقول أيضاً: ما لي والسياسة؟ وكان ينبغي على أمير المؤمنين الذي كان على رأس الحكومة أن يقول: السياسة كذا ... يجب أن نكرسها لقراءة الأدعية والأذكار وقراءة القرآن والصلاة وغير ذلك! لقد كانت حكومة وولاية وتزويد وتجهيز الجيوش الجرارة وما إلى ذلك، كل ذلك عبارة عن السياسة. من يقول: ما شأن المشايخ بالسياسة؟ ويعاديهم يعادي الإسلام.
يريدون عزل المشايخ ورجا ل الدين وفصلهم عن الشعب للقيام بما يحلو لهم، وقد وقع ذلك بالفعل. لم يتخل علماؤنا عن السياسة طبعاً على امتداد التاريخ.
كانت قضية النظام الدستوري قضية سياسية، وقد ساهم بها كبار علمائنا، بل هم الذين أسسوها. وكانت مسألة تحريم التبغ مسألة سياسية أيضاً، وقد أدارها الميرزا الشيرازي (رحمه الله). وفي الآونة الأخيرة كان المدرس والكاشاني رجا ل سياسة أدوا واجبهم على أحسن وجه، فقد كانت الأيادي المتآمرة قوية ومقتدرة بحيث لم يكن من السهل زحزحة فكرة أنّ القضية ليست بهذا الشكل عن أدمغة رجال الدين أيضاً. كانت قضية الحكومة في زمن النبي ، وحصلت السياسة في زمن أمير المؤمنين ، وقد نقل ذلك، وحظيت قضية الغدير بعناية خاصة وعظم أمرها لتعليمنا بأنّ الموضوع لابد أن يكون كذلك.
|
|
|
|
|