منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - صفات الموالين ..
عرض مشاركة واحدة

ياعلي مدد
الصورة الرمزية ياعلي مدد
عضو دائم

رقم العضوية : 6795
الإنتساب : Nov 2009
الدولة : عند الحبيب
المشاركات : 1,198
بمعدل : 0.21 يوميا
النقاط : 234
المستوى : ياعلي مدد is on a distinguished road

ياعلي مدد غير متواجد حالياً عرض البوم صور ياعلي مدد



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي صفات الموالين ..
قديم بتاريخ : 28-Nov-2010 الساعة : 10:36 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

عن الامام الصادق :

ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه...
يا شيعة آل محمد اتقوا اللَّه ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا باللَّه.



1-أفة الغضب


أ في ظلال الحديث:

في هذا الحديث الصادقي المبارك ندا موجَّه إلى أتباع أهل البيت المتمسكين بخطهم وولايتهم يدعوهم ويحثهم إلى ملك النفس عند الغضب، والقدرة على السيطرة عليها وعدم الانصياع إلى القوة الغضبية والضياع في أوديتها الوعرة المهلكة التي لا توصل الإنسان إلى خير أبداً، بل تطفى‏ء نور عقله وتحول بينه وبين اصلاح نفسه، طالما بقيت نارها مشتعلة ولم يكن قادراً على إخمادها
يقول أمير المؤمنين :
«احترسوا من سورة الغضب وأعدوا له ما تجاهدونه به من الكظم والحلم».

وعنه : «إنكم إن أطعتم سورة الغضب أوردتكم نهاية العطب».

ومما ذكره الإمام الخميني رحمه الله في بحثه الأخلاقي موضحاً خطورة مطاوعة الغضب في إفراطه قوله: «إن الافراط في الغضب المبتلى به أكثر الناس، والذي عبر عنه في الحديث الشريف بالسفه يعتبر من ذمائم الأوصاف ورذائل الأخلاق التي توقع الإنسان في التهلكة، وربما تكون سبباً لشقائه في الدنيا والآخرة... ربما تنزع الاختيار من يد الإنسان، فيشرع في الطغيان وتوقعه في هتك النواميس المحترمة.. إن هذه القوة تفوق سائر القوى خطراً، لأنها قد تؤدي بسرعة البرق إلى تفكك الأسرة وقد تخرج الإنسان في دقيقة واحدة من الوجود كله ومن سعادة الدنيا والآخرة».

لذلك تجد التأكيد في الدعوة من المعصومين على ملك النفس عند الغضب كما سيأتي في الفقرة التالية.



ب أفضل الملك ملك الغضب:


جاء في كتاب أمير المؤمنين للأشتر لما ولاّه على مصر: «املك حميّة أنفك، وسورة حدّك، وسطوة يدك، وغرب لسانك، واحترس من كل ذلك بكف البادرة، وتأخير السطوة، حتى يسكن غضبك، فتملك الاختيار، ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربّك».


ومن الواضح أن العقلانية لا تجتمع مع طغيان الغضب، فكلما كانت أوداج الإنسان تتفجر غيظاً ووجهه يمتلى‏ء احمراراً وعيناه ترغبان في القفز من وجهه، ودقات قلبه تتصاعد في السرعة، ودمه يغلي في عروقه، ولسانه قد جفّ وشفتاه ترتجفان، وصوته يدوّي كصاعقة اللعنة النازلة على قوم كفروا بربهم، لا يمكن لنا أن نقول أن لعقله وجوداً في هذه الحالة التي لا يُحسد عليها، بل يكون العقل مغيّباً في نزهة عن ذلك الهيكل المشؤوم، ويوصف هذا الإنسان بأنه لا يملك الاختيار كما تقدم في كتاب الأمير للأشتر.

وفي الحديث: «من لم يملك غضبه لم يملك عقله».

وفي مقابله جاء عن أمير المؤمني
أن : «أعظم الناس سلطاناً على نفسه من قمع غضبه وآفات شهوته».



ج أسباب الغضب:

إن علاج الأمراض الأخلاقية يعتمد على إزالة أسبابها ولذلك من الأهمية بمكان أن نتعرف على أسباب الغضب في الغالب وهي كما ذكروا جملة أمور منها ما روي عن عيسى بن مريم لما سئل عن بدء الغضب: «الكبر والتجبّر ومحقرة الناس».

ومما عدّدوه في كتب الأخلاق: الزهو والعجب والمزاح والهزل والهزء والتعيير، والمماراة والمضادة والغدر وشدّة الحرص على فضول المال والجاه وهي بأجمعها أخلاق مذمومة ولا خلاص من الغضب مع بقاء هذه الأسباب فلا بد من إزالتها بأضدادها.

بينما يرى الإمام الخميني رحمه الله أن هذه الأسباب بأجمعها ومع كثرتها إذا ذكرناها من أولها إلى آخرها تعود إلى سببين أساسيين:

1 حب الذات:


ويتفرع عنه حب المال والجاه والنفوذ والتسلط، فمن كانت فيه هذه الأنواع من الحب، اهتم بهذه الأمور كثيراً، وكان لها في قلبه مكان رفيع. فإذا واجه بعض الصعوبات في واحدة منها، أو أحس أن هناك من ينافسه فيها، تنتابه حال من الغضب والهيجان دون سبب ظاهر، فلا يعود يملك نفسه، ويستولي عليه الطمع ويمسك بزمامه مع سائر الرذائل الناجمة عن حب الذات، وحاد بأعماله عن جادة الشريعة والعقل.

وأما إذا لم يكن شديد التعلق والاهتمام بهذه الأمور، فإن هدوء النفس والطمأنينة الحاصلة من ترك حب الجاه والمقام وتفرعاتها تمنع النفس من أن تخطو خطوات تخالف العدالة والرويّة.

إن الإنسان البسيط وغير المتكلف يتحمل المنغصات ولا تتقطع حبال صبره، فلا يستولي عليه الغضب المفرط في غير وقته. أما إذا اقتلع جذور حب الدنيا من قلبه اقتلاعاً، فإن جميع المفاسد تهجر قلبه وتحل محلها الفضائل الأخلاقية السامية.

2 الجهل والاشتباه في فهم الكمال:

فقد يظن الإنسان بسبب جهله وقلة معرفته أن الغضب وما يصدر عنه من سائر الأعمال القبيحة والرذائل السافلة كمالاً، فيحسب الغضب من الفضائل، ويراه بعض الجهّال فتوّة وشجاعة وجرأة فيتباهى ويطري على نفسه في أنه فعل كذا وكذا، ويحسب هذه الصفة الرذيلة المهلكة شجاعة! هذه الشجاعة التي تكون من أعظم صفات المؤمنين، وأشرف الصفات الحسنة.

فإذا تعلم الإنسان وعرف أن الغضب ليس شجاعة، عرف أنه نقص وليس كمالاً، وينبغي التخلص من هذا العيب والابتعاد عنه، لا التباهي به.



د دواء الغضب:

1 الصمت:

عن أمير المؤمني أن : «داووا الغضب بالصمت والشهوة بالعقل».

2 الجلوس أو القيام:

والمراد بذلك أن يغيّر وضعيته المقارنة للغضب إلى وضعية أخرى فإن كان قائماً جلس وإن كان جالساً قام وغير ذلك، ولو استطاع أن يغادر المكان الذي هيئت فيه أسباب الغضب فليخرج ويشغل نفسه بأمور مختلفة ومتفرقة ويرى الإمام الخميني رحمهم الله أن الخروج من مجلس الغضب هو الوظيفة الأولى فإن لم يمكنه كانت وظيفته البديلة تغيير الوضعية.

جاء عن الامام الباقر :
«أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالساً فليقم...».


3 التفكّر:

عن النبي صل الله عليه واله :
«... فإذا غضبت فاقعد وتفكّر في قدرة الربّ على العباد وحلمه عنهم، وإذا قيل لك: اتقِ اللَّه فانبذ غضبك وراجع حلمك».


4 الوضوء:

في الحديث:
«إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ».


5 مسّ الرحم:

في الحديث:
«وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإن الرحم إذا مسّت سكنت».


6 قطع مادة الغضب:

يقول الإمام الخميني قدس سره : «والعلاج الأساسي لهذه القوة يكون بقطع مادتها وهي حبّ الدنيا فلو طهّر الإنسان نفسه من هذا الحب، لتساهل في الأمور الدنيوية، واحتفظ بطمأنينة النفس رغم فقدان الجاه والمال والمنصب والرئاسة وحصلت فيه حقيقة الحلم والصبر وطمأنينة النفس وزاد فيه استقرار النفس وثباتها، ولقطع هذه المادة التي هي أصل جميع المفاسد، وأحسن علاج لقطع هذه المادة هو التفكر في أحوال الماضين وفي القصص القرآنية والاعتبار بأحوال الأشخاص الذين تمتعوا بأنواع السلطنة والعظمة والمال والمنال، فاستفادوا منها لأيام محدودة وأخذوا معهم إلى القبر حسرة لا ينتهي أمدها، وشملهم وزر ما تمتعوا به ووباله، فهذا أحسن علاج للإنسان اليقظ».

والحمد لله رب العالمين


يتبع ......


توقيع ياعلي مدد

ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول



اهـ . اهـ . من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق




رد مع اقتباس