منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ما هي عقائد الشيعة الإمامية؟!
عرض مشاركة واحدة

السيد المستبصر
الصورة الرمزية السيد المستبصر
مشرف سابق
رقم العضوية : 9485
الإنتساب : Jul 2010
الدولة : بلاد المؤمنين
المشاركات : 447
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 196
المستوى : السيد المستبصر is on a distinguished road

السيد المستبصر غير متواجد حالياً عرض البوم صور السيد المستبصر



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : موسى بن عمران المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Dec-2010 الساعة : 10:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسى بن عمران
بسمه تعالى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الأخ (السيد المستبصر)
أشكر لكم هذه الإجابة الوافية، ولكن سؤالي هو أن كل المسلمين أو جلهم يتفقون على ثلاثة من العقائد التي قد سردتها، وأعني بها:
التوحيد، النبوة، الميعاد.. إلا أنكم كشيعة إمامية تختلفون عن البقية بأصل العدل، والإمامة..
فما الدليل الذي يمكن أن يدلنا على هذين الأصلين؟!
ولكم مني جزيل الشكر..

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الكريم (موسى بن عمران) دمتم بخير..

أصول الدين هي الأصول التي يكون بها المرء مسلماً وهي: التوحيد، والنبوة، والمعاد.
أما أصول المذهب فهي الأصول التي يكون بها المسلم مؤمناً شيعياً، وتكون إضافة إلى الأصول الثلاثة المتقدمة، وهما أصلي: الإمامة، والعدل.
وأصول الدين يكون المعتقد بها محرّم المال والنفس والعرض، وتترتب عليه جميع الأحكام التي تترتب على المسلم من الطهارة وجواز المناكحة والإرث وما شابه، إلا أن يكون ناصبياً، فهذا له حكم آخر.
وأما أصول المذهب فهي التي يترتب عليها ـ بحسب ما جاء من أدلة ـ حسن عاقبة المرء من عدمها لإناطة قبول الأعمال في الآخرة بولاية أهل البيت().

أما عن الأدلة عليها فهي عقلية ونقلية، فإنني أستدل بدليل عقلي وآخر نقلي:

هل الإمامة ضرورة؟!
الجواب: أن الشيعة يعتبرون الإمامة ضرورة كضرورة الرسل. فكما أن مهمة الرسل هي هداية أقوامهم وإرشادهم إلى الصراط المستقيم كذلك مهمة الإمام بالنسبة لقومه. والإمام هو وصي الرسول.
وما من رسول إلا وله وصي يكون حجة من على قومه من بعده كهارون بالنسبة إلى موسى. وعلي () بالنسبة إلى محمد ().
ونظراً لكون الرسول محمد هو خاتم المرسلين فالحاجة لوجود إمام من بعده أشد وأكثر ضرورة من حاجة الرسالات السابقة. وإذا كان الله عز وجل يرسل الرسل لأقوامهم لأجل هدايتهم وإصلاح معتقداتهم فيمكث الرسول فيهم إلى ما شاء الله حتى إذا توفي وطال على قومه الأمد، انحرف قومه وفسدت معتقداتهم مما يقتضي إرسال رسول جديد لهم..
فما هو الضمان الذي يحول دون انحراف أمة محمد من بعده وهم كبقية الأمم السابقة لا بد أن ينطبق حالها على حالهم؟!
ولعل الجواب البديهي على هذا السؤال هو القرآن. لكن هذه الإجابة مردودة على أصحابها لسبب وجيه هو أن الرسل السابقين كانوا يتركون في أقوامهم كتباً ومع ذلك قد انحرفوا. ترك موسى التوراة وضل بنو إسرائيل . وترك عيسى الإنجيل وضل أنصاره في سبل شتى. إذن لا بد من حجة قائمة تحمي الكتاب الذي جاء به الرسول وتحفظه للأمة من بعده وتكون علامات على طريق الهداية والصراط المستقيم الذي دعا إليه الرسول.


والدليل آخر وهو نقلي: وهو حديث الثقلين:
فقد قال رسول الله () :" إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
في هذا الحديث تصريح بأنهما - أي القرآن والعترة - كتوأمين خلفهما وأوصى أمته بحسن معاملتهما، وإيثار حقهما على أنفسهم، والاستمساك بهما في الدين.
ويقول القاري في شرح الحديث: "معنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم".
ويقول الزرقاني المالكي وهو أيضا محقق في الحديث يقول: "وأكد تلك الوصية وقواها بقوله : فانظروا بم تخلفوني فيهما بعد وفاتي ، هل تتبعونهما فتسروني أو لا فتسيئوني".
ويقول ابن حجر المكي: "حث ( وسلم ) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم".
وحينئذ ، يكون من دلالات حديث الثقلين : أعلمية أهل البيت من غيرهم، والأعلمية المطلقة، وهي تستلزم أفضليتهم ، والأفضلية مستلزمة للإمامة.
إذن، كل الصحابة كانوا مأمورين بالرجوع إلى أهل البيت، والاقتداء بهم، والتعلم منهم، وإطاعتهم والانقياد لهم.
ومن هنا، فقد جاء في بعض ألفاظ حديث الثقلين - كما هو عند الطبراني، وفي مجمع الزوائد، وعند ابن الأثير في أسد الغابة، وأيضا في الصواعق المحرقة - قال رسول الله ( وسلم) بعد : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما . . . قال : فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، ففي نفس حديث الثقلين توجد هذه الفقرة في رواية القوم.
أما الشراح فيوضحون هذه الناحية أيضاً، مثلاً يقول القاري في المرقاة: الأظهر هو أن أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح أن يكونوا عدلاً لكتاب الله سبحانه، كما قال تعالى : (يعلمهم الكتاب والحكمة).
وإذا راجعتم الصواعق لوجدتم هذه العبارة بالنص يقول : وفي قوله ( وسلم) : فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم في قوله هذا دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره. فتكون هذه الفقرة الدالة على وجوب التعلم منهم دالة على إمامتهم وتقدمهم على غيرهم.

أما عن دليل العدل الآلهي:
وهو أن الله لا يفعل إلا ما هو حسن عقلاً.
والدليل على وجوب اتصافه بالعدل هو: أنه لو لم يكن الله عادلاً لكان ناقصاً والعياذ بالله، والنقص منتف بالضرورة فيثبت كونه عادلاً.
وأيضاً لو جاز عليه فعل القبيح لجاز عليه الكذب، فيرتفع الوثوق بوعده ووعيده، وترتفع الأحكام الشرعية، وينقض الغرض المقصود من بعث الأنبياء والرسل.

وقد قرر الشيخ المظفر (رحمه الله) بالتالي:
فلو كان يفعل الظلم والقبح - تعالى عن ذلك - فان الأمر في ذلك لا يخلو عن أربع صور:
1 - أن يكون جاهلاً بالأمر فلا يدري أنه قبيح.
2 - أن يكون عالماً به ولكنه مجبور على فعله وعاجز عن تركه.
3 - أن يكون عالماً به وغير مجبور عليه ولكنه محتاج إلى فعله.
4 - أن يكون عالماً به وغير مجبور عليه ولا يحتاج له فينحصر في أن يكون فعله له تشهياً وعبثاً ولهواً.
وكل هذه الصور محال على الله تعالى، وتستلزم النقص فيه، وهو محض كمال، فيجب أن نحكم أنه منزه عن الظلم وفعل ما هو قبيح..
أخي الكريم،هذه أدلتنا باختصار عن ما سألت عنه..
ولكم الأجر والثواب..
أخوكم في الله..
السيد المستبصر..


رد مع اقتباس