[عاشق 14]

الانتظار

إيميل حبك لا يحتاج للرقم --- فالاتصال بقلبي والإميل دمي
يا من لنجواك قامت كل أخيلتي --- نشوى تردد للألحان بالنغم
تستاف من عطرك الفواح أغنية --- ما ملت الروح من ترديدها بفمي
يجري علي شفتي شدو بمدحك إذ --- تمازج الحب حتى صار في كلمي
وغصتُ في بحرك التيار يدفعني --- موج الولاية حتى ساحل القلم
كتبتُها كلمات بتُ أحسبها --- تدني المحب من المحبوب ذي الكرم
غضضتُ طرفي حياء من ركاكتها --- كسارق الليل يخشي خفقة القدم
ما لي وللشعر إلا أن لي أملاً --- في مدح آل الهدى تجلى به ظلمي
يا صاحب العصر لي في حبكم أمل --- من لامني في هواكم قلت لا تلم
فأنت يا سيدي كهفي الحصين إذا --- ما لدهر أودى بنا في حالك الظلم
حتى متى نرقب الآفاق نقرؤها --- تاريخنا أننا نسمو على الأمم
جباهنا الشم ما زالت تروحها --- تلك الأعاصير أنواراً على القمم
واليوم نغضي حياء إن غائبنا --- في حقه قد قسمنا شر مقتسم
كانت لنا الأرض مهداً لا يزاحمنا --- فيها سوانا وعاش الكل في نعم
وطأطأ الكون إجلالاً لنا قدماً --- لما تحطم منا كل ذي صنم
فما الحجارة أصنام لنعبدها --- ولا القبور فمن منا يكون عمي
هذي الحضارة منا أنجبت ولكم --- قد أجهضت وهي بين الصلب والرحم
والعلم قد شع من أنوار طيبتنا --- وبابه حيدر المنعوت بالكرم
للغرب قد راح فانزاحت غمائمه --- وجاء نا الجهل بالإظلام والظلم
قد غالبونا وصاروا للورى مثلاً --- ونحتذي فيهم بالقول والكلم
رحنا وراء هم نعدو كما فعلوا --- بالأمس لما أتوا في غاية النهم
ما ذاك إلا لوهن في مبادئنا --- فمات فينا مجال العزم والهمم
لما بعدنا عن الأهداف يرسمها --- لنا الإمام بجفن السيف والقلم
لذاك يا أسفاً ماذا نقول إذا --- إمامنا قال أين الوصل للرحم
أين الحقوق التي لله مصرفها --- أين الوفاء بحق الدين والقسم
ما ذاك إلا مثالاً من فظائعنا --- لولا الحياء لغاصت في الملا قدمي
يا سيدي لم نزلْ عند الولاء وإن -- أزرى بنا الدهر في سقم وفي هرم
فالانتظار بهذا العصر ديدننا - -- وأنت غايتنا يا منقذ الأمم


للشاعر الاستاد عبدالمطلوب الهاجوج