منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Dec-2010 الساعة : 04:42 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



الخطبة الثانية

فأومأ بيده أن اسكتوا ، فسكنت فورتهم.

فقال « الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بعد فارتفع في السموات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم الفواجع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.


أيها القوم ، إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الاسلام عظيمة: قتل أبو عبد الله وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.


أيها الناس، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله ؟! أم أية عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهمالها ؟!

فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها، والسموات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان في لجج البحار، والملائكة المقربون وأهل السموات أجمعون.


أيها الناس، أي قلب لا ينصدع لقتله ؟! أم أي فؤاد لا يحن إليه ؟! أم أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام ولا يصم ؟!

أيها الناس، أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك أو كابل ، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الاسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إن هذا إلا اختلاق.


والله، لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنا لله وأنا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكظها أفظعها وأمرها وأفدحها، فعند الله نحتسب فيما أصابنا وابلغ بنا، إنه عزيز ذو انتقام ».

رد مع اقتباس