منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - معرفة الإمام المهدي عليه السلام بالنورانية
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي معرفة الإمام المهدي عليه السلام بالنورانية
قديم بتاريخ : 02-Jan-2011 الساعة : 05:44 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


معرفة الإمام المهدي بالنورانية



إن معرفة الإمام صاحب الزمان نوعان، معرفة لعامة الناس أن يعرفوا إمامهم المفترض الطاعة . ومعرفة خاصة تسمى معرفته بالنورانية ، وينبغي التعرف عليها من الروايات والأدعية والزيارات الصادرة عن الأئمة والتي هي كنزٌ من المفاهيم الإسلامية والمعارف الإلهية ، غاية الأمر أنها عميقة تحتاج الى فهم ، والفهم يحتاج الى تأمل ومعايشة لمدرسة الوحي الإسلامية.



إن من الأمور الدقيقة العميقة، القدرة على التفريق بين الكلام الذي مصدره الفكر البشري ، والكلام الذي مصدره مدرسة الوحي الإلهي! وإن جهات الإفتراق بينهما كثيرة وكبيرة من البداية الى النهاية! فالكلام الناشئ من الفكر البشري كالسراج النفطي ، الذي تُشْعِلُ فتيلته حتى يضئ، ويكون نوره ضعيفاً، يرافقه الدخان ، ورائحة النفط ، ولايمكنك فصلهما عنه !
لكن الكلام الصادر من الوحي سراجٌ متصل بنور السماوات والأرض: اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. (سورة النور: 35 ). ولذا كان كلام الأئمة بحراًً من النور لا نهاية له ! ومع أن وصفه بكلمة بحر غلط ، لكننا مضطرون الى أمثال هذه التعابير ، لعدم وجود غيرها في عالمنا الأرضي !
في الكلام الصادر من الوحي لا مجال لدخان الخطأ ، ولا لدخان الهواء لأنه: يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ .


على أن هذا الإمتياز بين هذين الكلامين أو (الفكرين) هو الإمتياز الأصغر !
أما الإمتياز الأكبر فهو أن الفكر الصادر من التفكير البشري مباح لكل وارد ، فأي شخص عنده قدرة تفكير يمكنه أن يفكر وينتج ، لا شرط فيه لطهارة بدن ولاجيب، ولا صفات كمال، ولا جمال! ولذا ترى في قمة الفكر البشري أشخاصاً حتى من الوثنيين والمجوس والزردشتين ، أمثال بهمنيار في مدرسة ابن سينا ! وليس واضحاً ما يؤثره فيهم هذا الفكر !
أما الفكر الناشئ من الوحي الإلهي فليس مباحاً لكل وارد ، بل إن لأهله مواصفات وشروطاً ، هكذا صانه الله تعالى إلا عن أهله ، فاقرأ آخر آية النور: يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَئٍْ عَلِيمٌ . فهو علم خاص لمن قرر الله أن يهديه اليه ، وهذا هو المائز الأكبر له عن الفكر البشري العام، الذي يجعل المسافة بينهماأبعد من السماء الى الأرض! ويجعله علماً لأخص الخواص من البشر !
والشاهد على ذلك أن ابن سينا في أواخر حياته ، بعد أن قضى عمره في التفكير البشري ، والتعمق في طرق الإستدلال النظرية ، وتعبت جبهته من الإصطدام بصخور المعرفة.. وصل الى الحقيقة وأعلن مقولة الوحي: (جل جناب الحق أن يكون شريعة لكل وارد ) !
لقد فهم أن الحكمة الإلهية ليست كالفكر البشري مباحة لكل وارد مهما كانت شخصيته وسلوكه: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . ( سورة المائدة:15-16 ) فما لم يتبع رضوان ربه ، لا يجد الطريق الى سبل السلام ! وأين تنتهي به سبل السلام ؟ هذا بحث آخر !

ومن هذا الدعاء لمعرفة الإمام معرفة ابتدائية ، فواظبوا عليه جميعاً وأوصوا الناس أن يقرؤوه بعد صلاة الصبح.

وعندما تقرؤونه وجهوا فكركم القوي الذي توجهونه الى المباحث العلمية العميقة فتفهمونها ، وجهوه الىدقائق هذا الدعاء ولطائفه.

هذا الدعاء كنز معرفة ، وكل أدعية أهل البيت كذلك ، وقد رواه السيد ابن طاووس وغيره مرسلاً ومسنداً ، وإن كانت مضامينه الغنية تغنيه عن الحاجة الى بحث سنده، فبحث السند كما يعرف أهله ، نحتاج اليه عندما لا يكون عندنا دليل على أن هذا الكلام صادر من أهل بيت الوحي .


فاستمعوا بدقة لما يقوله: (اللهم ربَّ النور العظيم، وربَّ الكرسي الرفيع، وربَّ البحر المَسْجُور، ومُنَزِّلَ التوراة والإنجيل والزبور، وربَّ الظلِّ والحَرُور، ومُنزلَ الفرقان العظيم ، وربَّ الملائكة المقربين ، والأنبياء والمرسلين .


اللهم إني أسالك بوجهك الكريم ، وبنور وجهك المنير ، وبملكك القديم ، يا حي يا قيوم ، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون ، يا حيَُ قبل كل حي ، يا حيَاً بعد كل حي ، يا حيَاً لا إله إلا أنت .


اللهم بَلَّغْ مولانا الإمام الهادي المهدي ، القائم بأمر الله ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وسهلها وجبلها ، وبرها وبحرها، عني وعن والديَّ وعن المؤمنين ، من الصلوات زنة عرش الله ، وعدد كلماته ، وما أحاط به علمه ، وأحصاه كتابه..). ( المزار لابن المشهدي ص663)

فتأمل في تسلسل فقرات الدعاء الى هنا ..

اللهم ربَّ النور العظيم.. بدأ الدعاء بإسم الله تعالى ، وهو الأصل من أربعة أسماء هي أركان من أسماء الله تعالى ،

أولها : إسم (الله) ، وهو اسم الذات الإلهية ، الحاكي عن جميع الأسماء الحسنى والأمثال العليا.
وخصوصيات هذا الإسم مهمة ، وللدعاء به دلالات ليست في غيره ، ولا يقبل التوحيد إلا به: (لا إله إلا الله).


والثانيالرب)وهو الإسم الحاكي عن ربوبيته التكوينية والتشريعية، وأفعاله في جميع نشآت الوجود الإمكاني . ولمعرفة عظمة هذا الإسم إقرؤوا مثلاً هذه الآيات من سورة آل عمران: إِنَّ في خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار لآيَِاتٍ لأُولي الأَلْبَابِ ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَاخَلَقْتَ هَذَابَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .
رَبَّنأَ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ .


رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ . فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَاب . ( سورة آل عمران: 190-195 )
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ.. الى آخر الأسرار في اسم (الرب) تبارك وتعالى.

بعد هذين الإسمين نصل إلى الإسم الأعظم للذات المقدسة ، الذي باطنه من خزائن أسرار الله تعالى ، والذي ورد في ثلاث آيات من القرآن الكريم

في مطلع آل عمران: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ . ألم . أَللهُ لا إِلَهَ إِلا هُو َالْحَىُّ الْقَيُّوم ُ. نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالآنْجِيلَ.


وفي مطلع آية الكرسي: اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَاخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَئٍْ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُو َالْعَليُّ الْعَظِيمُ . ( سورة البقرة: 255 )
وختامه في سورة طه: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا).


يبدأ دعاء العهد بالدعاء بإسم الله تعالى الجامع لجميع الأسماء الحسنى (اللهم) ، ثم يدعو بإسم الرب سبحانه (اللهم ربَّ النور العظيم) . ولا يتسع المجال الآن لبيان سلسلة استعمالات اسم (الرب) . ونلاحظ أن الدعاء انتهى باسمي (يا حيُّ يا قيُّوم) ، فهو يجمع الأركان الأربعة من أسماء الله تعالى.


اللهم ربَّ النور العظيم.. تأملوا هذه الكلمة التي بدأ فيها الدعاء ، وفي ارتباطها بالمدعو له .. فمن هو النور العظيم الذي بدأ الدعاء له بسؤال رب النور العظيم؟



النور العظيم.. موضوع عظيم ، لايتسع وقتنا للإفاضة فيه فنكتفي بالإشارة اليه عسى أن يعفو الله تعالى عن ظلمنا له ، ويفتح لنا باباً من الحكمة والمعرفة لحجته وخليفة العصر والزمان صلوات الله عليه. هذا النور العظيم أين يجب أن نبحث عنه؟ هل كما يزعم مخالفونا أن الشيعة يبحثون عنه في السرداب !


مساكين هؤلاء ، لم يعرفوا أن هذا السرداب بيت خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ، وأنه مشبع بنور الله العظيم كقلوب المؤمنين !


يتبع .......

رد مع اقتباس