منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الموت بالاختيار، وعلم الغيب ينافي التقية..
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.93 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي الموت بالاختيار، وعلم الغيب ينافي التقية..
قديم بتاريخ : 04-Jan-2011 الساعة : 10:30 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الموت بالاختيار، وعلم الغيب ينافي التقية..
السؤال رقم 28:
إن التقية لا تكون إلا بسبب الخوف.

والخوف قسمان:
الأول: الخوف على النفس.
والثاني: خوف المشقة والإيذاء البدني، والسب والشتم، وهتك الحرمة.
أما الخوف على النفس، فهو منتف في حق الأئمة، لوجهين:
أحدهما: أن موت الأئمة الاثني عشر الطبيعي يكون باختيارهم ـ حسب زعمكم ـ.
وثانيهما: أن الأئمة يكون لهم علم بما كان ويكون، فهم يعلمون آجالهم، وكيفيات موتهم، وأوقاته بالتخصيص ـ كما تزعمون ـ
فقبل وقت الموت لن يخافوا على أنفسهم، ولا حاجة بهم إلى أن ينافقوا في دينهم، ويغروا عوام المؤمنين.
أما القسم الثاني من الخوف؛ وهو خوف المشقة والإيذاء البدني، والسب والشتم، وهتك الحرمة، فلا شك أن تحمل هذه الأمور والصبر عليها وظيفة العلماء، وأهل البيت النبوي أولى بتحمل ذلك في نصرة دين جدهم ﷺ.
فلماذا التقية إذاً؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: إن الموت بالإختيار ثابت في الإسلام، فقد روي أن رسول الله «» هو الذي اختار الموت على الحياة حينما خيره جبرئيل بينهما (كما أمره الله تعالى) حسب روايتكم، وقد ذكرنا ذلك في إجابة لنا على سؤال آخر برقم: 8.
وإعطاءه الخيار في الحياة أو الموت قد يحصل حتى حين تكون وسيلة الموت هي الإستشهاد، أو القتل بسم الخيبرية، أو بسيف شقي من الأشقياء، أو بقبض روحه على فراشه دون ألم أو مرض، أو بعد معاناة مرض. فالنبي «» وأمير المؤمنين «» يرضى بذلك كله، ويشتاق إليه، ويحرص عليه، لأنه ينال به أعظم الثواب.
ولعل المقصود بموت الأئمة باختيارهم هو هذا.. وقد كان الحسين «» يعلم بأنه سيقتل بسيوف بني أمية، وهو الذي اختار ذلك، لأنه عرف أن هذا من موجبات نصرة الدين، وفضح أعداء الله سبحانه.
وهكذا الحال بالنسبة لاختيار علي «» لقاء الله على البقاء في هذه الدنيا، وإن كانت الوسيلة هي أن يقتل بسيف أشقى الأولين والآخرين.
وهكذا يقال بالنسبة لسائر الأئمة «»..
ولعل هذا يفسر لنا المراد من القول المأثور: رضا الله رضانا أهل البيت([1]).
ثانياً: إن علم الإمام أو النبي بأجله، وبكيفية موته، وأوقاته كما يقول السائل يجعل من غير الممكن تحاشيه عند من يقول بالجبر الإلهي للعباد، وأنه قد خط القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.. وهو يعني: أن اختيار النبي «» لوقت موته يكون أمراً صورياً لا يقدم ولا يؤخر فيه.. بل إن الإختيار للبشر كلهم يصبح بلا معنى ولا أثر في جميع مفردات حياتهم. وهذا الإشكال وارد على عقيدة السائل نفسه.. فكيف يحل السائل هذا الإشكال؟! وكيف يمكنه الجمع بين الجبر الإلهي، وبين اختيار البشر لأفعالهم ؟!
ثالثاً: إن الأئمة «» إنما يستعملون التقية في الفتوى، لحفظ شيعتهم من سطوة الطغاة والجبارين، فيدلونهم على ما يوجب حفظ نفوسهم، ثم يبينون لهم الأحكام الواقعية، ويعرفونهم: أن الأوامر التي جاءت على خلافها كان سببها ذلك.
فالحكم وفق التقية لا يبقى ثابتاً إلى الأبد.. لا سيما وأن أهل البيت «» باقون إلى جانب القرآن للقيام بواجب حفظ الدين، وهداية الأمة، وفقاً لحديث الثقلين كما أوضحناه أكثر من مرة..
كما أن الإمام لا ينافق في دينه، بل يأمر الناس بفعل ما يدفع عنهم شرور الطغاة والجبارين وفراعنة الأمة وجبابرتها..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

-------------------------
([1]) راجع المصادر التالية: مثير الأحزان لابن نما الحلي ص29 وبحار الأنوار ج44 ص366 و 367 والعوالم، الإمام الحسين ص216 و 217 وشجرة طوبى ج1 ص15 ونزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلواني ص86 واللهوف لابن طاووس ص38 وكشف الغمة ج2 ص239 ومعارج الوصول للزرندي الشافعي ص94.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس