منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - هل بكاء الرجل يقلل من قيمته ??
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : عشق الحسين رقية المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي بكاء الرجل ...
قديم بتاريخ : 04-Jan-2011 الساعة : 07:29 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم إخوتي وأخواتي .
اسمحوا لي أن أشارككم حواركم الجميل .

هناك عدة نقاط عندما نتناول بكاء الرجل علينا الالتفات إليها :

1- طرق التعبير عما يجيش في النفس ليست واحدة وهي تتنوع حسب : الجنس - العمر - البيئة - الثقافة - العادة والعرف - التربية .

2- فيما يتعلق بالجنس ، يعتبر البكاء وسيلة تعبيرية مثلى للمرأة وهي تعبر دائماً شعورياً ولا شعورياً وإرادياً ولا إرادياً بالبكاء عن حالتها العاطفية ( حزناً أو فرحاً ) ، لكن ليس من الضروري أن يعبر الرجل عما يجيش في نفسه في نفس المواقف بنفس طريقة المرأة ، وبالتالي عدم بكائه أو قلته ليس دليل تبلد في الشعور ، أو خوف من الانتقاد ، أو انتقاص من رجولته .

3- العمر : الطفل الذكر يبكي ، والفتى كذلك ، في مرحلة الشباب تقل وتضمحل الدموع كأسلوب للتعبير ، ولذلك يلجأ الشباب إلى أساليب تعبيرية عن حالاتهم بعضها مقبول ، وبعضها ممجوج ( التحدي والتدخين واستخدام العضلات وبعض التعابير غير المؤدبة ) ، في مراحل الأبوة المتقدمة أو الاقتراب من خريف العمر يصبح الرجل مهيأ للبكاء أكثر .

4- البيئة : بعض المناطق والمجتمعات تتميبز بالرقة وبعضها لأسباب مختلفة تتسم بالخشونة ، وهذا ينعكس على بكاء الرجل ، ابناء الصحراء أو القرية أو المدينة أو المدن الكبرى يختلفون في كثير من الأمور ومنها البكاء .

5- الثقافة : لعل الاختلاف الثقافي ونظرة الرجل إلى مفهوم البكاء يختلف حسب الثقافة ودرجة الوعي التعليمي ، واطلاعه على تجارب الشعوب الأخرى .

6- العادة والعرف : وهذا نلاحظه أكثر ما يمكن في المجالس الحسينية ، فبعض المجتمعات تشجع على بكاء الرجل في المجالس وبعضها قد تنظر له نظرة استغرابية ، وبالتالي هنا يدخل العرف والتعود على استدرار الدموع ، جموداً أو هطولاً .

7- التربية : ولعله من أهم العوامل التي تؤثر ، فإن تربية اسلامية حسينية فيها التوقف عند كل دمعة وأثرها في الروح ، وانسجاماً مع تراث نبوي إمامي كبير في الحث على الدموع خشية من الله تعالى وأثناء قراءة القرآن ، واعترافاً بالذنوب ، وأخيراً في البكاء لمصائب العترة الشريفة وعلى رأسها المأساة العاشورائية ، كلها تساهم في كسر حاجز اليبكاء لدى الررجل ، ولذلك قال أمير المؤمنين (ع) : عودوا قلوبكم الرقة .

فالترقق والبكاء الدائم عادة وثقافة وتربية نستطيع أن نزرعها في أبنائنا وبناتنا ونوجهها بالطريق السليم .

وإن مفهوم أن الصبي لا يبكي الذي يزرعه الأبوان من أسوأ المفاهيم التي تربي الطفل على القسوة ، ولكن اصطحاب الوالد لابنه إلى مجلس عزاء بحيث يرى والده رمز الكبرياء لديه يبكي سيزرع في نفسه عناوين أخرى للبكاء ، لا تخالف رجولته أو ذكوريته ، بل تنسجم انسجاماً كاملاً معه .

أعتقد أن البحث في الموضوع يحتاج إلى وقفات ووقفات .

واللله الموفق .

أخوكم : صفوان .


رد مع اقتباس