منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - يموت الحسين عطشاناً، وهو يعلم الغيب؟!
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الحق"> ميزان الحق
افتراضي يموت الحسين عطشاناً، وهو يعلم الغيب؟!
قديم بتاريخ : 13-Jan-2011 الساعة : 12:03 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


يموت الحسين عطشاناً، وهو يعلم الغيب؟!
السؤال رقم 68:
طالما ردد الشيعة في كتبهم عن مقتل الحسين «»: أنه مات عطشاناً في المعركة، ولذلك تراهم يكتبون على مخازن المياه العبارة التالية: «اشرب وتذكر عطش الحسين».

والسؤال:
ما دام الأئمة حسب مفهوم الشيعة يعلمون الغيب: ألم يكن باستطاعة الحسين أن يعلم حاجته إلى الماء أثناء القتال، وأنه سوف يموت عطشاناً، وبهذا يستطيع أن يجمع كمية من الماء كافية للمعركة؟!
ثم: أليس توفير المياه أثناء القتال يدخل في باب الأخذ بالأسباب؟! والله يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾([1]).

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين..
وبعد..
فإنني أجيب على هذا السؤال بما يلي:
أولاً: قلنا: إن الحسين «» لم يجمع الجيوش للحرب، بل هو قد ترك مكة حتى لا يغتاله شياطين بني أمية، وتهتك به حرمة البلد الحرام، حين بلغه أن ثمة مؤامرة تهدف إلى قتله.
والذين كانوا معه، هم: عياله وأطفاله، وأهل بيته، وبعض الأصحاب، ولم يكن يزيد عدد هؤلاء جميعاً على بضعة عشرات، وإذ به يواجه بألف فارس بقيادة الحر بن يزيد الرياحي يحاصرونه، ويضيقون عليه، ويمنعونه من دخول الكوفة، حتى اضطروه للنزول في كربلاء، ليواجه جيشاً جمعوه لحربه، يصل عدده إلى ثلاثين ألفاً أو أكثر من ذلك.. فهو يعلم بأنه مقتول، لكنه هو لم يسهم في قتل نفسه، بل حاول أن يختار المكان الأقل ضرراً على ألإسلام وأهله.
فلا مورد للحديث عن أن على الحسين «» أن يبادر إلى الإعداد والاستعداد، وتهيئة الماء لأيام الحصار.. ولا لغير ذلك..
وأما إرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة فلم يكن لجمع الجيوش، بل أرسله لينظر في أمر الناس الذين ألحوا عليه بالقدوم عليهم، وهو إمامهم بنص الرسول «»، وباعتراف معاوية: بان الأمر من بعده للحسن، ثم للحسين، أو يرجع شورى بين المسلمين، الأمر الذي لم يلتزموا به بعد موت معاوية، لعلمهم بأنهم لو أرجعوا الأمر شورى لما اختار الناس سوى الحسين «»، انصياعاً للآيات القرآنية، وللأحاديث النبوية الواردة في حقه «».
ثانياً: إن علم الأئمة «» للغيب إنما هو من خلال الإتصال بالرسول «»، الذي يتلقى علمه عن جبرئيل عن الله سبحانه وتعالى، فهو علم مكتسب من مصدر بعينه..
وليس علماً ذاتياً مستقلاً به عن الله تعالى.
وكان يجب عليه «صلوات الله وسلامه عليه» أن يعامل الناس وفق ما يظهرونه، ويقولونه ويفعلونه، ووفق ما يصل إليه علمه بالإستناد إلى الوسائل المتوفرة له ولسائر الناس، لا بعلم الغيب الذي لا يتيسر لسواه..
على أن من الواضح: أن ما يصل من الغيب إلى الأنبياء والأوصياء، أو فقل: ما يسعى الأنبياء والأوصياء إلى معرفته من أمور الغيب، هو خصوص ما يتصل بنيلهم المقامات عند الله، ويزيد في معرفتهم، ليزيد في تأكيد كمالاتهم، وتحقيق المزيد من القرب منه تعالى، وكذا إذا كان ذلك يرتبط بمهماتهم الرسالية، وبمسؤولياتهم في الحياة الإنسانية، أما ما عداه مما يرتبط بأمورهم الشخصية، وأمور معيشتهم، والصحة والمرض، والبلاء والعافية، وحياة الإمام «» والنبي «» وموته، وما لا أثر له في حفظ الدين وأهله بصورة مباشرة، وما لا رابط له برعاية ما يجب عليهم رعايته في إيصال المخلوقات إلى الله، وما يوجب كمالهم.. أما ما عدا ذلك، فإنهم لا يديرون له بالاً، وليس له أي أهمية في حساباتهم..
ثالثاً: لقد سجل لنا التاريخ: أنه «» قد أرسل أخاه العباس ليأتيه بالماء، فاستشهد قبل أن يتمكن من إيصاله إليه..
وفي الروايات: أنه «» قد حاول حفر بعض الآبار ليستنبط منها الماء، فتصدى له أعداؤه ومنعوه من ذلك..
رابعاً: إن من يعتقد بأن القدر هو الحاكم على العباد، ليس له أن يطرح هذا السؤال، إذ لا يمكن تحقق مفهوم الإنتحار، فإنه إذا علم بأنه سيقتل عطشاً، ويعلم أن قضاء الله لا يُردُّ، فما فائدة ادِّخار الماء، إذا كان القضاء قد سبق بعدم الفائده منه؟! ولن يغير هذا القضاء شيء؟!
خامساً: ومع غض النظر عن جميع ما قدمناه، مع أنه هو الحق الذي لا محيد عنه، ولا مناص منه، فإن إصرار السائل على قوله يدعونا إلى مجاراته في النقاش، ومطالبته بالدليل على أن النبي «» قد أعلم الحسين «» بنفس اللحظة التي يقتل فيها، فإن الله تعالى، يقول: إنه ﴿لَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾، ولكن من قال: إن ذلك يشمل إعلام رسله بساعات وفياتهم، لا سيما مع قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾([2]).
فلعل هذه الآية قد قيدت الآية التي سبقتها، وحصرتها بالغيوب التي لا تشمل موضوع الآجال، ولحظاتها. أو أنها خصصتها بحالات العلم الإجمالي دون التفصيلي الدقيق.
سادساً: لنفترض أن الحسين «»، قد علم أنه سيقتل عطشاناً في كربلاء، ولكن ما عساه يفعل، وقد ألجئ إلى الحضور إليها من قبل أعدائه، لا سيما وأنه قد جاء إليها مع عياله، ولم يجمع جيشاً، ولم يكن بصدد خوض حرب مع أحد؟!
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

------------------------
([1]) الآية 60 من سورة الأنفال.
([2]) الآية 34 من سورة لقمان.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس