منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أويس القرني (رضوان الله عليه)
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عبـد الرضا المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-Jan-2011 الساعة : 02:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إن سبب لقبه بالقرنيّ ، عائد إلى قومه القُدامى (بني قَرَن).
ومهما يكن من أمرٍ ، فأويس أحد النّسّاك والعبّاد المقدَّمين ، ومن سادات التابعين.

وكانت رعاية الإبل مهنَته ... وهكذا كان يُمضي أيّامه في القفار ، خلف الإبل ، ينتجع الكلأ و المرعى. و کكان يعيش مع والدته التي كان يكرمها غاية الإکكرام ، ويحترمها احتراماً عجيباً، فلم يفارقها في آخر أيّامها ، إلا للضّرورة القصوى.

ولعلّ انصرافه إلى القيام بواجبه تجاهها ، كان الحائلَ بينه و بين لقاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم . وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ صلي الله عليه و آله وسلّم والسّلام عليه، أذنت له ، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ صلّى الله عليه وآله وسلّم أم لم يجده.

وهكذا كان!.
فقد تجهّز أويَس للسّفر لِلُقْيا الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والسّلامِ عليه ، وقصَدَه في منزله، ولمّا لم يجده عاد أدراجه ، دون التَّمَكن من مشاهدته. و عندما عاد النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى منزله ، قال لأهل بيته بأنه يجد في البيت نوراً غريباً لا عهد له به، فمَن قَدِم في غيابه؟!

ويُقال له : أوُيس القَرنيّ!.

فيعرفون أنّه نور أُويسٍ بقيَ في المنزل بعد انصرافه منه.

والتّابعيّ، يلي الصحابيّ ، إنّه الذي أدركک الصّحابة الكرام وأخذ عنهم.

وأويس القرني كان من أفضل الزّهاد التابعين، بشهادة الجميع.
اقتباس

كما قال في كرامته عند الله :« أبشِروا برجلٍ من أمتي يقال له أُويس القرني .. فإنّه يشفع لمِثْل ربيعةَ ومُضر!».

والتفت الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عمر بن الخطّاب الذي کكان حاضراً يِستمع ، وقال له: « إن أدركتَه فأقرِئْه مني السّلام! ».

وعملاً بهذه الوصيّة الشّريفة، طلب عمر بن الخطّاب أويساً القرنّي في الكوفة فما وجده.. ثم عاد وطلبه في موسم الحج ، إذ وقف عمر بين جموع الحجيج صارخاً بأعلى صوته:
ـ يا آل نجدٍ ، قوموا !..
فنهضوا.. فسألهم: هل بينكم أحد من قَرْن ؟
فأجابوا: نعم.

فأرسل إليهم عمر وسأَلهم عن أويس ، فقالوا له:

ـ إنه إنسان مجنون ، يهوى العيش في القفر و الأماكن الموحشة ، يبكي عندما يضحك النّاس و يضحكک عندما يبكون.
فقال لهم : وَدَدتُ لو رأيته.

فأجابوه قائلين: إنه في الصحراء با لقرب من مرعى إبلِنا.

فينهش عمر بن الخطّاب بصُحبة الإمام علّيٍ ، يطلبان أويساً.. فوجدا بعد حين رجلاً يصلّي وقد لفَحَت وجهه أشعة الشّمس فصار شديد السُّمرة ، ليس بالطّويل ولا القصير، کكثّ الشّعر.

وقيل لهما: إنه أُويس.

وانتظراه حتّى انتهى من صلاته.

فأقبلا عليه مسلّمين عليه..

وعرّفهما بنفسه ، وأراهما علامةً في جنبه الأيسر ، بقعةً بيضاء كالدرهم ، وثانيةً في راحة يده ، بقعةً تُشبه البرص.
أقرآه سلام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وعاد حجيج (قَرْن) إلى بلدهم في اليمن ، وقد عرفوا من أمر أويسٍ الكثير الذي کكانوا يجتهلون!.


ولكنّ أويساً ، توّج هذه المواقف الفرديّة، والمجاهدات الذاتيّة، بموقفٍ إيجابي رائعٍ حاسمٍ وقد بان له الحقّ كالشّمس السّاطعة لا تَخفى على ذي عينَين!..

فما أن اندلعت موقعة صفّين، حتّى أسرع أويس إلى الحقّ، متجلّياً بالإمام عليّ وأتْباعه، ينصره، لا بقلبه ولسانه فحسب، بل بيده أيضاً، وبكلّ ما آتاه الله من قوّة.

ولنتأمّل هذا الموقفَ البطولي الشجاع، يرويه أحد أصحاب الإمام المقرّبين: عن الأصبغ بن نباتة، قال:
ک« كنّا مع عليّ بصفّين، فبايعه تسعةٌ وتسعون رجلاً.

ثمّ قال: إين تمام المائة ؟ لقد عَهِد إليّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أن يبايعني في هذا اليوم مائةُ رجل إذ جاء رجل عليه قِباء صوفٍ ( يشبه المعطف )، متقلّداً بسيفين، فقال:

ـ أُبسط يدَك أبايعْك.

فقال الامام عليٌّ علامَ تُبايعني ؟

فقال على بذلِ مهجتي دونكک !

فبايعه.

وكرّ أويس القرني على جند الباطل، وحزب الشّيطان، يضرب فيهم بالسّيفين .. وقد تحوّل ذلك الزَّاهد، البسيط في حياته، إلى أسَدٍ هصورٍ يُحامي عن عرينه !..

لقد غضب لله ولرسوله، وللإسلام، فارتوت شَفُرتا سيفَيه من دماء الأعداء. وما زال يقاتل، رضوان الله عليه، بين يدَيِ الإمام ، حتى خرّ صريعاً شهيداً.

وهكذا توّج حياته الشّريفه بتاج السّعادة والشّهادة !..

وحمله أصحابه، والدماء تنزف من أربعين جرحاً، بجسمه الشّريف الطّاهر.

وتقدّم الإمام عليّ فصلي عليه، ولَحَده بيده الشّريفة، وترحّم عليه وقد خَنَقته العبرة.

وهكذا التحق سيد التّابعين، وأمير الزّهاد، وقدوة العُبّاد، أويس القرني، برَكْب الجهاد حتّى الشهادة وَفَضَّل اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدينَ أَجْرَاً عظِيماً .





جعلنا الله وإياكم من السائرين على
طريق أهل البيت سلام الله عليهم
وجزيتم ألف خير أخي أبو صالح

رد مع اقتباس