منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الرسالة الرابعة في الغيبة
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي الرسالة الرابعة في الغيبة
قديم بتاريخ : 29-Jan-2011 الساعة : 12:52 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الرسالة الرابعة في الغيبة




سأل بعض الخالفين فقال : ما السبب الموجب لا ستتار امام الزمان وغيبته التي قد طالت مدتها وامتدت بها الايام .


ثم قال :

فان قلتم : ان سبب ذلك صعوبة الزمان عليه بكثرة اعدائه وخوفه منهم على نفسه ، قيل لكم : فقد كان الزمان الاولعلى ابائه اصعب ، واعداؤهم فيما مضى اكثر ، وخوفهم على نفسهم اشد واكثر ، ولم يستتروا مع ذلك ولاغابوا عن اشياعهم ، بل كانوا ظاهرين حتى أتاهم اليقين ، وهذا يبطل اعتلالكم في غيبة صاحب الزمان عنكم واستتاره فيما ذكرتموه ، وسألتك ادام الله عزك .

الجواب عن ذلك :

الجواب وبالله التوفيق : ان اختلاف حالتي صاحب الزمان وابائه عليه و فيما يقتضيه استتاره اليوم وظهوره ، إذ ذاك يقضي بطلان ما توهمه الخصم وادعاه من سهولة هذا الزمان على صاحب الامر وصعوبته على ابائه فيما سلف ، وقلة خوفه اليوم وكثرة خوف ابائه فيما سلف ، وذلك انه لم يكن احد من ابائه كلف القيام بالسيف مع ظهوره ،ولا الزم بترك التقية ، ولا الزم الدعاء إلى نفسه حسبما كلفه امام زماننا ، هذا بشرط ظهوره ، وكان من مضى من أبائه صلوات الله عليهم قد ابيحوا التقية من اعدائهم ، والمخالطة لهم ، والحضور في مجالسهم واذاعو ا تحريم اشهار السيوف على انفسهم ، وخطر الدعوة إليها .




واشاروا إلى منتظر يكون في اخر الزمان منهم يكشف الله به الغمة ، ويحيي ويهدي به الامة ، لاتسعه التقية ، عند ظهوره ينادي باسمه في السماء الملائكة الكرام ، ويدعوا إلى بيعته جبرئيل وميكائيل في الانام ، وتظهر قبله امارات القيامة في الارض والسماء ، ويحيا عند ظهوره اموات ، وتروع ايات قيامه ونهوضه بالامر الابصار .



فلما ظهر ذلك عن السلف الصالح من ابائه ، وتحقق ذلك عند سلطان كل زمان وملك كل اوان ، وعلموا انهم لا يتدينون بالقيام بالسيف ، ولا يرون الدعاء إلى مثله على احد من اهل الخلاف ، وان دينهم الذى يتقربون به إلى الله عزوجل التقية ، وكف السيد ، وحفظ اللسان ، والتوفر على العبادات ، والانقطاع إلى الله عزوجل بالاعمال الصالحات ، امنوهم على انفسهم مطمئنين بذلك إلى ما يدبرونه من شأنهم ، ويحققونه من دياناتهم ، وكفوا بذلك عن الظهورو الا نتشار ، واستغنو ا به عن التغيب والاستتار .


ولما كان امام هذا الزمان هو المشار إليه بسل السيف من اول الدهر في تقادم الايام المذكورة ، والجهاد لاعداء الله عند ظهوره ، ورفع التقية عن
اوليائه ، والزامه لهم بالجهاد ، وانه المهدي الذي يظهر الله به الحق ، ويبيد بسيفه الضلال ، وكان المعلوم انه لا يقوم بالسيف الا مع وجود الا نصار واجتماع الحفدة والاعوان ، ولم يكن انصاره عند وجوده متهيئين إلى هذا الوقت موجودين ، ولا على نصرته مجمعين ، ولاكان في الارض من شيعته طرا من يصلح للجهاد وان كانوا يصلحون لنقل الاثار وحفظ الاحكام والدعاء له بحصول التمكن من ذلك إلى الله عزوجل ، لزمته التقية ، ووجب فرضها عليه كما فرضت على ابائه ، لانه لو ظهر بغير اعوان لالقى بيده إلى التهلكة ، ولو ابدى شخصه للاعداء لم يألوا جهدا في ايقاع الضرر به ، واستئصال شيعته ، واراقة دمائهم على الاستحلال ، فيكون في ذلك اعظم الفساد في الدين والدنيا ، ويخرج به عن احكام الدين وتدبير الحكماء .



ولما ثبت عصمته ، وجب استتاره حتى يعلم يقينا - لاشك فيه - حضور الاعوان له ، واجتماع الانصار ، وتكون المصلحة العامة في ظهوره بالسيف ، ويعلم تمكنه من اقامة الحدود ، وتنفيذ الاحكام ، وإذا كان الامر على ما بيناه سقط ما ظنه المخالف من مناقضة اصحابنا الامامية فيما يعتقدونه من علة ظهور السلف من ائمة الهدى وغيبة صاحب زماننا هذا عليه التحية والرضوان وافضل الرحمة والسلام والصلاة .


وبان مما ذكرناه فرق ما بين حاله واحوالهم فيما جوز لهم الظهور ، واوجب حليه الاستتار .

ثم يقال لهذا الخصم :

اليس النبي صلى الله عليه والله قد اقام بمكة ثلاثة عشر سنة يدعو الناس إلى الله تعالى ولايرى سل السيف ولا الجهاد ، ويصبر
على التكذيب له والشتم والضرب وصنوف الاذى ، حتى انتهى امره الي ان القوا على ظهره صلى الله عليه والله وهو راكع السلى وكانوا يرضخون قدميه بالاحجار ، ويلقاه السفيه من اهل مكه فيشتمه في وجهه ويحثو فيه التراب ، ويضيق عليه احيانا ، ويبلغ اعداؤه في الاذى بضروب النكال ، وعذبوا اصحابه ا نواع العذاب ، وفتنوا كثير ا منهم حتى رجعوا عن الاسلام ، وكان المسلمون يسألونه الاذن لهم في سل السيف ومباينة الاعداء فيمنعهم عن ذلك ، ويكفهم ، ويأمرهم بالصبر على الاذى .

وروي : ان عمر بن الخطاب لما اظهر الاسلام سل سيفه بمكة وقال : لا يعبد الله سرا ، فزجره رسول الله عن ذلك . وقال له عبد الرحمن بن عوف الزهري : لو تركنا رسول الله لاخذ كل رجل بيده رجلين إلى جنب رجل منهم فقتله . فنهاه النبي عما قال .


ولم يزل ذلك حاله الي ان طلب من النجاشي - وهو ملك الحبشة - ان يخفر اصحابه من قريش ثم اخرجهم إليه واستتر عليه وآله السلام خائفا على دمه في الشعب ثلاث سنين ، ثم هرب من مكة بعد موت عمه ابي طالب مستخفيا بهربه ، واقام في
الغار ثلاثة ايام ثم هاجر عليه وآله والسلام إلى المدينة ورأى النهي منه للقيام واستنفر اصحابه وهم يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشر ، ولقى بهم الف رجل من اهل بدر ، ورفع التقية عن نفسه إذ ذاك .


ثم حضر المدينة متوجها إلى العمرة ، فبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان على ، الموت ، ثم بدا له عليه وآله السلام فصالح قريشا و رجع عن العمرة ونحر هديه في مكانه ، وبدا له من القتال ، وكتب بينه وبين قريش كتابا سألوه فيه محو ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فأجابهم إلى ذلك ، و دعوا إلى محو اسمه من النبوة في الكتاب لاطلاعهم إلى ذلك ، فاقترحوا عليه ان يرد رجلا مسلما إليهم حتى يرجع إلى الكفر أو يتركوه فأجابهم إلى ذلك هذا وقد ظهر عليهم في الحرب .

فإذا قال الخصم : بلى ولابد من ذلك ان كان من اهل العلم والمعرفة بالاخبار .

قيل له : فلم لم يقاتل بمكة وما باله صبر على الاذى ، ولم منع اصحابه عن الجهاد وقد بذلوا انفسهم في نصرة الاسلام ، وما الذي اضطره إلى الاستجارة بالنجاشي واخراج اصحابه من مكة إلى بلاد الحبشة . خوفا على دمائهم من الاعداء ، وما الذي دعاه إلى القتال حين خذله اصحابه وتثاقلوا عليه فقاتل بهم مع قلة عددهم ، وكيف لم يقاتل بالحديبية مع كثرة انصاره وبيعتهم له على الموت ، وما وجه اختلاف افعاله في هذه الاحوال ؟ فما كان في ذلك جوابكم فهو جوابنا في ظهور السلف من أباء صاحب الزمان واستتار . وغيبته فلا تجدون من ذلك مهربا .






رد مع اقتباس