[عبـد الرضا]

أي ما الوجود بغير وجودكَ يا سيدَ الوجودِ ... وما عذب الحياة أو ما طعمها كمر الحنظلِ والعلقمِ

أفما لأجلكَ المولى أوجد الكونَ وأنشأ حالهُ ... فكيف تغيب من صورة الكون وأنتَ رسولهُ للأممِ

محمدياتكَ التي أبهرت عقول الخلق كلٌّ لها شاهدٌ ... ويوسفياتكَ أدهشت عيوناً لم ترى كمثل رسمِ جمالكِ من مرسمِ

يعز على الإسلامِ وقلبهُ فقد الجمال وكذا ... ما حال دنيا بغير محظاكَ إلا كرسمةٍ صماء بغير تكلمِ

يا أيها النبي الذي جاء للعالمين رحمةً من الله بهم ... ولنت لهم وكنت بهم نوراً يجبى إلى السلامِ عن ظُلَمِ

فيا ليت العالم مات كله بعد مغيبكَ فما معنى بقيه ... إلا امتحان الخلق بعضم بعضاً بغير محييهم والملهمِ

أم كل عجباي كيف تقلكَ الثرى وأنتَ الذي طاب له ... معراجٌ لمنتهى العلا لقاب قوسينِ فدنى لذاكَ تعظُّمِ

وا حسرتاه ما لي في الدنيا ومنها افتقدت كمالكَ ... وما لي في الحياة على فقدكَ غير حزنٍ وتألمِ

فهاكَ قلبي تلتهب لرحيلكَ نارهُ حتى أخالها ... شبت بكلي وما أبقيَت مني غير تحطمِ

فها أرنو لبيتِ حزنٍ بنتهُ فاطمةٌ تأمُّ إليه بحزنها ... تبكيكَ حتى مطلع الفجرِ تجهر حيناً وآخر تبكي بتكتمِ

حتى جاؤوا وقالوا آذيتنا أما هم بقومكَ أم ما هم ... لا يحزنون وهل أستمطروا بغيركَ خيراً وتوسُّمِ

فسمت لهم بعدكَ الدنيا كأنكَ ما كنت بهم ... ونسوا الذكر إذ جاءهم وكل وحيٍّ مُسلَمِ

فأنكروا على البضعة مالها واستسلبوها حقها ... وجاؤوا إفكاً وزوراً فيما ادعوا بتهجُّمِ

ويلاهُ كنت فيهم ومذ قضيت قضت كل معالم الإفضال ... وبيني وبينكَ مسافات السنين لكنكَ بددتها بإجلالكِ المكرمِ

حتى كأني عشت وإياكَ يا أيها المصطفى شرفاً ... وها في ذكراك يلتهب صدري وجرحي ليس بفقدكَ لهُ ملئمِ

محمديات الشجن
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
صفر الأحزان 1432 هجرية


لا تنسونا من صالح دعائكم

يـــــ زهراء ـــــا مـــــــدد