[عشق الحسين رقية]

من كتاب كيمياء المحبة..( لمحات من حياة العارف الشيخ رجب علي الخياط الطهراني رحمه الله)
بإسم رب المولى حسين..

ينقل أحد تلاميذ الشيخ عنه أنه قال: "كنت ذات ليلة غارقا في التضرع ومناجاة الحبيب اذ لاحظت فراشة تدور حول المصباح النفطي, فلامست بطرف بدنها المصباح فسقطت ولكن بقي فيها رمق من الروح وتحركت مرة أخرى ولامست الطرف الآخر بالمصباح وأهلكت نفسها "
وأُلهمت في هذا الموقف أن يا فلان تعلم المحبة من هذه الفراشة..يجب ان لا تتحجج بالحجج الواهية فحقيقة العشق وحب المعشوق هي ما فعلته هذه الفراشة فاتعظت من هذه القصة وتغيلر حالي.."

مبادىء حب الله..
المبدأ الأساسي في محبة الله هو معرفته* إذ لا يمكن أن يعرف الإنسان ربه ولا يحبه..وهذا المعنى ينطبق عليه قول الشاعر " لو رأيت يوسف و ميزت بين يديك والأترجة لحق لك ان تلوم زليخة"
قال الإمام الحسن المجتبى :
"من عرف الله أحبه" **تنبيه الخواطر ص 52
السؤال الأساسي الذي يتبادر الى الأذهان..ما نوع المعرفة التى توجب محبة الله؟ هل في المعرفة البرهانية ام المعرفة الشهودية؟
كان سماحة الشيخ يقول في هذا المجال:
" هي أن الإنسان اذا لم يعرف الله معرفة شهودية لا يتسنى له ان يكون عاشقا..وهو اذا اصبح عارفا يدرك ان كل المحاسن جمعت في ذات الله عز وجل "الله خير أما يُشركون"**سورة النمل الآية 59
وفي مثل هذه الحالة من المستحيل ان يتوجه الإنسان الى غير الله"
يذكر القرآن الكريم اسم طائفتين عرفتا الله معرفة شهودية وهما:
الملائكة وآلو العلم.."" شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة و أولوا العلم"** آل عمران الآية 18

وقد وصف لنا الإمام علي أمير المؤمنين حلاوة معرفة الملائكة بقوله:
" ثم خلق سبحانه لإسكان سماواته وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته خلقا بديعا من ملائكته...قد استفرغتهم أشغال عبادته ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين معرفته قطعهم الإيقان به الى الوله اليه..ولم تجاور رغباتهم ما عنده الى ما عند غيره قد ذاقوا حلاوة معرفته..وشربوا بالكأس الرويّة من محبته"" *** نهج البلاغة الخطبة 91

ليس من سبيل في مرحلة المعرفة الشهودية سوى تطهير مرآة القلب من غبار الرذائل ...فليس لله حجاب لكن أعمالنا هي التي تحجبنا عنه...ولو أزيل الصدأ الذي خلفته أعمالنا سيشاهد القلب جمال الله ويقع في حبه..
يجب تخلئة القلب من حب الدنيا ..الذي هو رأس كل خطيئة...

يا رقية مددي..
" وأن الراحل اليك قريب المسافة وأنك لا تحتجب عن خلقك الا أن تحجبهم الأعمال دونك"...مفاتيح الجنان..دعاء أبي حمزة الثمالي