[ياعلي مدد]

حِرْتُ بِمَعْنَاكِ

لمَّا رأتْ حُبَّ البتولِ شِعاري
فاحَتْ بِمِسكِ عبيرِها أشعاري

هيَ فاطِمٌ وَصِفاتُها تأبى العِدادْ
العقلُ طافَ بِها وَبِالإقْرارِ عادْ

عِرْفانُها مِنْ دونِهِ خَرْطُ القتادْ
هي سِرُّ نورٍ لُفَّ بالأسرارِ


لَوْ أدْرَكَتْ في العُمرِ مريمُ فاطِمَهْ
لَتَشَرَّفَتْ لو تَرْتَضيها خادِمَهْ

جِبْريلُ يُكْمِلُ في الحِسابِ مَكَارِمَهْ
فَيَجُرُّ ناقَةَ فاطِمٍ بِفَخَارِ

المَدْحُ يَسْهُلُ في البَتُولِ وَيَعسُرُ
فَصِفاتُها الغَرَّاءُ لَيسَتْ تُحصَرُ

شَمْسٌ بِنُورِ اللهِ راحَتْ تُزهِرُ
لَكِنَّها كُسِفَتْ وَرَاءَ جِدارِ!!

كُسِفَتْ وَظَلَّتْ لِلأنامِ أمانا
وَبِها الإمَامَةُ قدْ تَسَامتْ شَانا

وَبِكَسرِها كم كَسَّرَتْ أوثانا
عَبَدَتهُمُ الأجلافُ دُونَ الباري

سلْ مَنْ أتى للدَّارِ يُشْعِلُ نارا
وَلِما جَنينُ الطُّهرِ راحَ جُبارا

وعلى مَ عُفِّيَ قبرُها وتَوَارى
دونَ القبورِ عَنَ اعيُنِ الزُّوَّارِ

يا بنتَ طاها حِرْتُ في معناكِ
وَعَلِمتُ أنَّ العقلَ دونَ عُلاكِ

أنا لا أُبالي ما اسمُ مَنْ آذاكِ
لَكِنْ عليهِ لعنّةُ القهَّارِ

قلبي لِمَنْ والاكِ كانَ مُوَالِيَا
وَلِمَنْ جَفَاكِ مَدَى الدُّهورِ مُجَافِيا

سَيَظَلُّ في مَرِّ الزَّمانِ ندائِيَا
كُسِرتْ أضالِعُ بَضْعةِ المُختارِ

يَكْفيكِ فَخْراً مُشرِقاً يَكْفيكِ
اللهُ يَرضى كُلَّ ما يُرضيكِ

سُمِّيتِ تَشريفاً بِأُمِّ أبيكِ
صلَّتْ عليكِ ملائِكُ الأسحارِ

طوبى لعبدٍ نال صكَّ رضاها
سيرى بيوم الحشرِ فضلَ عُلاها

كالطَّير تلتقطُ الذي والاها
وتسيرُ يتبعُها لنعم الدَّارِ

يا من أتى عن حبِّها ينهاني
حبُّ البتولِ غداً صراطُ أمانِ

سأراكَ في يومِ الجزا وتراني
من في الجنان؟ ومن وَقودُ النَّارِ


أنا ما هويتُك للثوابْ
كلا ولا خوفَ العقابْ
لكن لكونِكِ فاطماً
وحبيبةً لأبي ترابْ