[ياعلي مدد]

بسمه تعالى
البيان رقم (1)
بيان صادر عن مجلس إدارة جمعية المعلمين البحرينية

17/2/2011

لقد عشنا نحن أفراد الشعب البحريني منذ صبيحة هذا اليوم الأسود في تاريخ شعبنا الأبيّ وذلك بعد الهجمة الشرسة لقوات الأمن(خادمة الشعب) وقوة دفاع البحرين(درع الوطن) على المتظاهرين العُزَّل المسالمين المتواجدين في ميدان اللؤلؤة في تمام الساعة الثالثة من فجر هذا اليوم يوماً من أحلك أيام هذا الوطن، حيث تَنادى شبابنا الطامح للحرية والكرامة والإحساس بمواطنته المنتهكة؛ فاستجابت لندائه جموع الشعب الكريمة، تجاوب مع ندائه السنّي والشيعي، الشيبة والشباب والأطفال، والنساء قبل الرجال، اليساري والقومي والإسلامي؛ فصنعت من ميدان اللؤلؤة عرساً للحرية ومنبراً للديمقراطية ولكن يد الغدر الآثمة امتدت لاقتلاع زهور هذا الوطن وخيرته وأمله في غفلةٍ من الزمن بعد خلوِّ الميدان من أكثر المعتصمين وأثناء نوم بقيتهم حالمين بغدٍ تشرق شمسه على وطنٍ لا يميّز بين أبنائه، ولا يصادر حقهم في العيش الكريم، وطنٌُ لا تُمتهن كرامة الشعب فيه ولا تتلاعب بمقدّراته وتتمتّع بخيراته قلةٌ قليلة تسلّطت عليه.

كان المعتصمون قد قرروا أن يلبسوا اليوم جميعاً اللون الأبيض و الأحمر زيادةً في التعبير عن انتمائهم لوطنهم وولائهم له ،ولم يدروا أن أجسادهم العارية ستصطبغ بدمائهم الحمراء الزاكية. وعليه، فإن جمعية المعلِّمين البحرينية ومن ورائها كل المعلّمين الشرفاء من أبناء هذا الوطن تعلن ما يلي:
1. تأييدها الكامل لمطالب المعتصمين وعلى رأسها الملكية الدستورية وفق دستورٍ عقديّ بين الشعب والحاكم.
2. إدانتها وحشية النظام في التعامل مع المعتصمين وقمع الحرياتِ العامة بدمٍ باردٍ واستخدام المرتزقة والمجنّسين لضرب أبناء هذا الشعب الأصيل، والمطالبة بتقديم المتسببين في حالات العنف المفرط والقتل إلى العدالة فوراً.
3. استنكارها الاستعانة بالجيش الذي يُفترض فيه حماية الوطن لا قتل أبنائه وترهيب الناس بنزوله الشوارع دون مبرّرٍ إزاء شعبٍ أعزل كل أسلحته الإيمان بالله وبعدالة قضيته وولائه لوطنه.
4. تأكيدها على أن كل ما تتخذه الحكومة من إجراءاتٍ وكل ما يلفّقه إعلامها من أكاذيب وما توظّفه من أبواقٍ لبثِّ الفرقة الطائفية بين أبناء شعبنا لن يستطيع النيل من لُحمتنا الوطنية وولائنا لوطننا وانتمائنا له لا لغيره.

وإذ توجّه الجمعية ندائها للقيادة السياسية لسلوك منهج أكثر حكمة في التعامل مع أبناء الشعب والإصغاء لمطالبهم العادلة واللجوء للحلول السياسية لا الأمنية التي أثبتت فشلها الدائم فإنها تعتبر هذا اليوم نكبةٌ حقيقية للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وامتهان لكرامته، عمّده شعب البحرين بالدم ولكنه ليس نكسةً لشعبٍ لا يلين فصبراً أم الشهيد وصبراً أم الجريح وصبراً أم المعتقل والله المستعان.

جمعية المعلِّمين البحرينية