منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - إجراء جديد لمنع مجلس فاطمة عليها السلام
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي إجراء جديد لمنع مجلس فاطمة عليها السلام
قديم بتاريخ : 11-Mar-2011 الساعة : 06:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إجراء جديد لمنع مجلس فاطمة



رغم كل هذه الإجراءات ، بقي مجلس فاطمة الزهراء مصدر قلق للحكومة الجديدة ، فعملت لمنعه بحديث روته عن النبي وسلم ينهى عن أصل البكاء على الميت ، لأن الله يعذبه ببكاء أهله عليه ! قال البخاري:2/85: (وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه. وكان عمر يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي بالتراب)!


لكن حديث عمر وتشدده في تطبيقه لم ينفع في إيقاف مجالس فاطمة الزهراء ! خاصة أن نساء الأنصار كنَّ ينحن في عهد النبي وسلم فلم ينههنَّ بل أقمنَ مجلس نياحة على حمزة عند باب المسجد يعزين بذلك النبي وسلم في عمه حمزة رحمه الله ! فقد روى أحمد في مسنده:2/40 ، عن ابن عمر أن رسول الله لما رجع من أحد فجعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن ، قال فقال رسول الله(): ولكن حمزة لا بواكي له ! قال ثم نام فاستنبه وهنَّ يبكين ، قال: فهنَّ اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة ). انتهى .


وفي مسند ابن راهويه:2/599: ( فقال رسول الله(): لكن حمزة لا بواكي له ! قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة ، فجعلت عائشة تبكي معهن ، فنام رسول الله()فاستيقظ عند المغرب ، فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي ، فاستيقظ رسول الله()العشاء الآخرة فصلى العشاء ، ثم نام ونحن نبكي ، فاستيقظ رسول الله ونحن نبكي ، فقال: ألا أراهن يبكين حتى الآن؟ مروهن فليرجعن ، ثم دعا لهنَّ ولأزواجهن ولأولادهن).انتهى.


لكن رواة السلطة حرفوا هذا الحديث ووضعوا فيه أن النبي وسلم عاملَ نساء الأنصار بفظاظة وسوء خلق ! مع أنهنَّ جئن من أجله ، وأقمن مجلس النياحة على عمه أمام باب داره ومسجده ! ففي مسند أحمد:2/84 ،عن عبد الله بن عمر أيضاً ! (أن رسول الله() لما رجع من أحد سمع نساء الأنصار يبكين على أزواجهن فقال: لكن حمزة لا بواكي له ، فبلغ ذلك نساء الأنصار فجئن يبكين على حمزة ، قال فانتبه رسول الله()من الليل فسمعهن وهن يبكين فقال: ويحهن لم يزلن يبكين بعد منذ الليلة ؟! مروهن فليرجعن ولايبكين على هالك بعد اليوم) ! .


ولا يمكن لعاقل أن يقبل أنه وسلم خرَّب مجلسهن أو أنهاه بهذه الفظاظة ، فوبخهنَّ على تطويل النياحة ، ثم نهاهن عن البكاء على أي ميت !!
والخلاصة ، أن هذا الحديث العُمري لم ينفع في منع مجلس فاطمة ، لكن يبدو أنها نقلته بعد المسجد الى دارها !
وربما كان مجلسها في الفترة الأولى لوفاة النبي وسلم صباحاً ومساءاً ، وبعد انتهاء المجالس في أحياء الأنصار ، كان هو المجلس الوحيد الذي تقصده نساء الأنصار وبعض نساء المهاجرين ، وربما بعض نساء الطلقاء !
هنا يأتي دور ما ذكرته مصادرنا من أن (بعض أهل المدينة) شَكوْا من استمرار مجالس فاطمة ليلاً ونهاراً ! قال الإمام الصادق : (البكاؤون خمسة: آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين .


فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية !
وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره ، وحتى قيل له: تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ .


وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار ، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحد منهما .
وأما فاطمة فبكت على رسول الله وسلم حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك ! فكانت تخرج إلى المقابر فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف .


وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة). انتهى . (الخصال للصدوق ص272ورواه أيضاً في الأمالي ص 204 ، والنيسابوري في روضة الواعظين ص 451 ، وابن شهراشوب في المناقب: 3/104).



وقال المجلسي في بحار الأنوار:43/177: ( واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين فقالوا له: يا أبا الحسن إن فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلاً أو نهاراً ، فقال: حباً وكرامة ، فأقبل أمير المؤمنين حتى دخل على فاطمة وهي لاتفيق من البكاء ولا ينفع فيها العزاء ، فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها: يا بنت رسول الله إن شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلاً وإما نهاراً . فقالت: يا أبا الحسن ما أقل مكثي بينهم وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً ، أو ألحق بأبي رسول الله ! فقال لها علي: إفعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك .

ثم إنه بني لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يسمى بيت الأحزان ، وكانت إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين إليها وساقها بين يديه إلى منزلها) !


أقول: ينبغي الإلفات الى أن تأذي بعض أهل المدينة أو جماعة السلطة ، لايمكن أن يكون من مجرد بكاء فاطمة وذويها في بيتها أو في البقيع ، بل من مجلسها الذي كان يحضره نساء الأنصار فيأخذ قسماً من النهار وجزءاً من الليل ، وتندب فيه النادبات ، ويقرأنَ فيه القرآن والشعر ، وربما تحدثت فيه فاطمة ! ثم تنعكس أخباره وأجواؤه على مدينة النبي وسلم وحكومتها الجديدة !



جواهر التاريخ ج1
لشيخ علي الكوراني


رد مع اقتباس