منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - من هم أولي الأمر؟
عرض مشاركة واحدة

كربلاء المقدسة
عضو نشيط

رقم العضوية : 11339
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 167
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 178
المستوى : كربلاء المقدسة is on a distinguished road

كربلاء المقدسة غير متواجد حالياً عرض البوم صور كربلاء المقدسة



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : كربلاء المقدسة المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-Apr-2011 الساعة : 03:59 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ثالثا ما اجر من يطعهم :

(و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ) النساء – 69

قوله تعالى: «و من يطع الله و الرسول» إلى قوله: «حسن أولئك رفيقا» جمع بين الله و الرسول في هذا الوعد الحسن مع كون الآيات السابقة متعرضة لإطاعة الرسول و التسليم لحكمه و قضائه، لتخلل ذكره تعالى بينها في قوله: و لو أنا كتبنا عليهم «إلخ» فالطاعة المفترضة طاعته تعالى و طاعة رسوله، و قد بدأ الكلام على هذا النحو في قوله: أطيعوا الله و أطيعوا الرسول الآية.

و قوله: فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم، يدل على اللحوق دون الصيرورة فهؤلاء ملحقون بجماعة المنعم عليهم، و هم أصحاب الصراط المستقيم الذي لم ينسب في كلامه تعالى إلى غيره إلا إلى هذه الجماعة في قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم: «الحمد: 7»، و بالجملة فهم ملحقون بهم غير صائرين منهم كما لا يخلو قوله: «و حسن أولئك رفيقا» من تلويح إليه، و قد تقدم أن المراد بهذه النعمة هي الولاية.
و أما هؤلاء الطوائف الأربع أعني النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين
فالنبيون هم أصحاب الوحي الذين عندهم نبأ الغيب، و لا خبرة لنا من حالهم بأزيد من ذلك إلا من حيث الآثار، و قد تقدم أن المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن دون المستشهدين في معركة القتال، و أن المراد بالصالحين هم أهل اللياقة بنعم الله.
و أما الصديقون فالذي يدل عليه لفظه هو أنه مبالغة من الصدق، و من الصدق ما هو في القول، و منه ما هو في الفعل، و صدق الفعل هو مطابقته للقول لأنه حاك عن الاعتقاد فإذا صدق في حكايته كان حاكيا لما في الضمير من غير تخلف، و صدق القول مطابقته لما في الواقع، و حيث كان القول نفسه من الفعل بوجه كان الصادق في فعله لا يخبر إلا عما يعلم صدقه و أنه حق، ففي قوله الصدق الخبري و المخبري جميعا.
فالصديق الذي لا يكذب أصلا هو الذي لا يفعل إلا ما يراه حقا من غير اتباع لهوى النفس، و لا يقول إلا ما يرى أنه حق، و لا يرى شيئا إلا ما هو حق فهو يشاهد حقائق الأشياء، و يقول الحق، و يفعل الحق.
و على ذلك فيترتب المراتب فالنبيون و هم السادة، ثم الصديقون و هم شهداء الحقائق و الأعمال، و الشهداء و هم شهداء الأعمال، و الصالحون و هم المتهيئون للكرامة الإلهية.
و قوله تعالى « و حسن أولئك رفيقا» أي من حيث الرفاقة فهو تمييز، قيل: و لذلك لم يجمع، و قيل: المعنى: حسن كل واحد منهم رفيقا، و هو حال نظير قوله: «ثم نخرجكم طفلا»: الحج: 5
في تفسير البرهان، عن ابن شهرآشوب عن أنس بن مالك عمن سمى عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى « و من يطع الله و الرسول - فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين» يعني محمدا و « الصديقين » يعني عليا و كان أول من صدق و« الشهداء » يعني عليا و جعفرا و حمزة و الحسن و الحسين ().

و في الكافي، عن الباقر () قال: أعينونا بالورع فإنه من لقي الله بالورع كان له عند الله فرحا فإن الله عز و جل يقول: و من يطع الله و الرسول، و تلا الآية ثم قال: فمنا النبي و منا الصديق و منا الشهداء و الصالحون.

و فيه، عن الصادق (): المؤمن مؤمنان: مؤمن وفى الله بشروطه التي اشترطها عليه فذلك مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا، و ذلك ممن يَشفع و لا يُشفع له، و ذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا و و لا أهوال الآخرة، و مؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ، و ذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا و أهوال الآخرة و يشفع له، و هو على خير.

أقول: في الصحاح : الخامة: الغضة الرطبة من النبات انتهى، و يقال: كفأت فلانا فانكفأ أي صرفته فانصرف و رجع، و هو () يشير في الحديث إلى ما تقدم في تفسير قوله: صراط الذين أنعمت عليهم: «الفاتحة: 7» أن المراد بالنعمة الولاية فينطبق على قوله تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا و كانوا يتقون: «يونس: 63» و لا سبيل لأهوال الحوادث إلى أولياء الله الذين ليس لهم إلا الله سبحانه.

رد مع اقتباس