منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - غَيْرة الزوجة بين الرفض والقبول
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Apr-2011 الساعة : 06:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (2)


كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .
========================================
الرابعة : شبهة غَيرة الزوجة مسألة فطرية طبيعية!!.
تقرير الشبهة
قد يرى بعض الناس - على اختلاف مراتبهم العلمية - ، أن غيرة الزوجة تجاه زواج زوجها مسألة طبيعية تنبع من فطرة الإنسان؛ كونه يحرص على الحياة المطمئنة الهادئة الهانئة ، وإن تعدد الزوجات مثار –غالباً- للاختلاف والنّكَد ، فهي موضوعاً للتفكك الأسري ببعديه الداخلي والخارجي(نفسياً وعائلياً) ؛ وعليه فلا ضَير فيه ، بل خلافه مذموم !.

حل الشبهة
الواقع أن الشبهة من المشهورات الظنية المسلّمة عند حاملها وهي ناشئة انطلقاً من نقطتين :
1- أن غَيرة الزوجة أمر فطري طبيعي ، فلا تلام عليه .
2- أن تعدد الزوجات أمر مستقبَح ؛ لأنه يؤدي إلى التفكك الأسري الذي لا يرتضيه العقل ولا الشرع .
الجواب عن الأول
1- بالتدبر يظهر أن أصل الغَيرة أمر فطري ؛ وإيجابي في حد ذاته ؛ ولا بد منه ، لكن لا يعني ذلك مشروعيتها على كل حال !، فغريزة الغضب مثلاً ؛ أمر فطري إيجابي في حد ذاته ، فهل يستحسن الغضب في كل وقت وحين !؟ ، أم أن حالة الغضب ينبغي لجمها عند العقلاء عندما تؤدي إلى مفسدة أو تهلكة ، فلابد من ضبط مسارها بالاتجاه الصحيح المُرَشَّد عقلاً وشرعاً ، فعن الصادق (ع) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى غيور يحب كل غيور [1].. .
ولما كان تشريع تعدد الزوجات من المولى الخبير تعالى ؛ فلا بد أن يكون ذلك منسجماً مع الفطرة التي ركبَّها وأودعها في الإنسان ، ولذا ؛ فالحق أنه ينبغي على الزوجة أن تغار على زوجها من الفواحش وكل معصية قد يقع فيها ؛ فتهيئ له كل أسباب الراحة النفسية لتحصينه - وما أكثر وما أعظم المغْرَيات من الإنس والجن اليوم !، وهذا العمل من الزوجة من الأحكام الشرعية المرضيّة لله تعالى؛بل من الجهاد الأكبر ، نعم ! ؛ على الزوج أيضاً أن يبالغ في إجلالها وإكرامها وتعليمها الأحكام والأخلاق المحمدية كما أمر الشارع تعالى ؛ وهذا من مصاديق غَيرة الزوج على زوجته الممدوحة في الروايات .
2- سيظهر لنا من البحث الروائي الآتي الدلالة على شدة حرمة غَيرة الزوجة .
=================================
[1]-محمد بن يعقوب، الكليني، الكافي، ج2، ص241.
... يتبع ..


رد مع اقتباس