[السيد المستبصر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الكريم (الشنشاق) دمتم بخير وعافية..
الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وعليهم، معناها دعاء الله تعالى أن يبارك عليهم. فيمكنك أن تدعو الله تعالى أن يبارك على جميع المؤمنين . لكن الشهادة الربانية الخاصة لمحمد وآل محمد تأتي من أن الله أمر جميع المسلمين إلى يوم القيامة أن يصلوا عليهم.
فأنزل في ذلك آية ذكر فيها النبي صراحة، وعلم النبي الأمة أن صيغة الصلاة عليه تكون دائما مع آله وهي درجة عليا خاصة بهم، لم يجعلها الله لأحد من مخلوقاته غير محمد وآله صلوات الله عليهم.
ثم ارتقت هذه الشهادة الربانية، وارتفع هذا المقام المحمود المخصوص بهم. عندما جعل الله تعالى الصلاة عليهم جزء من الصلاة له.
فأمر الأمة كلما صلت له فرضا أن تطلب منه أن يصلي على هؤلاء ويبارك عليهم،لقد قرنهم تعالى بنفسه في وجوب ارتباط الأمة بهم.
وأعلن للخلائق أن من آمن به وصلى الله وعبده، فلا تقبل صلاته حتى يرتبط بمحمد وآل محمد، ويعترف بمقامهم، ويدعو ربه بأن يبارك ويصلي عليهم.
وأنقل لك بعض أراء علماء أهل السنة في هذا الموضوع:
معنى الصلاة على رسول الله () قال البخاري:
قال أبو العالية:"صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء".
وقال أبو عيسى الترمذي، وروى عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا:"صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار".
قال ابن كثير: والمقصود من هذه الآية، أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملا الاعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وان الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين، العلوي والسفلي جميعاً".
ومن الروايات التي هي عن أهل البيت () في فضل الصلاة على محمد وآل محمد وهي غيض من فيض، أنقل لكم بعضها:
ـ قال أبو عبد الله (): إن العبد ليكون له الحاجة إلى الله فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد حتى ينسى حاجته فيقضيها من غير أن يسأله إياها وقول لا إله إلا الله سيد الكلام.
- وقال أمير المؤمنين (): إذا كانت لك إلى الله حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على النبي وآله ثم سل حاجتك ، فإن الله أكرم أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى.
- وقال أبو عبد الله ():إياكم أن يسأل أحد منكم ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عز وجل والمدحة له ، والصلاة على النبي وآله، ثم الاعتراف بالذنب، ثم المسألة.
- وعنه (): إذا أردت أن تدعو فمجد الله عز وجل وحمده وسبحه وهلله، واثني عليه، وصل على النبي وآله ثم سل تعطه.



ولكم الأجر والثواب..
أخوكم في الله..
السيد المستبصر..