عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-Jan-2010 الساعة : 05:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

[ المجلس الخامس ]

لما جاء عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وضع المراصد ، وبث الجواسيس فيها على مسلم ، حتى علم أنه في دار هاني ، فدعا محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة وعمرو بن الحجاج ، فقال : ما يمنع هانيا من إتياننا ؟ فقالوا : ما ندري ، وقد قيل : إنه يشتكي .

فقال : بلغني ذلك ، ثم علمت أنه قد برئ وأنه يجلس على باب داره ، ولو أعلم أنه شاك لعدته ، فألقوه ومروه أن لا يدع ما يجب عليه من حقنا ، فإني لا أحب أن يفسد عندي مثله ، [ لأنه ] من أشراف العرب .

فأتوه ووقفوا عشية على باب داره ، فقالوا له : ما يمنعك من لقاء الأمير ، فإنه ذكرك وقال : لو أعلم أنه شاك لعدته ؟ فقال : الشكوى تمنعني .

فقالوا : [ إنه ] قد بلغه جلوسك كل عشية على باب دارك ، وقد استبطأك ، والإبطاء والجفاء لا يتحمله السلطان من مثلك ، لأنك سيد قومك ، ونحن نقسم عليك إلا ركبت معنا .

وما زالوا به حتى غلبوه على رأيه ، فدعا بثيابه فلبسها ، ثم دعا ببغلته فركبها ، فلما دنا من القصر أحس ببعض الذي كان ، فقال لحسان بن أسماء بن خارجة : يا بن أخي إني والله لخائف من هذا الرجل فما ترى ؟ فقال : والله يا عم ما أتخوف عليك شيئا ، فلا تجعل على نفسك سبيلا ، ولم يكن حسان يعلم الذي أضمر ابن مرجانة لهاني .

فجاءه رحمه الله تعالى والقوم معه حتى دخلوا جميعا على ابن زياد ، فلما رأى هانيا قال : أتتك بخائن رجلاه .

ثم تمثل فقال : أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد فقال له هاني : وما ذاك يا أمير ؟ فقال : إيها يا هاني ما هذه الأمور التي تربص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ؟ جئت بابن عقيل فأدخلته دارك ، وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك ، وظننت أن ذلك يخفى علي .

فقال : ما فعلت . قال : بلى قد فعلت .

فلما كثر ذلك بينهما وأبى هاني إلا الإنكار ، دعا ابن زياد بمعقل مولاه حتى وقف بين يديه - وكان عينا له على أخبارهم من حيث لا يدرون ، وقد عرف كثيرا من أسرارهم ، إذ كان يظهر لهم الإخلاص لأهل البيت والتفاني في حبهم - فلما رآه هاني علم أنه كان عينا عليهم ، وأنه قد أتاه بأخبارهم ، فأسقط في يده ثم راجعته نفسه فقال : أصلح الله الأمير والله ما بعثت إلى مسلم بن عقيل ، ولا دعوته ، ولكن جاءني مستجيرا فأجرته ، واستحييت من رده ، ودخلني من ذلك ذمام فضيفته وآويته ، والآن فخل سبيلي حتى أرجع إليه وآمره بالخروج من داري إلى حيث شاء من الأرض لأخرج بذلك من ذمامه وجواره ، ثم أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك .

فقال له ابن زياد : والله لا تفارقني حتى تأتيني به .

فقال : والله لا آتيك به أبدا ، آتيك بضيفي تقتله ! فقال : والله لتأتيني به .

فقال : والله لا آتيك به ، فلما كثر الكلام بينهما قام مسلم بن عمرو الباهلي فقال : أصلح الله الأمير خلني وإياه حتى أكلمه . فقام فخلى به ناحية وهما بحيث يراهما ابن زياد ويسمع كلامهما فبينما هما يتناجيان إذ رفعا أصواتهما .

فقال الباهلي : يا هاني أنشدك بالله لا تقتل نفسك ، ولا تدخل البلاء على عشيرتك فوالله إني لأنفس بك عن القتل ، إن هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا قاتليه ولا ضائريه فادفعه إليهم فإنه ليس عليك بذلك مخزاة ولا منقصة وإنما تدفعه إلى السلطان .

فقال هاني : والله إن علي في ذلك الخزي والعار أن أدفع جاري وضيفي ورسول ابن رسول الله وأنا صحيح الساعدين كثير الأعوان ، والله لو لم أكن إلا واحدا ليس لي ناصر لم أدفعه حتى أموت دونه ، فأخذ يناشده وهو يقول : والله لا أدفعه أبدا .

فسمع ابن زياد ذلك فقال : ادنوه مني فادني منه ، فقال : والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك .

فقال هاني : إذا تكثر البارقة حول دارك .

فقال ابن زياد : وا لهفاه عليك أبا البارقة تخوفني ؟ وهاني يظن أن عشيرته يمنعونه ، ثم قال : ادنوه مني فادني منه ، فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبهته وخده حتى كسر أنفه وسال الدماء على ثيابه ونثر لحم خده وجبينه على لحيته الشريفة فانكسر القضيب .

وضرب هاني يده على قائم سيف شرطي فجاذبه ذلك الرجل ، فصاح اللعين ابن مرجانة : خذوه ، فجروه حتى ألقوه في بيت من بيوت الدار ، وأغلقوا عليه بابه وجعلوا عليه حرسا .

فقام حسان بن أسماء بن خارجة إلى ابن زياد فقال : أرسل غدر - نحن - سائر اليوم أيها الأمير ، أرسلتنا إلى الرجل ، وأمرتنا أن نجيئك به ، حتى إذا جئناك به هشمت وجهه ، وأسلت دماءه وزعمت أنك تقتله ؟ .

فغضب ابن مرجانة وقال : وإنك لها هنا ، ثم أمر به فضرب وقيد وحبس .

فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون إلى نفسي أنعاك يا هاني .

وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانيا قد قتل ، وكان هاني صهره على بنته رويحة ، فأقبل عمرو في مذحج كافة حتى أحاط بالقصر ، ونادى : أنا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها لم تخلع طاعة ، ولم تفارق جماعة ، وقد بلغنا أن صاحبنا قد قتل .

فأتاهم القاضي شريح - وكان مع ابن زياد في القصر حين دخل عليه هاني وفعل معه ما فعل - فأخبرهم بسلامته فرضوا بقوله وانصرفوا .

تبا لهم وترحا ، لقد خطمهم ابن مرجانة بالذل ، وقادهم ببرة الهوان وعفر وجوههم إذ هشم وجه سيدهم ، وأرغم آنافهم إذ كسر أنفه ، وألقاهم في مراغة الذل إذ ألقاه في الحبس ، ومرغهم في حمأة الهوان إذ جروه قتيلا برجله في الأسواق .

أما هاني فقد فاز بالشهادة ، وختمت أيامه بالسعادة .

وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا وخالف مجرما وقد ثارت به الحمية لله عز وجل ، وعصفت في رأسه لرسول الله ، وأخذته حفائظ الولاية لآله الطيبين الطاهرين ، فبذل نفسه ، ووقاهم بمهجته .

فوا لهفاه ما أعز جانبه .

وأسفا عليه ما أمنع حوزته . وحزنا لوجهه الميمون المشرق وقد شوهه اللعين ضربا بعصاه .

ونفسي الفداء لذلك الأنف الحمي وقد كسر في سبيل الله .

ولله تناثر اللحم من جبينه الوضاح ، وخده الزاهر ، وجبهته المباركة على كريمته الشريفة .

وفي عين الله خضبت تلك الشيبة العزيزة بدماء ذلك الأغر ، دون أن يهتضم جاره أو يستباح ذماره .

كريم أبى شم الدنية أنفه فأشممه شوك الوشيج المسدد وقال : قفي يا نفس وقفة وارد حياض الردى لا وقفة المترد

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس