[مصطفى الهادي]

COLOR=red]أولا أحب أن أقول : [/color]
أن طريقة ارسال بعض المشاركات عبر البريد للاعضاء هو خطوة ذكية تُذكر العضو بالموقع وترجعه إلى عالم منتداكم . وذلك لأن اغلب الاعضاء ولكثرة انتماءاتهم لمواقع ومنتديات كثيرة ينسون بعض انتماءاتهم ولكن عندما تأتي رسالة مثلا من الموقع أو المنتدى فإنها تعيده وتذكره بانتماءة والتزاماته تجاه هذا المنتدى .

قبل الدخول في الموضوع لا بد من الاشارة إلى ما يلي :

يعتبر الغربيون المرأة المسلمة مظلومة و مضطهدة مسبقا وقبل اي نقاش في خمس تشريعات إسلامية لا يمكن مناقشتها معهم بأي حال من الأحوال ولا يقبلون أي توضيح بصددها طلاقا وهي الشمّاعة التي يعلقون عليها غسيلهم القذر عند أي نقاش مع المسلمين .
وهذه الخمس تشريعات هي التي يبدأون منها لغسل دماغ المرأة المسلمة في الغرب وعرض مظلوميتها دائما .
وهذه التشريعات هي :
أولا : تعدد الزوجات . مثنى وثلاث ورباع .
ثانيا : القوامة . الرجال قوامون على النساء .
ثالثا : الميراث . وللذكر مثلُ حظ الانثيين . يعني تشريع الارث
الرابع : الحجاب . سجن المرأة والحائل دون حريتها .
الخامس : الهجر والضرب . واهجروهن في المضاجع واضربوهن .
هذه التشريعات الخمس توضع على الطاولة في أي نقاش يجري حول المرأة المسلمة في الغرب .وتعتبر من وجهة نظرهم من أخطر ما جاء به الإسلام ضد المرأة ومنه وبه تبدء عملية تحريض المرأة على التحرر والانفلات /
وما اضعف النساء أمام كلامهم المزخرف المنمق المأطر بكلمات ساحرة مثل : الحرية والانعتاق التحضر العصرية .
الثاني وهو المشكلة المزمنة التي أصبح يعاني منها الكثير من المسلمين الشيعة في الغرب وهي مشكلة عويصة خطيرة أتت على الأسرة ودمرت العلاقة بينها .
هذه المشكلة أطرحها على شكل سؤال ارجو من المعنيين والمتصدين للفتوى أن يسعفونا بما من شأته انقاذ الاسرة من التدمير الذي يقف وراءة جيش من خبراء الأوربيين انطلاقا من قوانينهم التي يجب على الوافد عليهم أن يخضع لها ويلتزم بها .
المشكلة ياسادتي هي الطلاق الرسمي في المحاكم الرسمية النصرانية في أوربا ـ أي محاكم الدولة -
كثيرا ما يتفق الزوجان على الحصول على الطلاق الرسمي ـ دون الشرعي ـ ويذهب الزوج ويقدم طلب طلاق رسمي فيأتيه الطلاق بعد فترة وهكذا يصبح الزوجان مطلقان امام القانون فقط ، ولكنهما شرعا وعلى الطريقة الإسلامية زوجان يمارسان كل حقوق الزوجية ويعيشان في أغلب الاحيان تحت سقف واحد
والطلاق الرسمي نوعان .

1- أن يتفق الزوجان على الطلاق الرسمي .

2- أن يذهب الزوج وحده ويطلق من دون اتفاق بينه وبين زوجته .

الطلاق الأول : غالبا ما يتفق الزوجان على الطلاق الرسمي بغية تحقيق بعض المكاسب او دفعا لبعض المحاذير .
اما المكاسب فهي مثلا يحق لهم الحصول على دار أخرى
زيادة في مستوى الراتب حيث تنفرد الأم بكل راتبها ومخصصات الاطفال ، وينفرد الزوج براتبه وجزء من مخصصات الاطفال الاخرى الاضافية له .
التهرب من بعض الضرائب التي تدعم البرامج الافسادية طبقا لفتوى بعض الفقهاء بعدم دفع الضرائب إذا علم أنها تدعم البرامج الافسادية .

الطلاق الثاني : أن يذهب الزوج من دون اتفاق مسبق مع زوجته ، ويطلب الطلاق الرسمي من المحاكم فيحصل على الطلاق من دون أن يسأله احد عن الاسباب .
هذا الطلاق يكون عادة من دون شهود .
لماذا يطلق الزوج زوجته ؟
في كثير من الأحيان تقوم الزوجة وبتحريض من الهيئات الاجتماعية الأوربية أو استغلالا للحرية الممنوحة للمرأة هنا بالتحرر من أوامر وسلطة الزوج نتيجة لتراكمات العشرة السابقة عندما كانا مثلا في البلدان الإسلامية . فتستغل فرصة دعم ووقوف الدولة إلى جانب المرأة فتنتقم من الزوج أو تحاول اذلاله أو على اقل التقادير التحرر من سلطته وكذلك التحرر من بعض الالتزامات الشرعية الاسلامية مثل الحجاب وخدمة الزوج والتحرر من تربية الاطفال برميهم في اماكن رعاية الاطفال المجانية .
فيقوم الزوج بوعضها ونصحها فلا ترعوي ، فيعمد الزوج إلى وسيلة ضغط أخرى وهي أن يلجأ إلى الطلاق الرسمي من دون الطلاق الشرعي .
لماذا ؟
لأن الزوجة تعلم جيدا أن زوجها حال طلاقها الرسمي يحق له قانونا أن يجلب زوجة ثانية ، وهنا ستفكر المرأة ولربما تنجح هذه الفكرة وتساهم في اعادة الزوجة إلى بيت الطاعة ، لماذا ؟ لان الزوجة لا تستطيع الزواج بأخر لكونها مرتبطة بعد في زوجها الاول شرعا على الرغم من طلاقها الرسمي منه .وكذلك لا تستطيع الزواج بآخر لكونها ترعى جيش من الاطفال ، حيث ان الدولة تعطي حق رعاية الاطفال للمرأة دون الرجل في حال حصول الطلاق .
ولكن ما حدث فوق التصور وزيادة في الكفر .
في بادرة غير مسبوقة قام إثنان من العلماء بالافتاء بإن الطلاق في المحاكم النصرانية يعتبر طلاقا شرعيا يُفرق على أساسه بين الزوج والزوجة .
الآول : الشيخ يوسف القرضاوي . الذي تراجع بعد فترة عن فتواه نتيجة للضغط الجماهيري من قبل المسلمين في أوربا .
الثاني : الشيخ آية الله يوسف صانعي من قم والملقب بنصير المرأة!! والذي افتى بأن الطلاق في المحاكم النصرانية يعتبر طلاقا شرعيا على قاعدة الالزام ـ الزموهم بما الزموا به انفسهم ـ
ولكن الملفت للنظر أن الشيخ آية الله يوسف صانعي لم يلتفت إلى الضروف المحيطة بهذا الطلاق ولا جزئياته أو اسبابه ، ولم يلتفت أو يناقش مضاعفاته الكارثية على الأسرة وعلى الاطفال وضياعهم وتشرذمهم . بل انطلق من رسائل عاطفية وصلته من بعض النسوة فأفتى على ضوئها بهذه الفتوى التي ما سبقه إليها احد من العالمين .
بناءا على ذلك هجرت الكثير من النساء عش الزوجية متسببات بنتائج كارثية مريعه للزوج والاطفال بحجة أن آية الله صانعي أجاز الطلاق الرسمي معتبرا إياه طلاقا شرعيا إسلاميا كاملا .ـ هذا إذا أخذنا بنظر الاعتبار عقول بعض النساء ومستواهن الثقافي أو تربيتهن أو وجود رواسب من الماضي .
أنا ومن ناحيتي كشيخ ومدير لمؤسسة الامام علي الثقافية في أوربا ارسلت رسالة لسماحة الشيخ يوسف صانعي شرحت فيها ملابسات الطلاق الرسمي في المحاكم النصرانية فجائني الجواب من مكتبه بتاريخ 11/6/2008 . بأنه لم يعط طلاقا لأي أحد وإنما سماحة الشيخ أبدى رأيه في هذه المسألة ليس إلا ، وإذا كان بعض النساء يكذبن فإن سماحة الشيخ غير مسؤول عن ذلك .
ولكن فات الشيخ يوسف صانعي أن رأيه هذا أعطى الحجة للكثير من شيوخ المال وعبيد الدرهم وطالبي الجاه أن يعطوا الطلاق لمن هب ودب من النساء . والانكى من ذلك أن بعض النساء اصبحن يذهبن ويقدمن طلب الطلاق إلى المحاكم النصرانية ويحصلن على الطلاق وبذلك وحسب رأي الشيخ يصبحن طالقات ، واعرف واحدة منهن .استفادة من هذه الفتوى ثم تزوجت بناءا على رأي سماحة الشيخ وتركت اطفالها وسط الشارع لتعيش مع زوجها الشاب الجديد .
نحن كمؤسسة لا نريد أن نكون طرفا في هذه المسألة ولكن لكوننا عالجناها ولسنين طويلة يجب علينا توضيح ذلك والحصول على جواب من ذوي الاختصاص لغرض وضع حد للتدمير المريع الذي حصل للاسرة في الغرب نتيجة لفتوى آية الله يوسف صانعي في قم .
الذي نلاحظه ما يلي .
طرحنا سؤالا على مكتب آية الله الشيخ يوسف صانعي .
قلنا له ؟
إذا أعتبر سماحتكم أن الطلاق في المحاكم النصرانية بمثابة الطلاق الشرعي الاسلامي يجوز على ضوءه أن تتزوج المرأة بزوج آخر ، مع علمكم بأن هذا الطلاق من دون شهود حيث أن هناك نص تشريعي بذلك كما قال تعالى : واشهدوا ذوا عدل منكم . أي تحري الدقة في عدالة شهود الطلاق .
وكذلك علمكم بحصول دخول الزوج بالزوجة وممارسته معها العمل الجنسي وانجاب الاطفال بعد هذا الطلاق . ومع ذلك اعتبرتم هذا الطلاق طلاقا شرعيا .
فهل لنا أن نعتبر الزواج في المحاكم النصرانية بين شاب مسلم وشابة مسلمة هل لنا أن نعتبر هذا الزواج زواجا شرعيا صحيحا . لا نحتاج على ضوءه إلى عقد زواج شرعي إسلامي ؟
مؤسسة الإمام علي الثقافية في أوربا تود الحصول على اجابة منكم لكي تمارس دورها في هذا الجانب .
أنتظرنا أشهرا طويلة ولم يردنا الجواب . لقد تم تجاهل السؤال من قبل مكتب آية الله يوسف صانعي في قم .
كل ما حصلنا عليه هو قول مكب الشيخ صانعي : أن للشيخ رأيا في هذه المسألة وأنه لولا المحاذير مما يحصل لأفتى الشيخ بأكثر من ذلك !!!!!!!!!!!!!!!!.
وهل يخشى فقهاء آل محمد أحد في فتواهم إن لم تكن فتوى مخالفة لشرع الله تعالى .

ولكن رأي الشيخ هذا أصاب العائلة المسلمة في الصميم ودمر الأسرة وشتت جمعها المبارك وشرذم الاطفال . وانتشرت فتواه بين النساء انتشار النار في الهشيم .
ومع ذلك
قمنا بمفاتحة بعض مكاتب المراجع العظام في النجف الاشرف حول هذا الطلاق فجاء الجواب : بأن الطلاق في المحاكم النصرانية الاوربية لا يعتبر طلاقا شرعيا بأي حال من الاحوال إلا في حال تعمد الاضرار بالزوجة مثل أن يقوم الزوج بطلاق زوجته رسميا من دون سبب ومن دون علمها لكي يتزوج بزوجة ثانية ويترك زوجته الأولى معلقة ، هنا يجوز اعتبار ذلك الطلاق شرعيا ويجوز للمرأة أن تتزوج بعد تمام العدة .
تحياتي لكم جميعا وأتمنى أن أرى بعض أجوبة ذوي الاختصاص على هذا الموضوع أو عرضه على الاقل على بعض المراجع أيدهم الله لنرى طريقنا .
اغيثونا التدمير في العائلة المسلمة مريع مريع جدا .
إن الكثير من متحضري ومتفرنجي هذا العصر يزخرفون القول لبعض المراجع وينمقونه لهم بحجة أن هذه التشريعات تُسئ للاسلام وعلينا ان نلبسها ثوب جديد يُليق بها وبذلك يقبل الغربيون على الاسلام إذا طرأت عليه مثل هذه التحسينات فيصبح على مقاسهم فيلبسونه . فيعمد رجال الدين هؤلاء إلى لتلاعب بشرع الله تعالى وهم يضنون أنهم يحوطون الاسلام بالرعاية وما هي إلا أحكام ما أنزل الله بها من سلطان .
الضريبة التي يدفعها المسلمون في الغرب باهضة باهضة جدا جدا إنها فلذات اكبادهم وبعض أهم معتقداتهم والكثير من أهم ركائز دينهم .
الشيخ مصطفى الهادي مدير مؤسسة الامام علي الثقافية .