اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هذه قبسات من ما سجله لنا التاريخ عن إمامنا الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف
1- : ما روي عن محمد بن هارون الهمداني قال : كان للناحية علي خمسمائة دينار ، فضقت بها ذرعا ، ثم قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين دينار قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ، ولا والله ما نطقت بذلك . فكتب إلى محمد بن جعفر : " اقبض الحوانيت من محمد بن هارو بخمسمائة دينار التي لنا عليه "
2 - : ما روي عن أبي الحسن المسترق الضرير : كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ، ناصر الدولة ، فتذاكرنا أمر الناحية ، قال : كنت ازري عليها ، إلى أن حضرت مجلس عمي الحسين يوما ، فأخذت أتكلم في ذلك . فقال : يا بني قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت لولاية قم حين استصعبت على السلطان ، وكان كل من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها ، فسلم إلي جيش وخرجت نحوها .ةفلما بلغت إلى ناحية طزر خرجت إلى الصيد ففاتتني طريدة ، فاتبعتها ، وأوغلت في أثرها ، حتى بلغت إلى نهر ، فسرت فيه ، وكلما أسير يتسع النهر ، فبينما أنا كذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء ، وهو متعمم بعمامة خز خضراء ، لا أرى منه إلا عينيه ، وفي رجليه خفان أحمران ، فقال لي : يا حسين . فلا هو أمرني ولا كناني ، فقلت : ماذا تريد ؟ قال : لم تزري على الناحية ؟ ولم تمنع أصحابي خمس
مالك ؟ وكنت الرجل الوقور الذي لا يخاف شيئا فأرعدت [ منه ] وتهيبته ،وقلت له : أفعل يا سيدي ما تأمر به .فقال : إذا مضيت إلى الموضع الذي أنت متوجه إليه ، فدخلته عفوا وكسبت ما كسبته ، تحمل خمسه إلى مستحقه . فقلت : السمع والطاعة . فقال : إمض راشدا ، ولوى عنان دابته وانصرف فلم أدر أي طريق سلك ، وطلبتهيمينا وشمالا فخفي علي أمره ، وازددت رعبا وانكفأت راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث .
فلما بلغت قم وعندي أني أريد محاربة القوم ، خرج إلي أهلها وقالوا : كنا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا فأما إذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك ادخل البلدة فدبرها كما ترى .فأقمت فيها زمانا ، وكسبت أموالا زائدة على ما كنت أقدر ، ثم وشى القواد بي إلى السلطان ، وحسدت على طول مقامي ، وكثرة ما اكتسبت ، فعزلت ورجعت إلى بغداد ، فابتدأت بدار السلطان وسلمت عليه ، وأتيت إلى منزلي ، وجاءني فيمن
جاءني محمد بن عثمان العمري فتخطى الناس حتى اتكأ على تكأتي ، فاغتظت من ذلك ، ولم يزل قاعدا ما يبرح ، والناس داخلون وخارجون ، وأنا أزداد غيظا . فلما تصرم [ الناس ، وخلا ] المجلس ، دنا إلي وقال : بيني وبينك سر فاسمعه فقلت : قل . فقال : صاحب الشهباء والنهر يقول : قد وفينا بما وعدنا . فذكرت الحديث وارتعت من ذلك ، وقلت : السمع والطاعة . فقمت فأخذت بيده ، ففتحت الخزائن ، فلم يزل يخمسها ، إلى أن خمس شيئا كنت قد أنسيته مما كنت جمعته ، وانصرف ، ولم أشك بعد ذلك ، وتحققت الامر . فأنا منذ سمعت هذا من عمي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شك .
3 - : ما روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : فلما وصلت بغداد في سنة تسع وثلاثين [ وثلاثمائة ] للحج ، وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت ، كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر ، لأنه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان ، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين في مكانه فاستقر .فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي ، ولم يتهيأ لي ما قصدت له ، فاستنبت المعروف بابن هشام ، وأعطيته رقعة مختومة ، أسأل فيها عن مدة عمري ، وهل تكون المنية في هذه العلة ؟ أم لا ؟
وقلت : همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه ، وأخذ جوابه ، وإنما أندبك لهذا .
قال : فقال المعروف بابن هشام : لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه ، وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس ، فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم ، فأقبل غلام أسمر اللون ، حسن الوجه ، فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه ، وعلت لذلك الأصوات ، وانصرف خارجا من الباب ، فنهضت من مكاني أتبعه ، وأدفع الناس عني يمينا وشمالا ، حتى ظن بي الاختلاط في العقل ، والناس يفرجون لي ، وعيني لا تفارقه ، حتى انقطع عن الناس ، فكنت أسرع السير خلفه ، وهو يمشي على تؤدة ولا ادركه . فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري ، وقف والتفت إلي فقال : هات ما معك . فناولته الرقعة . فقال من غير أن ينظر فيها :
قل له : لا خوف عليك في هذه العلة ، ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة .
قال : فوقع علي الزمع حتى لم أطق حراكا ، وتركني وانصرف .
قال أبو القاسم : فأعلمني بهذه الجملة . فلما كان سنة تسع وستين اعتل أبو القاسم فأخذ ينظر في أمره ، وتحصيل جهازه إلى قبره ، وكتب وصيته ، واستعمل الجد في ذلك . فقيل له : ما هذا الخوف ؟ ونرجو أن يتفضل الله تعالى بالسلامة ، فما عليك مخوفة .فقال : هذه السنة التي خوفت فيها . فمات في علته
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لا حرمنا الرب من فيض يراعكم المميز
وفقكم الله في خدمة آل محمد
صلوات الله عليهم أجمعين.
أخوك: شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.