[خادم الزهراء المظلومة]

أم المصائب وقد حملت بها ... دونما أبٍ فلما لها سابقة
إلا مريم إذ حملت بالمسيح ... دونما بشرٍ أماً طهورا صادقة
ولما وضعته قالت ليتني مت ... من هول عظم المهمة الحائقة
بينما زينب الكبرى قالت وقد ... أراد أن يستشفي ببلاغة حاذقة
كيف رأيتِ صنع الله بأخيكِ ... فردت بسهام راحت جبروته خارقة
إنهم قوم كتب عليهم الموت ... ونفوس لربها محبة عاشقة
فبرزت إلى سبيل الله لما تنؤ ... بعبء المنون فهي لهم رائقة
كيف لا وهي في الله فانظر ... ما رأيت إلا شهادة بالحق عابقة
يا بن الدعي تدعي الإسلام ... وفي ظلك معاليه غدت آبقة
أين تدير الوجه يوم العرض ... من وجه محمدٍ في هذه البائقة
أتتنصل من جرم دم الحسين ... وهاك تعد مقتله غنيمة فائقة
لله صبر فاطمة وقد فريت لها لحمة ... فمن كأس ظلمك راحت ذائقة
أما أشبعت من كأس عمرٍ قذى ... لتجر إليها خطوباً منها ضائقة
ويلك لو راحت بيوم الحشر ... أمام عدل الله شاكية ناطقة
أين تغسل من يديك الدماء التي ... راحت لقلب فاطمة الحزن سائقة
فإني على الزمن الذي بين يديك ... أوقفني لعاتبة من هذه العائقة
لكنني أقتفي درب أمي الزهراء ... فلكم لاقت من أذية لاظية حارقة
فكد كيدك واسعى سعيك وناصب ... إنك لن تمحو ذكرنا ومن قولي واثقة
أنت تقهر بما أوتيت وتشتمني ... بظلمٍ وإني صابرة على الرزية الباسقة
أنت كرهت الحق فأعماك الضلال ... وإني استبصرت الهداية فلها معانقة
تدير سلطان الكفر ببغي ما أوتيت ... وأدير الرسالة المحمدية عازمة رافقة
قم وانظر لملك أبيك هل دام له ... وانظر في عاد وثمود والأمم السابقة
فمهما تطل يدك من أن تطال ... سيطالها الموت وبنقمة الله عالقة
إني لأصبر على جمر الأذى ... وإني لدرب آبائي مقفية تائقة

أم المصائب
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
22 محرم 1433