اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
18- أولويات نهضة الحسين، الإصلاح الحرية والكرامة.
بفقد رسول الله(ص)، تغير وجه الأرض فأصبح مغبر قبيح، وانقلبت الأمة على أعقابها، ونكصت على عهودها، وابعد من عين يوم غدير خم مولا لكل مؤمن ومؤمنة، وبخ بخ له الأصحاب. ابعد لرفض قريش وصوله إلى سدة الحكم، فمرة لصغر سنه وعدم خبرته بأمور الخلافة، وأخرى لعدم اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم.
فسلك الطريق وسهل الممتطى لبني أمية على رقاب الأمة، بعد صبر طال عليهم انتظاره. فجهدوا جهدهم وسعوا سعيهم ليطفئوا نور الله بأفواههم، وليعيدوا أيامهم الخوالي في الجاهلية. فأعادوا الأمة إلى جاهليتها الأولى، وافقدوها حريتها وكرامتها، بالقهر والإرهاب. فخاف الناس من طلب الإصلاح، وفروا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما وراءه من تنكيل وتشريد.
قتل أمير المؤمنين ظلما، وسم الحسن السبط تجبرا، فأصبح الحسين إمام للأمة فرضا، فكان عليه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا. فبدأت ثورته قبل يوم عاشوراء، وقبل استلام يزيد العهر والعار للخلافة. فلم يترك مختلف الأساليب الشرعية لأداء هذا الواجب المقدس، وكان من بينها الاستيلاء على قافلة قادمة من اليمن، محملة بكميات كبيرة من الذهب، متجهة إلى الشام، فقسمها في فقراء وأيتام المدينة.
انتفت الهدنة التي كانت بين الحسن(ع) ومعاوية بنقض الأخير لشروطها، وتنصيبه ابنه يزيد وليا للعهد وخليفة من بعده، مع انه لم يكن لذلك أهلا.
فارتفع مستوى العمل الجهادي للحسين(ع) عن النصيحة والأمر بالمعروف، بعد تخييره بين الإقرار والبيعة ليزيد أو القتل صبرا. فأعلن رفضه التسليم له بالخلافة، وقرر الخروج على بني أمية، طالبا الإصلاح في امة جده وناهيا عن المنكر. فخرج من مدينة جده إلى مكة المكرمة مطاردا، فاختارا كربلاء مكان لقتله، طالبا للكرامة والحرية التي شرعها الإسلام. بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في المقابل ألف ابن الجوزي وهو من كبار علماء الحنابلة كتابا خاصا في وجوب لعن يزيد والبراءة منه ، سماه ( الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد ) وقد أثبت فيه أن يزيدا
و قد صح عن صالح بن أحمد بن حنبل رحمهما الله قال : قلت لأبي : إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد ! فقال : يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه ؟ ! فقلت : في أي آية ؟ قال : في قوله تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ( محمد : 22 ) فهل يكون فساد أعظم من القتل ؟ ! قال ابن الجوزي : وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد ، ثم ذكر حديث : ( من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين