[ابو رغيف]

عن كمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق :بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد ألسمري أعظم الله اجر إخوانك فيك فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى احد يقوم مقامك بعد وفاتك ,فقد وقعت الغيبة التامة (الثانية في بعض النسخ)فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ولق بعد طول الأمد وقسوة القلوب ,وامتلاء الأرض جورا ,وسيأتي شيعني من يدعي المشاهدة ,ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ,ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
1)نبذة مختصرة عن عصر الغيبة الصغرى وانه بعد تمهيدا للغيبة الكبرى.
ظهرت على مر الأزمنة دعوات كثيرة تدعي السفارة عن الإمام المهدي وان سنة الله هي تعيين السفراء إلى ألان, أي في عصر الغيبة الكبرى, وبالتالي لا يجوز الرجوع إلى الفقهاء, وذلك على قاعدة إذا حضر الماء بطل التيمم, ولعدم إيصال الرد العلمي إلى الناس البسطاء بصورة صحيحة ومبسطة ولوجود ردود لا أخلاقية ولا علمية من جهة أخرى جعل البعض يصدق بهذه الدعاوى بل اخذ يدعو لها وكذا لإهمال الطبقة المثقفة لهذه الدعوات نرى ان هذ1ه الدعوات بدأت تؤخذ حيزا لا يستهلان بت.
وإتباعا للنهج الرسالي الصحيح وإيمانا منا إن الدليل لا يقرع إلا بالدليل والحجة لا تقرع إلا بالحجة نستعرض أدلة القائلين بهذه الدعاوى والأدلة التي تنفي هذه الدعاوى ومن ابرز ما استدل بت على أمكان السفارة في هذا العصر هذه الروايات نناقشها من حيث الدلالة ولنا وقفة أخرى مع سند هذه الروايات
1)الرواية التي تشير إلى إن الإمام المهدي لا يستوحش من العزلة لوجود ثلاثين يأنسون وحشته فعن أبي عبد الله ((لا بد لصاحب الأمر من غيبة ولا بد له في غيبته من عزلة وما من ثلاثين في وحشة )),
ووجه الاستدلال بهذه الرواية على حصول السفارة بأنها تشير إلى إن الائتمان يلتقي بثلاثين شخصا في غيبته إذن فمن الممكن إن يرسل احدهم كسفير له لينذر الناس
وفيه إن الرواية لا تتكلم عن السفارة أصلا فهي إذن خارج محل البحث أما إمكان أن يرسل الإمام منهم رسول فهذا مما لا دليل عليه من الروايات نعم له أن يخالف ما جاء في الروايات كما إذا حدث البداء مثلا ولكن نحن في مقام الرد على الاستدلال بهذه الرواية على أمكان السفارة وقد تبين عدم إمكان ذلك
هذا بالإضافة للاضطراب الموجود في المتن بحيث أن ((العزلة)) تتنافى مع عدم الوحشة بالثلاثين.
2)الرواية التي تشير إلى إن هناك اثنا عشر رجلا يدعون مشاهدة الإمام فيكذبون,فعن أبي عبد الله ((لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على إنهم قد رأوه فيكذبونهم))
ووجه الاستدلال بهذه الرواية إن هؤلاء المدعين صادقين في دعواهم وان الناس هم الذين يكذبوهم ,
وفيه: إن هذا الكلام لو تم أي إنهم كانوا صادقين في دعواهم ولكن من أين نستفيد أنهم يكونوا سفراء.

3)رواية إرسال النفس الزكية من قبل الإمام
عن هابي بصير عن أبي جعفر الباقر()في حديث طويل إلى أن قال
:يقول الإمام(ع)لا صحابه يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعوا رجلا من أصحابه فيقول له امضي إلى مكة فقل يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد (ص) وسلالة النبيين و إنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا … ) بشارة الإسلام )
ووجه الاستدلال بتا إنها صريحة في إرسال الرسول إلى أهل مكة وبذلك فان السفارة غير منتهية فكما أرسل الرسول إلى أهل مكة كذا يمكن أن يرسل إلى غيرهم .
وفيه إن الكلام في امتداد السفارة في عصر الغيبة الكبرى وهذه رواية تتحدث عن تداعيات الظهور لان الرسول المذكور في هذه كما هو واضح من روايات أخر انه يخرج قبل الظهور بخمسة عشر ليلة إضافة لذلك فانه رسول برسالة واحدة وهذا غير السفير إضافة إلى انه رسول خاص لأهل مكة والكلام عن سفير يقوم مقام الإمام حال غيبته. وبهذا نستطيع إن نقول بعدم وجود دليل على استمرار السفارة في الغيبة الكبرى.
وقد يستدل البعض باستصحاب وجود السفارة في عصر الغيبة الكبرى فنها تمتد إلى هذا العصر
وهذا مردود لاختلاف نوع السفارة فالسفارة المتيقنة قد انتفت والمطلوب الإتيان بدليل على وجود السفارة ومن ثم الشك بتا ومن ثم الاستصحاب.
أدلة عدم إمكان حصول السفارة في عصر الغيبة الكبرى
وألان نستعرض بعض الأدلة التي تثبت انه لا وجود للسفارة في عصر الغيبة الكبر ى
1)التوقيع الصادر من الإمام المهدي للسفير الرابع والذي نص فيه على
*موت السفير الرابع بعد ستة أيام
**لا توص لأحد
***حصلت الغيبة الثانية
****وسيأتي شيعني من يدعي المشاهدة
*****من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتر
و نود إن نذكر انه لا خدشة فيه من ناحية السند إذ إن الراوي هو السفير علي بن محمد ألسمري ومنه إلى مختلف رجالات الشيعة فلا يمكن إن نساويه بإخبار الآحاد التي ترد عن راوي واحد لأنه لا يحتمل الكذب من ألسمري في هذه القضية على الأقل وألا لورد فيه تكذيب لأهمية الموقف, وكذا فان خبر كهذا لا بد إن يكون أحادا لان الإمام في غيبة صغرى فلا يرد عليه ما يرد على إخبار الآحاد من أتنه لماذا لم يروه غيره إضافة لتحقق موت السفير بعد ستة أيام مما يؤيد صحة ما جاء في التوقيع
وإما من ناحية الدال له
فقد اعترض على دلالته على نفي السفارة بالخصوص وقيل انه يدل على نفي مطلق المشاهدة وهذا ما لا سبيل إليه, لوجود عدد كبير من العلماء واللحاء
منها ما ذكره السيد الشهيد في الموسوعة
1
فقد ادعوا مشاهدة الإمام وان الإمام قد أنقذهم من مشاكل عديدة حتى أصبح لدينا تواتر والتواتر يقدم على خبر الثقة إذا تعارضا تعارضا مستقرا يقدم على خبر الثقة الواحد
وهذا الاعتراض مردود بدليلين إضافة إلى (ما تقدم) يكفي واحد منهما في أبطال المدعى
الدليل الأول:إن الكلام حول الدعوات العامة بقرينة إطلاق كلمة شيعتنا فإنها تدل على انه يأتي كل الشيعة وهذا لا يتلاءم إلا مع صاحب دعوى السفارة الذي يطلب من كل الشيعة ترك التقليد وإتباعه.
الدليل الثاني
ويحتاج إلى ذكر مقدمة نوضحها بمثال:
رجل كان قد اعتاد إن يرسل شخصا للتسوق من دون إن يعطيه أموال نقدا بل يسجل عليه ومن ثم يحاسبه ثم أراد هذا الشخص إن يترك هذا المحل بل المدينة فقال لصاحب الدكان إذا جاءك شخص وقال لق انتهى تسوقي منك وإذا جاءك شخص يقول إني بعثته فلا تصدقوه ومن ثم جاء شخص ثقة جدا وقال إن فلان بعثه ليقضي حاجة فلان مجانا فهل لنا إن نكذب احد الخبرين ؟؟؟
بالطبع لا بل نقول إن كلام الرجل الأول إن من يأتي أليكم لغرض التسوق فلا تعطوه لأنه هو ما يتناسب مع الحال الموجود
وألان عندما يقول الإمام المهدي ( )لسفيره الرابع لا أي شخص اخر وهذا له خصوصية عنة غيره في فهم الكلام : حدثت الغيبة,لا توص,من ادعى المشاهدة ...فأي مشاهدة تناسب الحكم بالتكذيب مع كل ما ورد في التوقيع؟ العرف يفهم إن المقصود حصة خاصة من حصص المشاهدة لا مطلق المشاهدة فلا تنافي بين التواتر وخبر الثقة لاختلاف الموضوع إذ المشاهدة المقصودة في التوقيع المشاهدة بمعنى السفارة .
2)الروايات التي تأمر بالرجوع إلى الفقهاء في كل الأمور منها مقبولة عمر بن حنظله: قــال [ سألت أبا عبد الله (u) عن رجلين من أصحابنا تنازعا في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو القاضي , أيحل ذلك …… قال (u) : {ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا فليرضوا بت حكماً ، فإني قد جعلته عليكم حاكماً ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد ، والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله}]
فانظر إلى (نظر في حلالنا وحرامنا)وانظر إلى (جعلته عليكم حاكما) .........
ستعرف إن الحجة التي يجب أطاعتها هو الفقيه الجامع للشرائط.