نور النبيّ صلوات الله عليه في عالم الغيب والشهادة .
بتاريخ : 02-Mar-2010 الساعة : 09:29 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ...
أحبتنا في هذا البحث سنتعرض لنسب نور النبيّ صلوات الله عليه وآله من عالم الغيب إلى عالم الشهادة وفي هذا يقول الكاتب ...
لنبينا الأكرم وآله الطاهرين نسب علوي غيبي في الخلق الأول تؤيد جوده جمع من آي القرآن مثل آيات الذر والميثاق والعهد المأخوذ على الأنبياء و نون والقلم والنور .
وأما النسب الدنيوي فهو أشرف نسب في الوجود حيث كان نور يتنقل في أصلاب الأنبياء وأوصيائهم من آدم إلى والد النبي ولآله الطيبين الطاهرين ،ولم يوجد في الدنيا نسب اعتنى الناس في نقله وحفظه والتحدث عنه مثل نسب نبينا محمد ، وإن كان فخر أجداده به لا فخره بأجداده ، ولكن لأجداده من شيم الأخلاق وعظم المنزلة والتاريخ المشرف ما تناقلته الناس كقصص يعتني بها كل من أراد أن يتوغل في تاريخ الأنساب ويتبحر في علم شرف الأصلاب .
ولنوره المتنقل في صلب أجداده حكايات أخرى عرفها المتفرسون ، وذكرها العارفون لأجداده أن في صلبكم نبي آخر الزمان وسيد الأنبياء من قبل تولده في سنوات كثيرة ، نذكر بعض الآيات والروايات الحاكية عن نوره في الميثاق وتقلبه في الأصلاب الطاهرة ، لتكون مقدمة للبحث في سيرة نسبه وحكاية تولده وسلم فنقول والله المستعان :
قال الله تعالى : (( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )) الأعراف 81 .
وقال عز وجل : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا )) الأحزاب 7،8 .
قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) :
أي واذكر يا محمد حين أخذ الله الميثاق من النبيين خصوصا بأن يصدق بعضهم بعضا ، ويتبع
بعضهم بعضا .
وقيل : أخذ ميثاقهم على أن يعبدوا الله ويدعوا إلى عبادة الله ، وأن يصدق بعضهم بعضا ، وأن ينصحوا لقومهم ( ومنك ) يا محمد ، وإنما قدمه لفضله وشرفه ( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) خص هؤلاء لأنهم أصحاب الشرائع ( وأخذنا منهم ميثاقا غليظا )أي عهدا شديدا على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة ، وتبليغ الشرائع .
وقيل : على أن يعلنوا أن محمدا رسول الله ، ويعلن محمد أن لا نبي بعده ( ليسأل الصادقين عن صدقهم ) قيل : معناه : إنما فعل ذلك ليسأل الأنبياء والمرسلين ما الذي جاءت به أممكم . مجمع البيان 8 : 339 .
ومثله يشهد لأخذ الميثاق من النبي في العالم العلوي للتبشير بالنبي الآتي بعده وبالخصوص خاتمهم محمد وسلم وقال تعالى : (( وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )) آل عمران 81 .
ولمعرفة تقلبه في الأصلاب والأرحام الطاهرة قال تعالى : (( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )) الشعراء 227ـ228 .
عن أبي جعفر قال : (( ( الذي يراك حين تقوم )في النبوة ( وتقلبك في الساجدين ) قال : في أصلاب النبيين)) ، تفسير القمى : 474 .
ومثله جاء في كنز جامع الفوائد عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عن
قوله عز وجل : ( وتقلبك في الساجدين ) قال ( يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم )) .
عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (( كنت أنا وعلي عن يمين العرش ، نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرون وأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبد المطلب ، فقسمنا قسمين : فجعل في عبد الله نصفا ، وفي أبي طالب نصفا ، وجعل النبوة والرسالة في ، وجعل الوصية والقضية في علي ، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه : فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، فأنا للنبوة الرسالة ، وعلي للوصية والقضية)) أمالي ابن الشيخ : 115 .
وعن أمير المؤمنين قال : (( قال النبي : يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، فأفرغ ذلك النور في صلبه ، فأفضى به إلى عبد المطلب ، ثم افترق من عبد المطلب أنا في عبد الله ، وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوة إلا لي ، ولا تصلح الوصية إلا لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي ، ومن جحد نبوتي كبه الله على منخريه في النار )) أمالي ابن الشيخ : 185 .
بإسناده عن أنس بن مالك قال : قلت للنبي : (( يا رسول الله علي أخوك ؟ قال : نعم علي أخي ، قلت : يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك ؟ قال : إن الله عز وجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلما خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم ، إلى أن قبضه الله ، ثم نقله إلى صلب شيث .
فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في عبد المطلب ، ثم شقه الله عز وجل نصفين : فصار نصفه في أبي عبد الله بن عبد المطلب ، ونصفه في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف الآخر فعلي أخي في الدنيا والآخرة . ثم قرأ رسوله : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) )). أمالي ابن الشيخ : 197 و 198 .
عن أبي عبد الله قال :(( إن بعض قريش قال لرسول الله :
بأي شئ سبقت الأنبياء وفضلت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟
قال : إني كنت أول من أقر بربي جل جلاله ، وأول من أجاب ، حيث أخذ الله ميثاق النبيين ، وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ، فكنت أول نبي قال ( بلى ) فسبقتهم إلى الإقرار بالله عز وجل )) معاني الأخبار : 52 و 53 .
صحيفة الطيبين
توقيع mowalia_5
آخر تعديل بواسطة mowalia_5 ، 02-Mar-2010 الساعة 09:38 AM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
إضافتا أختي مواليه
خلق نور نبينا وآله () قبل هذا العالم
وأحاديثه في مصادرنا متواترة ، وفي مصادرهم كثيرة ، بحثها آية الله الميلاني في المجلد الخامس من كتابه ((نفحات الأزهار)) ، ونكتفي هنا ببعضها:
أ.فمنها ما نص على أن الله تعالى خلق نور النبي () قبل خلق الخلق ،
كما في الخصال/481 ، عن علي () :(( إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد () قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق آدم ونوحاً وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى... وخلق الله عز وجل معه اثني عشر حجاباً: حجاب القدرة ، وحجاب العظمة ، وحجاب المنة ، وحجاب الرحمة ، وحجاب السعادة وحجاب الكرامة ، وحجاب المنزلة ، وحجاب الهداية ، وحجاب النبوة ، وحجاب الرفعة ، وحجاب الهيبة ، وحجاب الشفاعة. ثم حبس نور محمد () في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة وهو يقول: سبحان ربي الأعلى ، وفي حجاب العظمة أحد عشر ألف سنة وهو يقول: سبحان عالم السر ، وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو قائم لا يلهو..الخ. )). ومعاني الأخبار/306.
ب.ومنها أن عترة النبي()خلقوا من نوره () ، ففي الكافي:1/442:(( قال لي أبو جعفر () :
يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمداً وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله . قلت: وما الأشباح ؟ قال: ظل النور ، أبدان نورانية بلا أرواح ، وكان مؤيداً بروح واحدة وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله . وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء ، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ، ويصلون الصلوات ، ويحجون ويصومون )).
ج. ومنها أن نبينا () أول من أجاب في عالم الذر عندما خلق الله البشر وامتحنهم ففي بصائر الدرجات/83 ،
عن الإمام الصادق () قال: (( إن بعض قريش قال لرسول الله () : بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟قال:إني كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين و: أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ، وكنت أنا أول نبي قال بلى فسبقتهم بالإقرار بالله)).
3- أحاديث خلق نور النبي () في مصادر السنيين
أ. روت عدداً منها مصادرهم ، وصححوا بعضها ، وضعفوا أكثرها ، وجردوها من ذكر العترة ! ففي مجمع الزوائد: 8/223:((عن ميسرة العجر قال: قلت يا رسول الله متى كتبت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد)). رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح)).
ب. وأشهر ما رووه في ذلك حديث: كنت أنا وعليٌّ نوراً بين يدي الرحمان ، رواهابن حنبل في فضائل الصحابة:2/262، عن سلمان قال:(( سمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي)).
وقد بتره ابن حنبل ، لأن نصه كما في تاريخ دمشق: 42/67: (( كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله ، مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي )).
وهذا النص مبتور أيضاً فقد نقله في شرح النهج: 9/171،عن فردوس الأخبار وقال: ((رواه أحمد في المسند وفي كتاب فضائل علي. وفي كتاب الفردوس: ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية)) . راجع الملحق رقم (1
4- ملاحظات على أحاديث خلق نور النبي ()
أ. لايمكن لأحد أن ينفي أن الله تعالى بِدأ خلق الكون بنور محمد () ، لأن قدرتنا المعرفية لا تسمح لنا بالنفي أو الإثبات ! فلا وسائل عندنا لمعرفة كيف يعمل الله تعالى ، وكيف بدأ خلقه ، إلا بما أخبرنا به النبي () عن الله تعالى .
فيجب أن نعترف بمحدودية معلوماتنا رغم تطور العلم وكشفه الكثير عن النور والأشعة ، واستفادة العلماء منها في الطب والحرب . ورغم اكتشاف آينشتاين نظرية النسبية الخاصة والعامة ، اللتين تجعلان الزمن ركناً في وجود المادة ، وتقدمان حقائق جديدة عن النور والحركة ، وقوانين تحول المادة الى طاقة وبالعكس ، وتقرران إمكانية سفر الإنسان في المستقبل وفي الماضي !
إلا أنا مع كل ذلك ، لا نعرف كيف بدأ الله تعالى خلق الكون ، فغاية ما توصل اليه العلماء مرحلة الغيوم السديمية ، ثم وصلوا الى مرحلة قبلها هي بحر الغاز السائل . لكن بقيت مسائل بدء الخلق وتنويعه وتطويره ، من الأسرار !
ب. من دلالات خلق نور النبي أنه () مشروع خاص لا يقاس به أحد حتى الأنبياء()الذين أخذ الله ميثاقهم بنبوته() . وكذلك عترته المعصومون: علي وفاطمة والحسنان والتسعة من ذرية الحسين() ، الذين خلق الله نورهم مع نوره () ، أو اشتقه منه ، فهم جزء لا يتجزأ من الحقيقة المحمدية .
ج. نلاحظ أن أخبار خلق نور النبي () مغيبةٌ عن ثقافتهم وتثقيفهم ، فلاتسمعها في مساجدهم ومعاهدهم وخطبهم ، ولا تراها في مناهجهم التربوية ، اللهم إلا ما أخذه بعض الصوفية وبنوا عليه بناءاتهم .
وهذا السلوك المتعمد في الإعراض عن ذكر مقامات النبي () موروث من طلقاء قريش الذين كانوا زمن النبي () يسمون خيار الصحابة (عُبَّاد محمد) ! ويتهمونهم بالغلو فيه لأنهم يؤمنون بمقاماته () ، ويتعبدون بأوامره ونصوصه !
ولذلك أعلنوا بعد وفاته () : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات !
وقد ورثهم في عصرنا بدوٌ متعصبون لقريش وبني أمية ، فقالوا (محمد طارش ومات) أي مبعوث أوصل رسالة وانتهى وهو الآن لا ينفع !
بل قال عالمهم (عصاي هذه أنفع من محمد) !
وحرموا زيارة قبره () !
وحكموا على المسلمين بالغلو والشرك لمجرد خطابهم للنبي () وقولهم:((يا رسول الله إشفع لنا عند الله)) !
وقد بحثنا ذلك في المجلد الخامس من كتاب العقائد الإسلامية ، والمجلد الثاني من ألف سؤال وإشكال ، وذكرنا أن طعن (القرشيات) في شخصية النبي () أسوأ من طعن الإسرائيليات في أنبياء الله().
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ألف شكر لك أختي: موالية-5
على هذه السطور المحمدية والجواهر الأحمدية
أسعد الله أيامكم.
أخوكم: شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.