الحاجة الى التعارف - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـنـبـر الـحـر :. ميزان المنبر الحر
ميزان المنبر الحر استراحة الأعضاء والمشاركات المتجددة

إضافة رد
كاتب الموضوع علي العبادي مشاركات 0 الزيارات 1757 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

علي العبادي
عضو
رقم العضوية : 1139
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 9
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : علي العبادي is on a distinguished road

علي العبادي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي العبادي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي الحاجة الى التعارف
قديم بتاريخ : 04-Nov-2008 الساعة : 03:09 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


﴿ ... وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ... ﴾ [1]
جاء الإسلام‌ُ و الشعوب‌ُ متفرّقة متناکرة ، بل‌ و متصارعة متناحرة ، و لکن‌ سرعان‌َ ما حل‌ّ التعارف‌ُ محل‌ّ التناکر ، و التعاون‌ُ محل‌ّ التخاصم‌ ، و التواصل‌ محل‌ّ التدابر ، بفضل‌ تعاليم‌ الإسلام‌ التوحيديّة ، فکانت‌ المحصّلة أن‌ ظَهرت‌ْ إلى الوجود تلك الأُمّة الواحدةُ العظيمة التي‌ قدّمت‌ ذلك العطاء الحضاري العظيم‌ ، کما و حَمَت‌ شعوبها من‌ کل‌ّ غاشم‌ و ظالم‌ و صارت‌ تلك الأُمّة المحترَمةُ بين‌ شعوب‌ِ العالَم‌ و تلك الکتلة المُهابة في عيون‌ الطغاة و الجبّارين‌ .
و لم‌ يکن‌ ليتحقّق‌ ذلك ـ کله‌ ـ إلاّ بسبب‌ وحدتها ، و تواصُل‌ شعوبها الذي حصلت‌ْ عليه‌ تحت‌ مظلّةِ الإسلام‌ ، رغم‌ تنوع‌ِ الأجناس‌ ، و اختلاف‌ِ الاجتهادات‌ ، و تعدّدِ الثقافات‌ و تباين‌ الأعراف‌ِ و التقاليد ، إذ کان‌ يکفي الاتفاق‌ُ في الأصول‌ و الأسس‌ ، و الفرائض‌ و الواجبات‌ ، فالوحدةُ قوّة ، و الفُرقة ضَعف‌ .
و جرى‌ الأمر على‌ هذا المنوال‌ حتّى‌ انقلب‌ التعارف‌ُ إلى تناکر ، و التفاهم‌ إلى تنافر ، و کفّرت‌ِ الجماعات‌ُ بعضها بعضاً ، و ضربت‌ِ الفصائل‌ بعضها بعضاً فزالت‌ِ العزّةُ و تحطّمت‌ الشّوکة و سقطت‌ الهيبةُ و استخفّت‌ الطغاة بتلك الأُمّة الرائدة القائدة حتّى‌ جالت‌ في ربوعها الثعالب‌ُ و الذؤبان‌ ، و جاست‌ خلال‌ ديارها شذّاذُ الآفاق‌ و ملاعين‌ الله و مغضوبو البشريّة ، فثرواتُها منهوبة ، و مقدّساتها مُهانة ، و أعراضها تحت‌ رحمة الفجّار ، و سقوطات‌ تلو سقوطات‌ ، و هزائم‌ُ اثر هزائم‌ ، و انتکاسات‌ في الأندلس‌ و بخارى‌ و سمرقند و طاشقند و بغداد ، قديماً و حديثاً و فلسطين‌ و أفغانستان‌ .
و إذا هي‌ تدعو فلا تُجاب‌ ، و تستغيث‌ُ فلا تُغاث‌ ، کيف‌َ و الدّاء شي‌ء آخر ، کما و ان‌ّ الدواء شي‌ء آخر کذلك ، و قد أبى‌ الله أن‌ يجرى‌ الأُمور إلا بأسبابها ، و لا يصلُح‌ُ آخر أمرِ هذه‌ الأُمّة إلا بما صَلُح‌ به‌ أوّلها ؟
و اليوم‌َ إذ تتعرّض‌ الأُمّة الإسلامية لأبشع‌ حملة ضدّ کيانها ، و عقيدتها و لأشرس‌ هجمة ضدّ وحدتها ، من‌ خلال‌ إيجاد الخلل‌ في تعايشها المذهبي ، و الاجتهادي ، و تکاد هذه‌ الحملة تؤتي‌ ثمارَها و تُعطي نتائجها ، أليس‌َ من‌ الحَري‌ّ بها بأن‌ تزيد من‌ رص‌ّ الصفوف‌ و تمتين‌ العلاقات‌ ، و هي رغم‌ تنوّعها المذهبي تشترك في الکتاب‌ و السنّة مصدراً ، و في‌ التوحيد و النبوّة و الإيمان‌ بالآخرة عقيدةً ، و في الصلاة و الصيام‌ و الحج‌ّ و الزکاة و الجهاد و الحلال‌ و الحرام‌ شريعةً ، و في‌ مودّة النبي الأطهر و أهل‌ بيته‌ صلوات‌ الله عليهم‌ سهم‌ وِلاء ، و من‌ أعدائهم‌ بَراء ، و قد تتباين‌ بعض‌ الشي‌ء في هذا الأمر شدّةً و ضعفاً ؟ فهي‌ کأصابع‌ اليد الواحدة في الانتهاء إلى مفصل‌ واحد ، و ان‌ اختلفت‌ طولا و عرضاً و شَکلا بعض‌َ الشي‌ء ، أو هي‌ کالجَسَد الواحد في تعدّد جوارحِه‌ من‌ جهة و تعاونها في تفعيل‌ الدّورِ الجَسَداني‌ّ في الکيان‌ البشرى‌ّ من‌ جهة أخرى‌ مع‌ وجودِ الاختلاف‌ في أشکالها .
و لا يبعدُ أن‌ تکون‌َ الحکمة في تشبيه‌ الأُمّة الإسلامية باليد الواحدة تارةً ، و بالجسد الواحد تارة أخرى‌ ، هي‌ الإشارة إلى هذه‌ الحقيقة .
لقد کان‌ العلماء من‌ مختلف‌ الفرق‌ و المذاهب‌ الإسلامية سابقاً ، يعيشون‌ جنباً إلى جنب‌ من‌ غير تنازع‌ أو صدام‌ ، بل‌ لطالما تعاونوا فيما بينهم‌ ، فشَرح‌ بعضهم‌ کتاب‌ الآخر کلاميّاً کان‌ أو فقهيّاً ، و تلمّذ بعضهم‌ على‌ بعض‌ و أشاد البعض‌ُ بالآخر ، و أيّد بعضهم‌ رأى‌ الآخر ، و أعطى‌ بعضهم‌ إجازة الرواية للبعض‌ الآخر ، و استجاز بعضهم‌ البعض‌ لنقل‌ الرواية من‌ کتب‌ مذهبه‌ و طائفته‌ ، و صلّى‌ بعضهم‌ خلف‌َ الآخر ، و ائتم‌َّ به‌ ، و زکّى‌ بعضهم‌ الآخر ، و اعترف‌ بعضُهم‌ بمذهب‌ الآخر ، بل‌ و کانت‌ هذه‌ الطوائف‌ ، في مستوى‌ جماهيرها تعيش‌ جنباً إلى جنب‌ في وداد و وئام‌ ، حتّى‌ يبدو و کأنّهم‌ لا خلاف‌َ بينهم‌ و لا تباين‌ ، و ان‌ کان‌ يَتَخلّل‌ کل‌ّ ذلك بعض‌ُ النقد و الردّ ، إلاّ أنّه‌ کان‌ على‌ الأغلب‌ نقداً مؤدّباً ، و مهذّباً ، و ردّاً علمياً ، و موضوعياً .
و ثمة أدلّة حيّة و تاريخيّة عديدة على‌ هذا التعاون‌ العميق‌ و العريض‌ ، و قد أثرى‌ العلماء المسلمون‌ بهذا التعاون‌ التراث‌ و الثقافة الإسلامية ، کما ضربوا بذل أروع‌ الأمثلة في الحريّة المذهبيّة ، هذا بالإضافة إلى أنّهم‌ استقطبوا من‌ خلال‌ هذا التعاون‌ اهتمام‌ العالم‌ بهم‌ و کسبوا احترامهم‌ .
انّه‌ ليس‌ من‌ الصعب‌ أن‌ تجتمع‌ علماء الأمّة و يتناقشوا بهدوء و موضوعيّة ، و بإخلاص‌ و صدق‌ نيّة ، في ما اختلفت‌ فيه‌ الطوائف‌ُ و للتعرّف‌ على‌ أدلّة کل‌ّ طائفة و ما تقيمه‌ من‌ برهان‌ .
کما أنّه‌ من‌ الجيّد و المعقول‌ أن‌ تقوم‌َ کل‌ طائفة و جماعة بعرض‌ِ عقائدها ، و مواقفها الفکريّة و الفقهيّة في جو من‌ الحريّة و الصراحة ، ليتّضح‌ بطلان‌ ما يُثار ضدّها من‌ اتّهامات‌ و شبهات‌ ، کما و يعرف‌ الجميع‌ : الجوامع‌ و الفوارق‌ ، و يعرفون‌ أن‌ّ ما يجمع‌ المسلمين‌ أکثر ممّا يفرقهم‌ ، و بذلك يذوب‌ الجليد بين‌ المسلمين‌
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلىاله الطيبين الطاهرين


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc