موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

mahdi_2000
الصورة الرمزية mahdi_2000
عضو نشيط

رقم العضوية : 4531
الإنتساب : Apr 2009
الدولة : ولاية علي ع
المشاركات : 195
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 201
المستوى : mahdi_2000 is on a distinguished road

mahdi_2000 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mahdi_2000



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
Angry رفض بيعة يزيد لكونه متلبّساً بالفسق والفجور والخمور
قديم بتاريخ : 16-Dec-2011 الساعة : 02:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


رفض بيعة يزيد لكونه متلبّساً بالفسق والفجور والخمور

إرادة الله شـــــاءت

لمّا هلك معاوية بن أبي سفيان طلب يزيد بن معاوية من عماله في جميع الأمصار تجديد البيعة له، ولكنّ الحسين () رفض بيعة يزيد لكونه متلبّساً بالفسق والفجور والخمور، إضافة إلى أنه ليس أهلاً للخلافة والإمامة؛ لكونه من الشجرة الملعونة في القرآن الكريم، وشجب المسلمون هذا العمل الشنيع، ومصادر كتبهم تصرح بذلك.

ولهذا الأمر قرر الحسين (عليه السلام) الخروج إلى العراق، وقد نصحه بعض الصحابة والتابعين بعدم الخروج إلى العراق إلاّ أنه () رفض ذلك، لأنّه لا يريد مـخالفة الإرادة الإلهيّة، فكان خروج الإمام الحسين () مستنداً إليها، أي إنه سار بأمر من قبل الله تعالى كما تصرح أحاديث الرسول الأكرم ( وسلم) وإخبار جبرائيل النبيَّ ( وسلم) بذلك، ولقد أشرنا إلى بعض تلك الروايات من طرق أهل السنة في واقعة فاجعة الطفّ.

وإليك بعض النصائح التي وجهت إليه، منها:

عن الشعبي قال: إنّ ابن عمر كان بماء له فقدم المدينة فأُخبر بخروج الحسين فلحقه على مسيرة ثلاث ليال من المدينة، فقال له: أين تريد؟ قال: (عليه السلام)العراق() قال: لا تأتهم؛ لأنّك بضعة من رسول الله ( وسلم)، والله لا يليها منكم أحد أبداً، وما صرفها الله عنكم إلاّ للذي هو خير لكم. فقال له الحسين: ()هذه بيعتهم وكتبهم() فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال: أستودعك الله من قتيل والسلام(1).

ومن وصايا مـحمّد بن الحنفيّة إلى الحسين () عند خروجه: أشير عليك أن تنجو بنفسك عن يزيد بن معاوية، وعن الأمصار ما استطعت... فقال له الحسين () ( وسلم)يا أخي، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية() وقد قال ( وسلم): ( وسلم)اللهمّ لا تبارك في يزيد() ثم قال: ( وسلم)وإني قد عزمت على الخروج إلى مكة()(2).

وعن ابن سعد بسنده قال: فجاءه أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله، إني لكَ ناصحٌ ومُشفِقٌ، وقد بلغني أنه كاتَبَكَ قومٌ من شيعتك فلا تخرجْ إليهم، فإني سمعتُ أباك يقول بالكوفة: ( وسلم)والله لقد مَلِلْتُهم ومَلُّوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وما بلوتُ منهم وَفَاءً، ولا لهم ثَبَاتٌ ولا عَزْمٌ ولا صَبْرٌ على السيف()(3).

وأتاه عبد الله بن عباس ومعه جماعة من أهل ذوي الحنكة والتجربة والمعرفة بالأُمور فقال له: يا ابن عم، إنّ الناس قد أرجفوا بأنّك سائر إلى العراق؟ فقال: (عليه السلام)نعم() قال ابن عباس: فإني أُعيذك بالله من ذلك، أتذهب - رحـمك الله - إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم... فـلا آمن أن يغـرّوك ويكذّبوك ويـخذلوك ويُستـنفروا إليك فيكونوا أشدّ الناس عليك.

قال الحسين (): وإني استخير الله وأنظر.

ثم عاد ابن عباس إليه فقال: يا ابن عم، إنّي أتصبّر فلا أصبر، إنّي أتخوّف عليك الهلاك، إن أهل العراق غدر فأقم بهذا البلد، فإنك سيد أهل الحجاز... إلاّ فإن في اليمن جبالاً وشعاباً وحصوناً ليس لشيء من العراق مثلها، واليمن أرض طويلة عريضة، ولا بيك بها شيعة فَأَتِها، ثم ابثث دعاتك وكتبك يأتك الناس.

فقال له الحسين: ( وسلم)يا ابن عم، أنت الناصح الشفيق ولكني قد أزمعت المسير ونويته() فقال ابن عباس: فإن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وأصبيتك، فوالله إني لخائف أن تقتل...

ثم خرج ابن عباس من عنده، فمرَّ بابن الزبير وهو جالس فقال له: قرّت عينُك يا ابن الزبير بشخوص الحسين عنك وتخليته إيّاك والحجاز، ثم قال:

يــا لَـكِ من قُــبّـــرةٍ بـمـعمَرِ

خَلا لكِ الجَوُّ فبيضي واصفُري ونَقِّري ما شئتِ أن تُنقِّري(4)

قالوا: ولما كتب أهل الكوفة إلى الحسين () بما كتبوا به فاستحفّوه للشخوص، جاءه عمرو بن عبد الرحمن المخزومي بمكّة فقال له: بلغني أنّك تريد العراق، وأنا مشفق عليك من مسيرك؛ لأنك تأتي بلداً فيه عماله وأُمراؤه، ومعهم بيوت الأموال، وإنما الناس عبيد الدينار والدرهم! فلا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره، ومن أنت أحب إليه ممن يقاتلك معه وذلك عند البذل وطمع الدنيا، فقال له الحسين (عليه السلام): جزاك الله خيراً من ناصح نصحت، ويقضي الله()(5).

وكتب إليه عبد الله بن جعفر يُحذِّره ويُناشده الله، فكتب إليه: ( وسلم)إنّي رأيتُ رؤيا، رأيت فيها رسول الله ( وسلم) وأمرني بأمرٍ أنا ماضٍ له()(6).

وقالوا: وعرض ابن الزبير على الحسين () أن يقيم بمكّة فيبايعه ويبايعه الناس، كأنما أراد بذلك أن لا يتّهمه، وأن يعذر في القول، فقال الحسين: ()لأن أُقتل خارجاً من مكّة بشبر أحبّ إليَّ من أن أُقتل فيها، ولأن أُقتل خارجاً منها بشبرين أحب إليَّ من أن أُقتل خارجاً منها بشبر() (7).

فقام ابن الزبير وخرج من عنده، فقال الحسين () لجماعة كانوا عنده من خواصه: إن هذا الرجل - يعني ابن الزبير - ليس في الدنيا شيء أحب إليه من أن أخرج من الحجاز، وقد علم أن الناس لا يعدلون بي مادمت فيه إني خرجت منه لتخلوا له(8).

وهذه النصحية عكس نصيحته عندما رأى اختلاف أهل مكة إلى الحسين () لما وردها، لأنه أراد أن يتخلص منه حتى يتوجه أهل مكة إليه، فقدم إليه نصيحة مغشوشة كما ذكرها المسعودي في تاريخه.

وبلغ ابن الزبير أنه - يعني الحسين - يريد الخروج إلى الكوفة وهو أثقل الناس عليه، قد غمّه مكانه بمكّة؛ لأنّ الناس ما كانوا يعدلونه بالحسين، فلم يكن شيء يُؤتاه أحبّ إليه من شخوص الحسين عن مكة، فأتاه فقال: أبا عبد الله ما عندك؟ فو الله لقد خفت في ترك جهاد هؤلاء القوم على ظلمهم واستذلالهم الصالحين من عباد الله، فقال الحسين: ()قد عزمتُ على إتيان الكوفة() فقال: وفَّقَكَ الله، أما لو أن لي بها مثل أنصارك ما عدلْتُ عنها، ثمّ خاف أن يتّهمه(9)...

وخرج الحسين () وعبد الله بن الزبير من ليلتها إلى مكّة، فقدما مكّة، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطّلب، ولزم ابن الزبير الحِجْر، ولبس المَعَافريَّ، وجعل يُحَرِّض الناس على بني أُميَّة، وكان يغدو ويروح إلى الحسين، ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك، وكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ويقول لا تفعل(10).

قال الحسين () لابن عباس: (صلى الله عليه وآله وسلم)فإنـي مسـتوطن هذا الحرم - يـعني مكّة - ومقيم فيه أبداً ما رأيت أهله يحبّوني وينصروني، فإذا هم خذلوني، استبدلت بهم غيرهم، واستعصمت بالكـلمة التي قالها إبراهيم الخليل () يوم أُلقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل، فكانت النار عليه برداً وسلاماً()(11).

فلما أصبح الحسين () وإذا برجل من الكوفة يكنى أبا هرة الأزدي، أتاه فسلّم عليه، ثمّ قال: يا ابن بنت رسول الله، ما الذي أخرجك عن حرم الله، وحرم جدّك رسول الله ( وسلم)؟ فقال الحسين (): ( وسلم)يا أبا هرة إنّ بني أُميّة أخذوا مالي فصبرت، وشتموا عرضي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وأيم الله يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية، وليلبسهم الله ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً، وليسلطن الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة منهن فحكمت في أموالهم وفي دمائهم()(12).

وقالوا: وكان زهير بن القين البَجَلي بمكّة - وكان عثمانيّاً - فانصرف من مكة متعجّلاً، فضمّه الطريق وحسيناً، فكان يسايره ولا ينازله، ينزل الحسين في ناحية وزهير في ناحية، فأرسل الحسين إليه في إتيانه، فأمرته امرأته دملم بنت عمرو أن يأتيه فأبى، فقالت: سبحان الله، أيبعث إليك ابن بنت رسول الله فلا تأتيه؟! فصار إليه ثمّ انصرف إلى رحله، قال لامرأته: أنت طالق، فالحقي بأهلك فإني لا أُحب أن يصيبك بسببي إلاّ خير، ثمّ قال لأصحابه: من أحبّ منكم أن يتبعني وإلاّ فإنّه آخر العهد، وصار مع الحسين(13).

هذا الرجل لقد وصل به الموقف الحسيني إلى طلاق زوجته، هذا هو العشق الإلهي للشهادة من أجل نصرة الإسلام، فكلّ واحد منّا إمّا أن ينضمّ إلى معسكر الحسين () أو إلى معسكر يزيد بن معاوية؛ لأنّه صراع بين الحقّ والباطل والخير والشرّ ولا ثالث لهما، أليس كذلك؟

وكان موقف الحرّ واضحاً للعيان في واقعة الطف يوم عاشوراء، وذلك لمّا زحف عمر نحو الحسين أتاه الحرّ بن يزيد فقال له: أصلحك الله، أمقاتل أنتَ هذا الرجل؟ قال له: إي إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي... فأقبل يدنو نحو الحسين قليلاً قليلاً، وأخذتْه رِعدة، فقال له رجل من قومه يقال له المهاجر بن أَوْس: والله إنّ أمرك لمريب! والله ما رأيت منك في موقف قطّ مثل ما أراه الآن! ولو قيل مَنْ أشجعُ أهل الكوفة لما عدوتُك. فقال له: إنّي - والله - أُخيّر نفسي بين الجنّة والنار، ووالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت وحُرّقت، ثمّ ضرب فرسه فلحق بالحسين () فقال له جعلني الله فداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك الذي حبستُك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجـعجـعت بك في هذا المكان، والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردّون

عليك ما عرضتَ عليهم أبداً، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، فقلت في نفسي لا أبالي أن أطيع القوم في بعض أمرهم، ولا يرون أني خرجت من طاعتهم، وإني لو سولت لي نفسي أنهم يقتلونك ما ركبت هذا منك، وإني قد جئتك تائباً مما كان منِّي إلى ربي، ومواسياً لك نفسي، حتى أموت بين يديك، أفترى ذلك لي توبة. قال: نعم يتوب الله عليك ويغفر لك، ما اسمك قال: أنا الحرّ بن يزيد قال: أنت الحرّ كما سمتك أمك، أنت الحرّ إن شاء الله في الدنيا والآخرة أنزل قال: أنا لك فارساً خير مني راجلاً، أقاتلهم على فرسي ساعة وإلى النزول ما يصير آخر أمري قال الحسين: فاصنع يرحمك الله ما بدا لك.

ثم قال: يا ابن رسول الله كنت أول خارج عليك، فأذن لي أن أكون أوّل قتيل بين يديك، فلعلي أن أكون مما يصافح جدّك مـحمد ( وسلم) غداً في القيامة. فقال له الحسين (): إن شئت فأنت ممن تاب الله عليه وهو التواب الرحيم(14).

قال الراوي: هذا ما كان من أمر الحسين ونزوله بأرض كربلاء وأما ما كان من أمر ابن زياد، فإنه أتاه رجل من عسكر الحر من غير علمه وقال اعلم أيها الأمير أن الحسين نزل في أرض كربلاء... فعند ذلك اطلق منادياً في الكوفة: يا معشر الناس من يأت برأس الحسين، فله ملك الري عشر سنين، وأرسل في البصرة منادياً بمثل ذلك، فقام إليه عمر بن سعد، وقال: أنا آتيك برأسه. فقال له: امضِ وامنعه من شرب الماء وائتني برأسه. فقال: سمعاً وطاعة فعند ذلك، عقد له الراية والإمرة على ستة آلاف فارس.

وسار قاصداً كربلاء، لقتال الإمام الحسين () وهناك ينبري لنا في ميدان الطف، موقف (الحر بن يزيد الرياحي) الذي سيبقى عالقاً في ذاكرة تاريخ الأحرار في العالم، لما لموقفه من أثر بالغ لفعله في النفوس، حيثُ أن الحُرَّ تَركَ وراء ظهره زعامة قبيلته (تميم) ومنصبه الدنيوي فهو (قائد لشرطة بن زياد) ووجيه من وجهاء الكوفة، وشجعاتها، لم يَمُت للإمام الحسين () بصلة قربى سوى الدين.. فتراه إنحازَ لمعسكر ابن بنت رسول الله ( وسلم) ليختم حياته بنصرته، والذود عن حرم رسول الله ( وسلم) مضحياً بحياته دونهم، ليبقى خالداً ما بقي في الحياة نبض لقلب.

بينما نرى لـ (عمر بن سعد) موقفاً مغايراً لموقف الحر، بالرغم من أن لعمر هذا صلة قرابة بالإمام الحسين () ولكن الدنيا أغرته، فأعمت بصيرته واستسلم لها طائعاً لضعف إيمانه بالله والدين الحنيف، فرضيَّ بعافيتها وقدمها على سعادة الآخرة، طمعاً بملكِ الري، الذي وعده به (ابن زياد) فتهالَك دونه، وقاد البغاة لقتال الإمام الحسين () في يوم عاشوراء، وبلغ ولوغه في الإثم، أن يحرق الخيام، ويسبي عيال رسول الله ( وسلم) ويحمل رأس الحسين، على قناة، إلى الكوفة، أملاً في إمارة الري، فلا بلغ مناه وأذله الله في الدنيا والآخرة.

وشتان ما بين موقف الحر العظيم في نبذة الانحراف والإنصياع إلى أوامر السلطة الباغية، وموقف ابن سعد الوضيع، الذي تبع هوى نفسه قائلاً:

فو الله ما أدري وإني لواقـف أفكـر في أمري على خطرين

أأترك ملك الري والري منيتي أم أرجع مـأثوماً بقتل حسين

فإن صدقوا فيما يقولون إنني اتوب إلى الرحمن من سنتين

وإن كـذبـوا فـزنـا بـدنـيا دنية ومـلـك عـقيم دائم الحجـلـين

ألا إنـما الــدنيا لخير معجلٍ وما عاقل باع الوجود بدين(15)

وهكذا سقته تلك النفس الأمارة بالسوءِ الذلةِ والهوان، فنبذه ابن زياد صاحبه وانكر وعده له واقتصاص المختار منه ثأراً للإمام الحسين () فمضى إلى جهنم بوجهٍ كالحٍ، وهذا مصير كل مَن يبيع آخرته بدنياه، وشتان ما بين الموقفين، فأين الثرى من الثريا، وهل مِن مُعتبر.

أيـنَ مَنْ خـانـوا حسيناً أينُهم سَــجّلَ الـتـاريـخُ عـاراً فـعـلَـهُـمْ

هل ترى يا صاحبي قبراً لهم فوق هذي الأرض في عرضٍ وطول
__________________________________________________ ___________________________________
1- أنساب الأشراف: ج 2 ص 466؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 221؛ الخصائص الكبرى: ج 2 ص 125؛ ذخائر العقبى: ص 256؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2604؛ تاريخ الخلفاء: ص 206.

2- كتاب الفتوح: ج 5 ص 30.

3- سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 411 رقم: 270؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 413.

4- أنساب الأشراف: ج 2 ص 465 ح 293؛ الأخبار الطوال: ص 244؛ بغية الطلب: ج6 ص 2611.

5- أنساب الأشراف: ج 2 ص 465، أنه () أجاب ابن عباس بما أقنعه، وأنّه لو لم يخرج لكانوا يستحلّون به حرمة الكعبة!! الفصول المهمة: ص 185؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 415؛ الأخبار الطوال: ص 244؛ الفصول المهمة: ص 183؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 202 ح 3542.

6- سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 414 رقم: 270.

7- أنساب الأشراف: ج 2 ص 467، هذا الحديث أيضاً دالّ على أنه () كان يعلم بأنه يقتل، وإنما خرج من مكة لئلا يقتل فيها فيستحلّ به حرمة الحرم.

8- الفصول المهمة: ص 184.

9- مروج الذهب: ج 3 ص 67.

10- تهذيب الكمال: ج 6 ص 415.

11- كتاب الفتوح: ج 5 ص 44.

12- المصدر نفسه: ص 123.

13- أنساب الأشراف: ج 2 ص 470.

14- الكامل في التاريخ: ج 2 ص 563؛ تاريخ الطبري: ج 4 ص 324؛ مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 9.

15- الفصول المهمة: ص 187؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ص 261.
__________________________________________________ __________________________________

كتاب : الحسين ريحانة النبي بطل الاسلام الخالد
المؤلف :الشيخ كمال معاش

توقيع mahdi_2000





خادم سيدي موسى بن جعفر
عضو نشيط

رقم العضوية : 12333
الإنتساب : Oct 2011
المشاركات : 244
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 173
المستوى : خادم سيدي موسى بن جعفر is on a distinguished road

خادم سيدي موسى بن جعفر غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم سيدي موسى بن جعفر



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : mahdi_2000 المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Dec-2011 الساعة : 05:29 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ذكر ابن الأثير في كامله رسالة ابن عباس ليزيد بعد مقتل الحسين (), وطلب يزيد لمودته وقربه بعد امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير: ((أما بعد فقد جائني كتابك فأما تركي بيعة ابن الزبير فوالله ما أرجو بذلك برك ولا حمدك ولكن الله بالذي أنوي عليم وزعمت أنك لست بناس بري فأحبس أيّها الإنسان برك عني فإني حابس عنك بري وسألت أن أحبب الناس إليك وأبغضهم وأخذلهم لابن الزبير فلا ولا سرور ولا كرامة كيف وقد قتلت حسيناً وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الاعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مرحلين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء لا مكفنين ولا مسودين تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح حتى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفنوهم وأجنوهم وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الذي جلست فما أنسى من الأشياء فلست بناس اطرادك حسيناً من حرم رسول الله إلى حرم الله وتسييرك الخيول إليه فما زلت بذلك حتى أشخصته إلى العراق فخرج خائفاً يترقب فنزلت به خيلك عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فطلبت إليكم الموادعة وسألكم الرجعة فاغتنمتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته وتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك والكفر, فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثاري ولا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوماً والسلام)) انتهى. (الكامل في التاريخ : 3 / 466 و467).

وقال الذهبي: (كان فظاً غليظاً, يتناول المسكر ويفعل المنكر, افتتح دولته بقتل الحسين, وختمها بوقعة الحرّة) المصدر السابق. وقال ابن كثير: (ان يزيد كان إماماً فاسقاً...) (البداية: 8/223). وقال المسعودي: (ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر, سيره سيرة فرعون, بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته, وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله عليهم, وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان)(مروج الذهب: 3/82).

وروي أنّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: (والله ما خرجنا على يزيد, حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء, أنّه رجل ينكح أمّهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة)(الكامل: 3/310 وتاريخ الخلفاء: 165). هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي الشهير كتاباً في الردّ على من منع لعن يزيد وأسماه (الردّ على المتعصّب العنيد). وختاماً نذكر لك بعض المصادر السنّية التي ذكرت يزيد وجوره ومن كفّره وجوّز لعنه

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc