اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
حياة العظماء مصدر إشعاع للفكر، ومنهل عذب للخير، وينبوع فياض بالحكمة، ورصيد ضخم في الكمال والمعرفة، وطاقة جبارة في العلم والأدب تستوحي الأمة منها الإيمان الصادق، والعقيدة الحقة، والذود عن المبدأ، والخلق الكريم، والمُثـل والكرامة، فهي مدرسة كبرى للإنسانية، ومعالم وضاءة لتحقيق الحق والعدالة.
وليس هناك في الأمة من يساوي أئمة أهل البيت في عظمتهم وفضلهم، ولا يباريهم في شرفهم ونسبهم، ولا يرتفع إليهم في مقامهم ومكانتهم، فهم عيش العلم، وموت الجهل، وأصول الكرم، وقادة الأمم، والثقل الذي تركه الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله بين ظهراني الأمة، وجعلهم نظراء للقرآن الكريم، ونصّبهم خلفاء له صلَّى الله عليه وآله على الناس، وحكاماً على الخلق، وساسةً للعباد، وأمراء على البلاد.
وجدير بنا بعد أن تقاذفتنا تيارات متعاكسة، وأهواء مختلفة وفتن هوجاء، أن نرجع إلى أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ميممين شطرهم، آخذين بتعاليمهم، متبعين لأوامرهم، لنستعيد ماضينا المجيد، ونحقق ما نصبوا إليه من خير وسعادة، واللَّه من وراء القصد، وهو الموفق للصواب
الإمام محمد ابن الحسن المهدي
مولده
وكان مولده الشريف في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين وكان سنه عند وفاة أبيه عليهما السلام خمس سنين أتاه الله الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وأتاه الحكمة كما أتاها يحيى صبيا وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا وقال النبي ص لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا بعد ملئت ظلما وجورا وولد بسامراء العراق .
عمره
هو حي يرزق وقد غاب غيبته الكبرى بأمر الله تعالى وله علامات ظهور كثيرة ويوم فرجه هو يوم الخلاص للمحرومين والضعفاء والمظلومين اللهم عجل في فرجه الشريف وعمره الشريف منذ يوم ولادته الى يوم ظهوره الشريف بإذن الله تعالى .
إمامته
كان إماماً وعمره الشريف خمس سنين بنصوص متواترة عند الخاصة والعامة ومازال إماماً وحجة الله على خلقه الى ظهوره الشريف .
ألقابه
واما اسمه فمحمد وكنيته ابو القاسم ولقبه الحجة والخلف الصالح والمنتظر وقائم آل محمد والمهدي والحجة ابن الحسن وابا صالح .
أصحابه
للقائم غيبتان أما غيبته الصغرى منهما فهي التي كانت سفراؤه عليه االسلام موجودون و أبوابه معروفين ولاتختلف الإمامية فيهم وهم ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وابوعمرو وعثمان ابن السعيد السمان وابنه ابو جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهما ومنهم ايضا عمر الأهوازي واحمد بن اسحاق وابو محمد الوجناني وابراهيم بن مهزيار ومحمد بن ابراهيم في جماعة اخرى .
نسبه الشريف
أبوه فهو أبو محمد الحسن الخالص العسكري بن علي المتوكل الهادي بن محمد القانع الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الضادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى امير المؤمنين عليهم افضل الصلاة والسلام ، أما أمه أم ولد تسمى نرجس وقيل تسمى صقيل او صيقل والأولى أقرب الى الصحيح .
• صفته: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم أروع، كأنه غصن بان، وكأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الأيمن خال كأنه فاتة مسك على بياض الفضة، برأسه وفرة، سمحاء سبطة تطالع شحمة أذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، ولا أعرف حسناً وحياءً.
• غيبته الأولى: وتسمى الصغرى مدتها تسع وستون سنة، نصب فيها سفراء بينه وبين شيعته، فكان () يتصل بهم، وتخرج توقيعاته إليهم، وهم:
- الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري الأسدي وكيل الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام).
- الثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد المتوفي سنة 304 هـ.
- الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي المتوفي سنة 326هـ.
- الرابع: أبو الحسن بن علي محمد السمري المتوفي سنة 329هـ.
• غيبته الثانية: وتسمى الكبرى، بدأت بعد موت علي بن محمد السمري سنة 329 هـ وحتى يأذن الله له بالخروج.
• نقش خاتمه: أنا حجته وخاصته.
• رايته: مكتوب عليها (البيعة لله).
• أنصاره: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ـ عدد أهل بدر ـ وهم خواص أصحابه، وأصحاب الألوية، وعماله فيما بعد على الأمصار.
• محل ظهوره: مكة المكرمة.
• محل بيعته: بين الركن والمقام.
• جيشه: عشرة آلاف.
• دولته: تشمل العالم بأسره، وقد تواتر الحديث الشريف عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنه () يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
• مدة ملكه: أكثر الروايات تصرح أن مدة ملكه () أقل من عشر سنين.