اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الانتخابات الامريكية تفضح السقيفة
على علاتها .. الانتخابات الامريكية متقدمة فلكياً على انتخابات السقيفة .
سأتابع الانتخابات الامريكية في آخر أيامها ... فرغم كوني معاصراً لها .. الا انني كما يبدو ونتيجة للاجواء المحيطة .. متأثر بطريقة السقيفة الانتخابية .. حيث الترشيح – ان كان ثمة ترشيح – والانتخاب والتنصيب كله في يوم واحد .. بل في ساعة واحدة .... بدأت بعد لحظات من شهادة النبي وانتهت قبل ان يتم الانتهاء من مراسم تجهيزة ... وليس الامر كالانتخابات الامريكية التي امتدت اجوائها واستمرت الاستعدادات لها قرابة السنتين ! ولعل هذا احد الفروق الواضحة والمهمة بين الانتخابات الامريكية وبين انتخابات السقيفة.
فاذا سلمنا بشرعيتها – جدلاً – فلا يمكن التسليم بنزاهتها .. او بكونها انتخابات اساساً ..
ها هي الانتخابات امامنا .. آلياتها .. الاستعداد لها .. طرق الترشيح .. صعوبة وصول المرشح .. قوة المنافسة .. استطلاعات الرأي .. الخ .. إلا ان الامر في السقيفة بدى بوضوح تمرير تآمري لحاكم انقلابي ... جرى ذلك تحت شعار الشورى .. والانتخاب .. والشورى والانتخاب هما اكبر الغائبين في سقيفة المتآمرين .
هناك خيار واحد .. وهو ابا بكر او السيف ... والالغاء .. كما حدث لسعد بن عبادة في مجلس السقيفة .. حيث كاد ان يُقتل رغم مرضه .. ثم تم اغتياله فيما بعد .
قارن ذلك بحجم المرشحين للانتخابات الامريكية ونواب الرئيس .. صحيح انها انتهب الى مرشحين اثنين ولكن كانت الخيارات واسعة وكانت الولايات تقول كلمتها في المرشحين .
قيم الانتخاب .. اذا اردنا ان نطبق مقاييس السقيفة على الانتخابات الامريكية .. فان مكين ينبغي ان يُنتخب .. لانه الاكبر سناً .. كما جرى انتخاب ابا بكر لهذا السبب !!!
او ينبغي انتخاب اوباما لانه من جيل المهاجرين .. فان مقاييس السقيفة قدمت المهاجرين على الانصار .. اهل المدينة الاصليين .
وفيما الملايين تنتخب في امريكا .. فان الامر يختلف في انتخابات السقيفة .. فهي جرت تحت سقف واحد ( واضح من الاسم : سقيفة ) .. ولفئة محدودة من اهل المدينة .. اما باقي المسلمين وكانوا بمئات الآلاف فلم يؤخذ برأيهم على الاطلاق .. بل ان من عارض ذلك كان جزاءه القتل واعلان الحرب عليه تحت شعار الارتداد .. كما جرى للصحابي الجليل مالك بن نويرة رضوان الله عليه .
في امريكا .. جميع الولايات تشارك في الانتخاب .. وحتى الامريكيين في الخارج تُفتح لهم مراكز انتخابات خاصة .. للتأكد من مشاركة الجميع . ألم يكن بالامكان التريث لكي يشارك جميع المسلمين في الانتخاب ؟
الاهم من كل ذلك .. اذا كانت الانتخابات على الطريقة الاسلامية هي بهذه السؤ .. وبهكذا مهزلة .. فهل يحق لانصار السقيفة ان يدّعوا ان الاسلام على طريقة السقيفة هو افضل من النماذج البشرية .. وانه افضل من الديمقراطية الامريكية – على علاتها التي لا نجهلها ولا نريد هنا استعراضها - ؟
ان اي عاقل منصف .. يرى ان الانتخابات الامريكية رغم مساويها متقدمة وبارقام فلكية على الانتخابات في السقيفة ... وبالتالي لا يمكن ان يكون ما جرى في السقيفة يمثل نموذج الاسلام ومشروعه السياسي .. فان الاسلام يعلو ولا يُعلى عليه .. ولا يمكن ان يكون المشروع البشري متقدما على المشروع الالهي ... ان الاصرار على التمسك بنهج السقيفة يعني الاصرار على تشويه الاسلام .. بل والتشكيك في كونه دينياً إلهياً من الاساس .
ان العقلاء اذا خيروا بين السقيفة والانتخابات الامريكية سيختارون الثانية بكل تأكيد .. انسجاماً مع فطرتهم التواقة للحرية والانسانية والتحضر .
السقيفة هي نموذج سيء .. للديكتاتوريات التي تغلف نفسها بعناويين الشورى والديمقراطية .