اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
**العمائم تيجان العرب **
ولمّا عرفت من تعيين صاحب الخلافة الكبرى للملوكيّة الاسلامية ونيله ولاية العهد النبوي، كان من الحريّ تتويجه بما هو شارة الملوكوسمة الامراء،ولمّاكانت التيجان المكلّلة بالذهب والمرصعـ[ـة ]بالجواهر من شناشن ملوك الفرس، ولم يكن للعرب منها بدلٌ إلاّ العمائم، فكان لا يلبسها إلاّ العظماء والاشراف منهم، ولذلك جاء عن رسول الله () قوله: «العمائم تيجان العرب»، رواه
القضاعي والديلمي ، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير ، وأورده ابن الاثير في النهاية .
وقال المرتضى الحنفي الزبيدي في تاج العروس التاج: الاكليل والفضة والعمامة، والاخير على التشبيه جمع تيجان وأتواج، والعرب تسمّي العمائم: التاج، وفي الحديث: «العمائم تيجان العرب» جمع تاج، وهو: ما يُصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد: أنّ العمائم بمنزلة التيجان للملوك، لانهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة، والاكاليل تيجان ملوك العجم، وتوّجه أي: سوّده وعمّمه. ( خاص بمواقع الميزان )
وفي ومن المجاز عُمّم بالضم أي: سوّد، لان تيجان العرب العمائم، فكلّما قيل في العجم: توّج من التاج، قيل في العرب: عمّم، قال: وفيهم إذ عمّم المعمّم، وكانوا إذا سوّدوا رجلاً عمّموه عمامة حمراء، وكانت الفرس تتوّج ملوكها فيقال له: المتوّج.
وعدّ الشبلنجي في نور الابصار: 25 من ألقاب رسول الله ():
صاحب التاج، فقال: المراد العمامة، لان العمائم تيجان العرب كما جاء في الحديث .
[تتويج النبي لعلي بالعمامة]
فعلى هذا الاساس، عمّمه رسول الله () هذا اليوم بهيئة خاصّة تُعرب عن العظمة والجلال، وتوّجه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك المحتشد العظيم، وفيه تلويحٌ أنّ المتوّج بها مقيَّض ـ بالفتح ـ بإمرة كإمرته ( وسلم)، غير أنّه مبلّغ عنه وقائمٌ مقامه من بعده.
روى الحافظ عبد الله بن أبي شيبة، وأبو داود الطيالسي ، وابن منيع البغوي، وأبو بكر البيهقي، كما في كنز العمال عن عليّ قال: عمّمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي ..( خاص بمواقع الميزان )
وفي لفظ: فسدل طرفها على منكبي.
ثم قال: «إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة». وقال: «إن العمامة حاجزةٌ بين الكفر والايمان».
وعن ابن شاذان في مشيخته، عن علي: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) عمّمه بيده، فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثم قال له النبي (صلى الله عليه وسلم): «أدبر»، فأدبر، ثم قال له: «أقبل»، فأقبل، وأقبل على أصحابه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «هكذا تكون تيجان الملائكة»